العبودية - التفاضل بالإيمان (2)

منذ 2014-08-18

​وفي المسند أن أبا بكر كان يسقط السوط من يده فلا يقول لأحد ناولني إياه، ويقول أن خليلي أمرنى أن لا اسأل الناس شيئا، وفي صحيح مسلم وغيره عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة وأسر إليهم كلمة خفية أن لا تسألوا الناس شيئا فكان بعض أولئك النفر يسقط السوط من يد أحدهم ولا يقول لأحد ناولني إياه.

وقال القائل: أطعت مطامعي فاستعبدتني ولو أني قنعت لكنت حرا.
ويقال: الطمع غل في العنق قيد في الرجل فإذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل، ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال الطمع فقر واليأس غنى وإن أحدكم إذا يئس من شيء استغنى عنه وهذا أمر يجده الإنسان من نفسه فإن الأمر الذي ييأس منه لا يطلبه ولا يطمع به ولا يبقى قلبه فقيرا إليه ولا إلى من يفعله وأما إذا طمع في أمر من الأمور ورجاه تعلق قلبه به فصار فقيرا إلى حصوله وإلى من يظن أنه سبب في حصوله وهذا في المال والجاه والصور وغير ذلك، قال الخليل صلى الله عليه وسلم فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون، فالعبد لا بد له من الرزق وهو محتاج إلى ذلك إذا طلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا إليه وإن طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا إليه.

ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الأصل وإنما أبيحت للضرورة وفي النهي عنها أحاديث كثيرة في الصحاح والسنن والمسانيد كقوله صلى الله عليه وسلم «لا تزال المسألة بأحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم»، وقوله: «من سأل الناس وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا أو خموشا أو كدوحا في وجهه»، وقوله: «لا تحل المسألة إلا لذي غرم مفظع أو دمع موجع أو فقر مدقع»، هذا المعنى في الصحيح وفيه أيضا «لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه» وقال ما اتاك من هذا المال وانت غير سائل ولا مشرف فخذه ومالا فلا تتبعه نفسك فكره اخذه من سؤال اللسان واستشراف القلب وقال في الحديث الصحيح «من يستغن يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله ما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر»، وأوصى خواص أصحابه أن لا يسألوا الناس شيئا.

وفي المسند أن أبا بكر كان يسقط السوط من يده فلا يقول لأحد ناولني إياه، ويقول أن خليلي أمرنى أن لا اسأل الناس شيئا، وفي صحيح مسلم وغيره عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم بايعه في طائفة وأسر إليهم كلمة خفية أن لا تسألوا الناس شيئا فكان بعض أولئك النفر يسقط السوط من يد أحدهم ولا يقول لأحد ناولني إياه.
 

  • 0
  • 0
  • 2,837
المقال السابق
التفاضل بالإيمان (1)
المقال التالي
التفاضل بالإيمان (3)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً