درر و فوائد - (34) أقصر الطرق

منذ 2014-10-10

يا مسكين! تضطرب نفسك ويضيق صدرك بالمعصية، وينشرح صدرك وتجد راحتك في الطاعة، فكيف تؤثر الضيق على السعادة؟!

(341) عجبت من متعالم يتكلم في الفقه يروم إثبات الخلاف، ليهرب به من العمل أما علم أن لو فيها ألف قول فالحق واحد عند ربك، وقد تخدع نفسك، والله محيط بالعباد.

(342) أمرنا بترك المجاهرة ليعتصر قلوبنا ألم المعصية في وكاء لا يُنفث عنه، حتى لا نجد ملجأ من الله إلا إليه ليس التعليل للحصر، بل هي تأملات!

(343) يا مسكين! تضطرب نفسك ويضيق صدرك بالمعصية، وينشرح صدرك وتجد راحتك في الطاعة، فكيف تؤثر الضيق على السعادة؟!

(344) قد يكون أقصر طريق بين نقطتين الطريق المستقيم، لكن إن كان قصيرًا ومزدحمًا، أو كان قصيرًا ومنحدرًا لأعلى، أو كان قصيرًا ووعرًا أو كان قصيرًا وغير ممهد أو كان غير ذلك، فقد تكون تلك وغيرها مما يرجح لديك سلوك الطريق الأطول! فتأمل نفوس البشر، ولكن أين الحكمة وأين الصبر؟!

(345) يا ناظرًا في درري ألا فاعلم أنها كانت حفرة تعثرتُ فسقطتُ فيها، فلما نفضتُ عن جسدي الوهن وعن ثيابي التراب لم أرد أن أنصرف قبل أن أصفها لكم، فلا تنظر إلى عثرتي بعين انتقاص، فقد عادت علينا بقسط من الخيرات.

(346) الحر اللبيب يفهم بالإشارة فإذا عاملته بالعصا أصبت منه مقتلاً!
(347) هل نظرتَ إلى قوله صلوات ربي وسلامه عليه: «...حرم الله جسده على النار» (صححه السيوطي في الجامع الصغير:7798، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة:(4415)، وضعيف الجامع:(04989) أنه: موضوع)، و «رحم الله امرأً..»؟ (سنن الترمذي:430، صحيح ابن حبان:67)، فأسألك يا نفس كيف ضيعتي أمرًا تعلق بها وأنت أحوج شيء إليها؟! اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

(348) أيا هذه النفس! إذا كنتِ بين الناس دومًا تأثرتُ بكل من اعتنق فكرة فأميل بك يمينًا، وأميل بك يسارًا، فهلا خالطتِ كتاب ربي وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فأميل إلى أمره وأتأثر بوعده ووعيده؟!

(349) حين اتهم فرعون السحرة أن إيمانهم كان مكرًا ونفاقًا ما جادلوه ولا حاججوه، ليثبتوا خطأه بلسان المقال لكن صبرهم على بطشه وجلدهم وثباتهم على الحق كان أبلغ رد بلسان الحال! وكذا حال الرجال الرجال!

(350) ألا ترى أن الدنيا ليست موطنًا للمؤمن، ولو كان بين أهله إنه لغريب يتزود إلى داره يوم اللقا، فإذا افتقدت غربتك، فتفقد قلبك وجوارحك!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,147
المقال السابق
(33) الحق أبلج
المقال التالي
(35) أيا نفس!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً