المذكرات مقابل المرجع!
فمن ذا الذي يلجأُ إلى القرآن ليتعلم دينه اﻵن؟!
ينوه (وحيد الدين خان) -المفكر الهندي الكبير، وغير المشهور في بلادنا- في كتابه غير المشهور أيضًا (تجديد علوم الدين) أن الإسلام قد خسر كثيرًا عندما فُرع محتواه -والأصح من محتواه- في قواعدَ وقوانينَ جافة، وذلك مثلًا في كتبِ الفقه وغيرها، فمن ذا الذي يلجأُ إلى القرآن ليتعلم دينه اﻵن؟!
إن أسهل شيء هو أن يتناول كتاب فقه مجدولةٌ فيه العباداتُ جدولةً ليجد مراده، أما القرآن فقد تُرك إلا في حالِ رغبةِ المرء أن يكسبَ عشرَ حسنات بحرف.
يذكرني هذا عندما كنا في الجامعة كيف كان الطلاب الذين يريدون حل الامتحان وحسب؛ يتهافتون على مذكرات المواد المختصرة المثالية لإرشادك كيف تؤدي حل اﻻمتحان، أما من كان يستمتع بالفهم ويُقدر العلم فكان يلجأ للمرجع الأصلي، ويقرأ فيه، حتى تنقطع أنفاسه، لكنه يشعر بقدسية العلم ويتمتع بها، وبالطبع لا يحصل على درجات عالية في الامتحان الدنيوي، هذا الذي يَحكمُ بالكتابة في الورقة، لا بالفهم في العقل، وﻻ الشعور في القلب.
لكن دينَ اللهِ أَجَلُّ من هذا، فالله ﻻ ينظر إلى المظهر إذا وجد المخبر فارغًا.
- التصنيف: