كونوا مع الصادقين

منذ 2014-09-08

لعل من أكبر أسباب الضعف في المجتمعات الإسلامية هو افتقاد (الصدق)، سواء مع النفس أو مع المنهج الرباني الصافي، الذي لو صدقت الأمة في تلقيه وتطبيقه لسادت، فالصادق يصدق مع نفسه ويصدق منهجه، ويصدق في تطبيقه فينجو..

يحار الناظر إلى أحوال الشعوب الإسلامية، ومدى الفرقة التي تضرب بقوة شغاف القلوب، والانقسامات التي أضرت بمصالح الأمة، وتسببت في تأخرها..

ولعل من أكبر أسباب الضعف في المجتمعات الإسلامية هو افتقاد (الصدق) سواء مع النفس أو مع المنهج الرباني الصافي، الذي لو صدقت الأمة في تلقيه وتطبيقه لسادت، فالصادق يصدق مع نفسه ويصدق منهجه، ويصدق في تطبيقه فينجو..

وأما من تشرب النفاق فهو يتخير من المنهج ما يصادف هواه فيصدقه، ويتخير ما يناسب شهواته فيطبقه..

يقول ابن القيم في الصدق إنه: "منزلة القوم الأعظم الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين، والطريق الأقوم الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين، وبه تميَّز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه، الذي ما وُضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلًا إلا أرداه وصرعه، من صال به لم تردَّ صولته، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته، فهو روح الأعمال، ومحكُّ الأحوال، والحامل على اقتحام الأهوال، والباب الذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال..

وهو أساس بناء الدين، وعمود فسطاط اليقين، ودرجته تالية لدرجة النبوة، التي هي أرفع درجات العالمين، ومن مساكنهم في الجنات: تجري العيون والأنهار إلى مساكن الصديقين، كما كان من قلوبهم إلى قلوبهم في هذه الدار مدد متصل ومعين، وقد أمر الله سبحانه أهل الإيمان: أن يكونوا مع الصادقين، وخصَّ المنعم عليهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119]" (أ.هـ من مدارج السالكين).

وجاء في روضة العقلاء، قال أبو حاتم: "إنَّ الله جلَّ وعلا فضَّل اللسان على سائر الجوارح، ورفع درجته، وأبان فضيلته، بأن أنطقه من بين سائر الجوارح بتوحيده، فلا يجب للعاقل أن يعود آلة خلقها الله للنطق بتوحيده بالكذب، بل يجب عليه المداومة برعايته بلزوم الصدق، وما يعود عليه نفعه في داريه؛ لأنَّ اللسان يقتضي ما عُوِّد؛ إن صدقًا فصدقًا، وإن كذبًا فكذبًا". 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 3,489

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً