تدبر - (380) سورة الجاثية (3)

منذ 2014-09-06

إن الاجتراح أصل مادته (جرح، والجرح) هو شق الجلد أو قطعه واللحم.. فاللفظ هنا يلقي بظلال دامية يكاد المرء يرى فيها محارم الله كجسد يتمزق ويمتلىء بالجراحات، بفعل تلك السيئات التي اجترحوها، أو تنتقل الرؤية إلى مشهد قلب تدميه جروح غائرة بفعل الذنوب والسيئات التي اجترحها..

وتأمل لفظ اجترحوا في قوله: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ...} [الجاثية:21].

إنه اصطلاح غير مألوف في التعامل مع السيئات والمعاصي ولم يأت إلا في هذا الموضع
اجْتَرَحُوا، (الاجتراح) المعنى معلوم واضح، وهو اكتساب السيئات، لكن اللفظ له وقع خاص

إن الاجتراح أصل مادته (جرح، والجرح) هو شق الجلد أو قطعه واللحم..
فاللفظ هنا يلقي بظلال دامية يكاد المرء يرى فيها محارم الله كجسد يتمزق ويمتلىء بالجراحات، بفعل تلك السيئات التي اجترحوها، أو تنتقل الرؤية إلى مشهد قلب تدميه جروح غائرة بفعل الذنوب والسيئات التي اجترحها..

ويقال اجترح الكلب اللحم: أي نهشها ومزقها بأنيابه أثناء التهامها.
وكأن العاصي بلغ درجة من الشبق والشهوة ما يدفعه لنهش المعصية بهذه اللهفة!
وكأن المعصية والسيئة مهما تزينت وتجملت تظل على طبيعتها الشهوانية، التي تتجلى حقيقتها في ذلكم المشهد الحيواني المحموم، الذي يلقي في الروع صورة ذهنية لحقيقة السيئة، وحقيقة اجتراحها.. عافانا الله وأعاذنا. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 6,414
المقال السابق
تدبر - [359] سورة غافر (8)
المقال التالي
(381) سورة الأحقاف (1)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً