وهكذا صار شُرَيْكًا!

منذ 2014-12-05

غسلت ثيابي أمس فلم تجف، فأنا أنتظر جفوفها

من أشهر قُضاة الإسلام عبر التاريخ؛ القاضي شُريك رحمه الله رحمة واسعة، كان موسوعة في العلم، والفضل، والعدل، وكان اجتهاده ونجاحه مَضْرب الأمثال في عصره، وفيما تلاه من عصور، فكيف صار شريك شريكًا!

عن يزيد بن يحيى قال: "مرَّ شريك القاضي بالمستنير بن عمرو النخعي، فجلس إليه فقال لشريك: يا أبا عبد الله، من أدَّبك؟ قال: أدَّبتني نفسي والله، ولدت ببخارى من أرض خراسان، فحملني ابن عمٍّ لنا حتى طرحني عند بني عم لي بنهر صرصر، فكنت أجلس إِلى معلم لهم، تعلَّق بقلبي، يعلِّم القرآن؛ فجئت إِلى شيخهم فقلت: يا عَمَّاه، الذي كنت تجري عليَّ ها هنا أجره عليَّ بالكوفة أعرف بها السنة والجماعة وقومي، ففعل؛ قال: فكنت بالكوفة أضرب اللبن وأبيعه؛ فأشتري دفاترَ وطروسًا، فأكتب فيها العلم والحديث، ثم طلب الفقه فقلت: ما نرى؟ فقال المستنير بن عمرو لولده: قد سمعتم قول ابن عمكم، وقد أكثرت عليكم، فلا أراكم تفلحون فيه، فليؤدِّب كلُّ رجل نفسه، ثم من أحسن فلها، ومن أساء فعليها".

(أخبار القضاة؛ لوكيع: 3/150).

وعن عمر بن الهياج بن سعيد قال: "كنت من صحابة شريك، فأتيته يومًا وهو في منزله باكرًا، فخرج إليَّ في فرو ليس تحته قميص، عليه كساء، فقلت له: قد أضحت عن مجلس الحكم، فقال: غسلت ثيابي أمس فلم تجف، فأنا أنتظر جفوفها، اجلس، فجلست فجعلنا نتذاكر باب العبد يتزوج بغير إذن مواليه، فقال: ما عندك فيه؟ ما تقول فيه؟".

(تاريخ بغداد؛ للخطيب البغدادي: 9/288).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 1
  • 1,223

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً