تدبر - (367) سورة الشورى (3)

منذ 2014-09-04

الإنسان لأنه غير كامل ولا محيط بكل الأمور، ولأنه ناقص العلم مهما بلغ علمه، قاصر التصور مهما بلغ إدراكه، فهو بحاجة إلى الشورى ليعوض ذلك النقص، وليحاول إكمال جوانب القصور عنده، وبالتالي يسأل غيره ويستشير فيما لم يأت فيه توجيه رباني..

وسورة الشورى من السور التي ركزت الحديث عن أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، ورسخت قيم التنزيه والتقديس، وفيها الآية الأهم في هذا الباب: {...لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11].

وتمام الكمال الإلهي في أسمائه وصفاته وشرعه ووحيه، ووصاياه أمر مطرد في السورة التي سميت بقيمة أخرى لها علاقة بضد هذا الكمال.. إنها (الشورى) تلك التي لا يحتاجها من لا تعتريه الحاجة ولا يضطر إليها من هو بكل شيء محيط وعلى كل شيء قدير.

بينما الإنسان لأنه غير كامل ولا محيط بكل الأمور، ولأنه ناقص العلم مهما بلغ علمه، قاصر التصور مهما بلغ إدراكه، فهو بحاجة إلى الشورى ليعوض ذلك النقص، وليحاول إكمال جوانب القصور عنده، وبالتالي يسأل غيره ويستشير فيما لم يأت فيه توجيه رباني..

أما إن أتى التوجيه الرباني ونزل الشرع من الله الولي فإنها الاستجابة، ذلك المعنى الذي تكرر أيضًا في السورة.. معنى الاستجابة: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ}[الشورى:26]، {اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ}[الشورى:47].

فالعبد بين أمرين عليه بلزومهما إن أراد الفلاح في الدنيا، استجابة للأمر المنزل والوحي المعصوم الكامل غير القاصر ولا المنقوص، ومشورة لغيره إن لم يكن ثمة وحي أو نص صريح فيعوض بالمشورة قصوره البشري، ويكمل نقصه الإنساني.

وبالاستجابة والشورى يصل للمراد بإذن الله: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [الشورى:38].

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 9,219
المقال السابق
تدبر - [359] سورة غافر (8)
المقال التالي
(368) سورة الشورى (4)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً