كيف ندعو الناس - معاول الهدم

منذ 2014-11-24

​والذي حدث في العالم الإسلامي أن معاول الهدم- المتمثلة في الغزو الفكري- كانت عنيفة شديدة العنف، موجهة بشدة لهدم الإسلام ذاته فضلا عن تقاليده الظاهرية، فلا جرم تنهار التقاليد انهيارا سريعا تحت طرقات المعاول التي تعمل ليل نهار، في دأب لا يفتر، وإصرار لا يتحول عن أهدافه.

لقد كان الإسلام قد تحول منذ فترة غير قصيرة إلى مجموعة من التقاليد أكثر منه شحنة حقيقية حية. وفي فترة معينة في حياة الأمم يكون تمسك الناس بالتقاليد شديدا، إلى حد يتوهم معه الإنسان أن الناس على دين حقيقي! ولكن التقاليد تجف بعد فترة حين ينقطع عنها المدد الحي الذي يمنحها الحيوية والفاعلية، فتبدأ تيبس وتجمد من ناحية، وتفقد تماسكها من ناحية أخرى. وقد تبقى على ذلك قرونا إذا لم يحدث تغيير عنيف في المجتمع، وإن كان مالها إلى التفتت والانهيار في النهاية، بفعل عوامل ((التعرية)) الفكرية إن صح التعبير؛ أما حين تحدث تغييرات عنيفة فإن التقاليد لا تستطيع أن تصمد، وسرعان ما تنهار.

والذي حدث في العالم الإسلامي أن معاول الهدم - المتمثلة في الغزو الفكري- كانت عنيفة شديدة العنف، موجهة بشدة لهدم الإسلام ذاته فضلا عن تقاليده الظاهرية، فلا جرم تنهار التقاليد انهيارا سريعا تحت طرقات المعاول التي تعمل ليل نهار، في دأب لا يفتر، وإصرار لا يتحول عن أهدافه.

محمد قطب إبراهيم

عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.

  • 0
  • 0
  • 1,180
المقال السابق
بقايا التقاليد
المقال التالي
في نصف قرن

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً