بركة الوصية

حدثت هذه القصة في ثمانينيات القرن العشرين في إحدى المدن العربية وكان والدي -بارك الله في عمره- شاهدًا على بعض أحداثها.

رجل بسيط الحال رزقه الله البنين والبنات ووهبه العمر إلى أن شهد زواجهم جميعاً ... وخاف على بناته إن طُلقت إحداهن -لا قدر الله- ألا تجد مكاناً لها فكتب في وصيته بعدم بيع بيته الصغير بعد وفاته...

ومرت السنون وتوفي الرجل وعمل أولاده بوصيته من بعده .. وذات يوم عزمت السلطات على شق طريق جديد لحاجة السكان لذلك، وكان هذا الطريق يمر بالبيت الصغير بطل قصتنا.. وطلبت السلطات من الورثة بيع البيت لهم مقابل مبلغ مالي ليكون في المنفعة العامة.. واحتار الأبناء ماذا يفعلون بوصية والدهم.. فقرروا استفتاء أحد الشيوخ الثقات فأفتاهم بشراء بيت آخر بهذا المبلغ المالي وعدم بيعه تنفيذاً لوصية والدهم..

كان المبلغ المالي كافياً لشراء عمارة سكنية مكونة من عدة شقق تم توزيعها على الورثة (للذكر مثل حظ الانثيين) لسكناها أو إيجارها.. وبعد أن كان الأولاد يسكنون بالإيجار أصبح لكل واحد منهم شقة يسكنها وأخرى يؤجرها نظير مبلغ شهري.. ولكل بنت شقة تؤجرها وتستفيد من عائدها أو تسكنها إن احتاجت لذلك.. وهذه هي بركة تنفيذ وصية الأب..

تعليق:

بحثت عن حكم الوصية بعدم بيع جزء من التركة فوجدت أنه غير جائز شرعاً ولا يلزم تنفيذ هذه الوصية (الفتوى).

أسماء المسلمة