درر و فوائد - (29) أسوأ الأخلاق (التعصب)
من علامات التعصب على فكرة أو فرد أو عصبة أن تهتم دومًا بأخبار (من، ما) تنتسب إليه دون غيره وتتكلم عن أحوالهم دون غيرهم، وتمدحهم دون غيرهم -حتى لو لم تذم منافسيهم أو معارضيهم وتدافع عنهم دون غيرهم- ولا تستحي أن تتجاوز في ذلك حد الشرع بلفظ أو بفعل، وتتلمس لهم الأعذار دون غيرهم، ويضيق صدرك بأي اعتراض عليهم حتى لو تظاهرت بالبحث عن الحق، وإرادته لسان حالك يقول هم على صواب ولا شك، وإن أخطأوا فعن غير عمد أو عن عمد معذورون فيه فتتعذر لهم، ولو كان العذر أقبح من الذنب!
(291) ما قبض الله منك شيء إلا أعطاك خيرًا منه، لكننا لا ننبه إلى العطاء إلا بالصبر والرضا.
(292) من علامات التعصب -ضـد- أن تهتم دومًا بنشر أسوأ أخبار من تبغضهم في غير ذات الله، وتتكلم عليهم بالمعايب دون غيرها، وتميل مع معارضيهم ومنافسيهم بل وأعدائهم حتى لو كانوا ألد أعدائك، ويضيق صدرك بأي مدح لهم حتى لو كنت تتظاهر بالإنصاف، لسان حالك يقول بالتأكيد هم على خطأ، فإنهم ولو أصابوا فإنما هي صدفة! ولا تتعذر لهم أبدًا أو على الغالب محملاً كل كلمة وكل سكنة، ما لا تحتملها لو قالها من تحب! ألا ترون أن هذه كانت أخلاق اليهود والمنافقين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
(293) من علامات التعصب على فكرة أو فرد أو عصبة أن تهتم دومًا بأخبار (من، ما) تنتسب إليه دون غيره وتتكلم عن أحوالهم دون غيرهم، وتمدحهم دون غيرهم -حتى لو لم تذم منافسيهم أو معارضيهم وتدافع عنهم دون غيرهم- ولا تستحي أن تتجاوز في ذلك حد الشرع بلفظ أو بفعل، وتتلمس لهم الأعذار دون غيرهم، ويضيق صدرك بأي اعتراض عليهم حتى لو تظاهرت بالبحث عن الحق، وإرادته لسان حالك يقول هم على صواب ولا شك، وإن أخطأوا فعن غير عمد أو عن عمد معذورون فيه فتتعذر لهم، ولو كان العذر أقبح من الذنب! ثم تلقي كل خصال السوء تلك على عاتق من يعارضك، فهو هو الأولى بها منك! فإن وقعت في إحداهن فهي خصلة سوء تنم عن تعصب، فدافعها لعلك تنجو، وإن اجتمعن فأنت مفتون، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
(294) ومن العجب أنك تبغضها بقدر ما تحبها، وتحبها بقدر ما تبغضها نفسك! كيف؟؟ لا تسلني كيف، فإن الشرح قد يستغرق ألف!
(295) كان اليهود شعب الله المختار، نجاهم من آل فرعون وأسبغ عليهم نعمه حتى ابتلاهم فأخفقوا، ثم ابتلاهم فأخفقوا، ثم ابتلاهم فأخفقوا..، فغضب عليهم وسلط عليهم عدوهم وجعلهم أذل خلقه، فاعتبروا يا أولي الأبصار، اللهم استعملنا ولا تستبدلنا.
(296) مبدأ العزم: (لا بد والآن)! ومدخل الشيطان: (السين وسوف)! قال ابن القيم: "كم جاء الثواب يسعى إليك فرده بواب: سوف ولعل وعسى".
(297) وهل التعصب إلا (دائمًا ودومًا) و(إلى الأبد)؟ فيختلط الحق بباطل ديمومتها شهادة عصمة بلسان حالك لمن تناصر!
(298) عجبتُ لمن لم يقرأ إلا متن (نواقض الإسلام) فتصدر بعيدها حكما على الأنام!
(299) إنها معانٍ تجتمع في وجدانك حتى تبلغ شأنًا في قلبك، فتتساقط على لسانك وتتحرك بها يداك، وتمشي بها قدماك، فانظر ماذا تجمع في صدرك قبل أن تلام على ما يجري على جوارحك.
(300) إذا تعذر أخوك لك بعذر ورأيت أنه ليس بشيء فاقبله برحابة صدر، ولا تحوجه إلى الصراحة فقد يكون عنده عذر لا يستطيع أن يبوح لك به.
- التصنيف: