كيف ندعو الناس - عجز الأمة

منذ 2014-11-24

وإن عجز الأمة عن استيعاب التقدم العلمي والتكنولوجي الحادث في الأرض، وعجزها عن تقديم النموذج الحضاري المتميز، كانت له دلالة لا ينبغي أن تفوت صاحب الدعوة. دلالته العامة أن الشعلة الحية لهذا الدين في نفوس أصحابه قد خبت، أو ضعفت إلى الحد الذي يعجزها عن التفاعل الحي مع الأحداث، كما تفاعلت من قبل مع أحداث التاريخ. وهذا الضعف لا بد له بطبيعة الحال من أسباب.

وإن عجز الأمة عن استيعاب التقدم العلمي والتكنولوجي الحادث في الأرض، وعجزها عن تقديم النموذج الحضاري المتميز، كانت له دلالة لا ينبغي أن تفوت صاحب الدعوة. دلالته العامة أن الشعلة الحية لهذا الدين في نفوس أصحابه قد خبت، أو ضعفت إلى الحد الذي يعجزها عن التفاعل الحي مع الأحداث، كما تفاعلت من قبل مع أحداث التاريخ. وهذا الضعف لا بد له بطبيعة الحال من أسباب، فهو ليس من طبيعة هذا الدين الحي المواري بالحيوية، الذي صنع الأعاجيب في حياة البشرية كلها، حين آمن به أصحابه إيمانا صادقا واعيا، وتحركوا به في دنيا الواقع. ولا بد أن تكون هناك أمراض أصابت القلب فمرض الجسد كله: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» (أخرجه البخاري).

​ولو انكشفت تلك الأمراض لأصحاب الدعوة من أول الطريق، لعملوا على علاجها أولا قبل الانطلاق. لو اتضح لهم أن كل ألوان التخلف التي وقع فيها المسلمون، من تخلف علمي ومادي وسياسي وحربي وحضاري وثقافي، نشأت كلها من التخلف العقدي الذي أصابهم في الفترة الأخيرة بصفة خاصة، لوضعوا منهجا للدعوة غير الذي ساروا عليه بالفعل، ولكانت لهم رؤية مختلفة في طريق العلاج.
 

محمد قطب إبراهيم

عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.

  • 1
  • 0
  • 1,115
المقال السابق
الشق الروحي والمادي
المقال التالي
فساد المفاهيم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً