كن عزيزاً
هو خلق يزين صاحبه ويرفعه في الناس، وهو يدل على قدرة الإنسان على التحكم في نفسه، وفي احتياجاته وفي عاطفته فلا يفرط حتى يهان، ومن سبل التحكم في النفس الابتعاد عن مواطن شهوات وشبهات لا يطيقها المسلم، والتقليل من مباهج لا يتحمل دخله مؤنتها..
جاء في تاج العروس أن: العِزُّ خلاف الذُلِّ.
وهو في الأصل: القُوَّة والشِّدَّة والغَلَبَة، والرِّفعة والامْتِنَاع.
وهو خلق يزين صاحبه ويرفعه في الناس، وهو يدل على قدرة الإنسان على التحكم في نفسه، وفي احتياجاته وفي عاطفته فلا يفرط حتى يهان، ومن سبل التحكم في النفس الابتعاد عن مواطن شهوات وشبهات لا يطيقها المسلم، والتقليل من مباهج لا يتحمل دخله مؤنتها..
قال النبي صلى الله عليه وسلم: « » (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وغيرهم وصححه الألباني، وفي الموسوعة الأخلاقية [الدرر السنية]).
قال الغزالي: "من رزقه القناعة حتى استغنى بها عن خَلْقه، وأمدَّه بالقوَّة والتَّأييد حتى استولى بها على صفات نفسه، فقد أعزَّه، وآتاه الملك عاجلًا، وسيعزُّه في الآخرة بالتَّقريب" (المقصد الأسنى، بتصرف يسير، ص 89).
- وقال أيضًا: "العزيز من العباد: من يحتاج إليه عباد الله في أهمِّ أمورهم، وهي الحياة الأخرويَّة، والسَّعادة الأبديَّة، وذلك ممَّا يَقِلُّ -لا محالة- وجوده، ويصعب إدراكه، وهذه رتبة الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ويشاركهم في العزِّ، من ينفرد بالقُرب من درجتهم في عصره، كالخلفاء وورثتهم من العلماء، وعزَّة كلِّ واحدٍ منهم بقدر عُلوِّ رتبته عن سهولة النَّيل والمشاركة، وبقدر عنائه في إرشاد الخَلْق" (المقصد الأسنى للغزالي، بتصرف يسير:73-74).
- وقال ابن القيِّم: "العِزَّة والعُلُوُّ إنَّما هما لأهل الإيمان الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهو علمٌ وعملٌ وحالٌ، قال تعالى: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران من الآية:139]، فللعبد من العُلُوِّ بحسب ما معه من الإيمان، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون من الآية:8]، فله من العِزَّة بحسب ما معه من الإيمان وحقائقه، فإذا فاته حظٌّ من العُلُوِّ والعِزَّة، ففي مُقَابَلة ما فاته من حقائق الإيمان، علمًا وعملًا، ظاهرًا وباطنًا" (إغاثة اللهفان:2/181).
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: