أهلَ غزَّة والشام

منذ 2014-09-10

جاء عن السلف آثار فيها ذكر الثُّغور، مثل: (غزَّة، وعسقلان، والإسكندرية، وقزوين) ونحو ذلك، والمُرابَطَة في ثُغور المسلمين -وهو المُقَام فيها بنيَّة الجهاد-؛ أفضلُ من المجاوَرة في الحرمين باتِّفاق أئمة المسلمين؛ أهل المذاهب الأربعة وغيرهم..

اصبِروا وصابِروا ورابِطوا أهلَ غزَّة والشام!
فرَبَاطكم أفضل من جوار مكة والمدينة، باتفاق أئمة المسلمين، وأرضكم ثُغور المسلمين، ممدوحةٌ على الدوام، مهما تباعَد الزمان.

قال شيخ الإسلام رحمه الله: "هذه الأمكنة كانت ثغورًا يرابط بها المسلمون لجهاد العدو؛ لما كان المسلمون قد فتحوا الشام كله وغير الشام؛ فكانت (غزة، وعسقلان، وعكة، وبيروت، وجبل لبنان وطرابلس..) ونحو ذلك من البلاد؛ كانت ثغورًا، كما كانت الإسكندرية ونحوها ثغورًا.

وكان الصالحون يتناوبون الثغور؛ لأجل المرابطة في سبيل الله! فإن المقام بالثغور لأجل الجهاد في سبيل الله أفضل من المجاورة بمكة والمدينة، ما أعلم في ذلك خلافًا بين العلماء، وذلك لأن الرباط هو من جنس الجهاد، والمجاورة من جنس النسك، وجنس الجهاد في سبيل الله أفضل من جنس النسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين..

فلذلك كان صالحو المؤمنين يرابطون في الثغور؛ مثل ما كان الأوزاعي، وأبو إسحاق الفزاري. وعبد الله بن المبارك، وحذيفة المرعشي، ويوسف بن أسباط وغيرهم؛ يرابطون بالثغور الشامية؛ لأن أهل الشام هم الذين كانوا يقاتلون النصارى أهل الكتاب، فهذه السواحل الشامية كانت ثغورًا للإسلام إلى أثناء المائة الرابعة" (ابن تيمية رحمه الله، في مجموع الفتاوى).

وقد جاء عن السلف آثار فيها ذكر الثُّغور، مثل: (غزَّة، وعسقلان، والإسكندرية، وقزوين) ونحو ذلك، والمُرابَطَة في ثُغور المسلمين -وهو المُقَام فيها بنيَّة الجهاد-؛ أفضلُ من المجاوَرَة في الحرمين باتِّفاق أئمة المسلمين؛ أهل المذاهب الأربعة وغيرهم..

وليست هذه المسألة من المُشكلات عند مَن يعرف دين الإسلام، وقد قدَّمنا كون البلد ثغرًا صِفة عارِضة لا لازمة؛ فلا يمكن فيه مدحٌ مُؤَبَّد، ولا ذَمّ مُؤَبَّد، إلا إذا عُلِمَ أنه لا يزال على تلك الصِّفة"
(ابن تيمية رحمه الله، في جامع المسائل).

وسُئل أحمد: "هل المقام بالثَّغر أفضل من المقام بمكة؟! فقال: إي والله" (ابن القيم رحمه الله، في إعلام المُوقِّعين).
قلتُ: فهنيئًا لأهل غزَّة والشام المقام الحَسن، والثناء الجميل! فإمَّا فتحٌ قريبٌ، ونصرٌ مبين، وإمَّا شهادةٌ لوجه الكريم. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

  • 0
  • 0
  • 4,527

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً