كأن محمد عمرو خلق للحديث

منذ 2014-09-02

إلى آخر أيامه كان يبهرني بقوة حافظته -إذ يتذكر إسنادًا فيسرده مع موضعه وهو قرأه من نحو عشرين سنة!- وتحقيقه لمسائل الحديث، وحرصه البالغ على ألا يتقحّم غير ما يحسن!

الحمد لله وحده..
على طول وقرب ملازمتي للشيخ (محمد عمرو عبد اللطيف)، فإلى وفاته لم تنزل درجة هيبته في نفسي، ولا قلّت الحشمة حين لقائه، ولا زالت تلك الرعدة والهزة إذا سأل سؤالاً اختباريًّا، ولا غير ذلك مما يحصل عادة من مخالطة الموصوفين بالعلم.

ليس لأنه لم يكن متواضعًا -بالعكس- فقد كان (أكثر) من عرفتُه من الناس تواضًعا إلى اليوم.
ولا لأنه كان شرس الأخلاق -أبدًا- فقد كان سهلاً هينًا لين الجانب، ما لم ير منك ما يعتقده منكرًا!
لكن! لأنني أعتقد حقًّا أنه كان عالمًا، كان عالمًا حقًّا!

إلى آخر أيامه كان يبهرني بقوة حافظته -إذ يتذكر إسنادًا فيسرده مع موضعه وهو قرأه من نحو عشرين سنة!- وتحقيقه لمسائل الحديث، وحرصه البالغ على ألا يتقحّم غير ما يحسن!

لولا أنني رأيته واختبرته، وجالسته وسألته وراجعت من ورائه، على عادة الطلبة المشاكسين؛ لما ظننتُ أن أحدًا يوهب هذه الملكة في هذا العصر (المنحط)!

حدثنا شيخنا المتقن عادل بن محمد أبو تراب، فقال وذكَر قولَ النسائي: "كأن علي بن المديني خلق لهذا الشأن"، فقال: "كأن محمد عمرو خلق للحديث"، قال: "لكن على قدنا، على قدر زماننا، علي بن المديني بتاعنا".

قال -وهذه بالمعنى-: "لكنه لم يجد من التفاعل والحركة العلمية ما يجعل الناس يستفيدون منه، ويستفيد هو"! سأقول لك، فافهم! كان محمد عمرو يسكت عن الإجابة أكثر مما يجيب! 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 3
  • 0
  • 2,473

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً