خواطر مبعثرة - الجزء الحادي عشر

منذ 2014-12-09

على الجانب الآخر فإن معظم شبابنا لا يعرفون شيئًا عن فقه الاختلاف وفقه الأمر والمعروف والنهي عن المنكر وفقه المعاملات السياسية وفقه المعاملات الاقتصادية وفقه الأقليات في الدول غير المسلمة وفقه معاملة غير المسلم في الدول المسلمة، هذا كله فضلًا عن خيبتنا الكبرى في العلوم المادية!

السلام عليكم.

1. تحلي بالشخصية المستقلة، فلا اتباع لأحد دون التفكير في منهجه، فقد يكون فيه النجاة له والهلاك لك!

2. لا تغرق في حب أي إنسان مهما كان، كي لا تتألم بشدة عند فراقه، ذلك أن الفراق بين الناس آتٍ لا محالة!

3. عندما توكل عنك وكيلًا في الدنيا ليقضي لك حاجة، فإنك تعطيه الأوراق اللازمة وهو يأخذها، ثم يقوم بالنيابة عنك في قضاء حاجتك، وكلما كانت أوراقك كاملة كان قضاء المهمة أتم، فما بالك لو لم تعطه أي شئ؟! هل سيؤدي عنك شئ؟

شبيه ذلك التوكل على الله سبحانه وتعالى، فالأوراق في هذه الحالة هي الاجتهاد والله هو الوكيل، وأحسن به وكيلًا،  فأنت تقدم الاجتهاد وهو يؤدي عنك بأحسن ما يكون، أما لو لم تجتهد فلا معنى للتوكل هنا بل هو استهزاء بالتوكل من حيث لا تدري!

4. الأناني متوسط الذكاء؛ هو من يعامل من لهم نفع دنيوي ظاهر له معاملةً حسنة! ويعامل باقي الناس بلا أخلاق إن كان التعامل الخلوق سيكلفه أي جهد أو ثمن!! 

الأناني عالي الذكاء؛ هو من يعامل كل الناس معاملة حسنة لأنه يدرك أنه قد يحتاج إلى أقلهم شأنًا -في نظره- يومًا ما! 

أما (الإنسان) هو من يخالق كل الناس بخلقٍ حسنٍ ابتغاءَ وجه الله تعالى وحده!

5. يستعر غضبي عندما أجد معظم الأسئلة والحوارات (المشاجرات) الفقهية بين الشباب المسلم اليوم، هي في أمورٍ قُتلت بحثًا في تراثنا وحاضرنا مثل: فقه اللحية والنقاب وإسبال الثوب والموسيقى والغناء، وهذه الأخيرة بالذات تجد فيها حروبًا وليس حواراتٍ وتفسيقًا وليس مدارسةً ومناصحةً وسعة صدرٍ للمخالف في الحكم الفقهي!

على الجانب الآخر فإن معظم شبابنا لا يعرفون شيئًا عن فقه الاختلاف وفقه الأمر والمعروف والنهي عن المنكر وفقه المعاملات السياسية وفقه المعاملات الاقتصادية وفقه الأقليات في الدول غير المسلمة وفقه معاملة غير المسلم في الدول المسلمة، هذا كله فضلًا عن خيبتنا الكبرى في العلوم المادية! 

لا شك أن الجهل بهذه الفروع من الفقه من جهة، وبالعلوم المادية من جهة أخرى هو كارثة كبرى وخيبة أمل لأمةٍ إسلامية تريد لنفسها الريادة والصدارة في هذا العالم، وهي لا تسير في طريق هذه الريادة المنشودة!

6. التحلي بالفضائل شاق على النفس، والأشق على الإطلاق هو التحلي بفضيلة القسط والوسطية!

7. النقد ملكة مستقلة عن مهارة القراءة، بل أزعم أن الأمي في بلادنا أكثر قدرة على النقد من المتعلم ذلك أن التعليم في بلادنا يخلق في الغالب حَفَظَةً تقرأ فتسلم بما تقرأ دون أي وعي!

8. القراءة النقدية هي من أصعب المهام، ذلك أن الإنسان يميل أن يقرأ ما يصدقه ويميل أن يصدق ما يقرأه! أما أن يقرأ الإنسان لكاتب ويحاول فهم وجهة نظره بشكل حيادي دون تصديق أو تكذيب، ثم ينتقد ما قرأه بحيادية بعد أن يفرغ من القراءة، فذلك يحتاج إلى تدريب شاق!

9. أخطر أنواع الأمية وأكثرها هدمًا للمجتمعات نوع ابتدعت اسمه وهو (ألأمية الفكرية)! وهي: عدم القدرة على التفكير المنطقي السليم حتى في أبسط القضايا! وهذا النوع من الأمية تجده بأوطاننا العربية في حاملي الشهادات أكثر ما تجده في أميي القراءة والكتابة!

10. لكي تنهض الأمة الإسلامية من انحطاطها نحتاج الالتزام بالدين الموجود في الكتاب والسنة وليس الموجود في عقولنا!

11. معظم أفعال معظم الناس ردود أفعال!!

12. الاعتذار:
أ. شجاعة وشرف واحترام للنفس وللآخر، لو كنت أنت المخطئ.
ب. كرم وعزة نفس وحنو على من أمامك، لو لم تكن مخطئًا.
جـ. خلق دمث وكرم عظيم وعزة نفس وحنو وعلو وسمو، لو لم تكن مخطئًا وكان هو المخطئ!

13. كل إنسان -إلا من رحم ربي- يعتقد أنه على صواب بشكل غريزي، وهذه الغريزة هي العلة وراء أن النقد، بما فيه نقد النفس اللوامة، غالبًا ما يكون مؤلمًا!

14. تفكر في عظيم صنع الله وفعله من خلال التأمل في الكون وقوانينه المحكمة الأنيقة، وكن على يقين أن ما يدعو للتأمل ولتعظيم الله وتسبيحه لا ينتهي أبدًا فإن لم تجد جديدًا يومًا ما، فاعلم أن الخلل فيك أنت وأنه قد حلت غشاوة على بصيرتك، فاجتهد حينها في التفكر والتأمل، وادعُ الله متضرعًا إليه أن يزيلها ليتجلى لك من جديد بديع صنع الله المُتقن.

15. محص كل معلومة دينية وتأكد أنها تتوافق مع القرآن الكريم والسنة الصحيحة، ثم انبذ كل ما هو ليس دين مهما كانت شهرته بين الناس وادعُ الناس لذلك.

16. ما أبشع القسوة التي تكسوها ابتسامة حنونة!

17. شتان بين التفتح الفكري والتفسخ الفكري!

18. الكهرباء تنقطع أحيانا عن بيوتنا.. نعم أمر طبيعي.. وهل توجد شركة كهرباء كاملة خالية من الثغرات والعيوب؟! 

هل انقطعت الجاذبية الأرضية ابدًا في بيت أحدكم؟!! هل سبق أن هم أحدكم بالمشي فارتطم بالسقف نتيجة انقطاع الجاذبية ؟! سؤال غريب ؟!

لا.. فقط تفكروا في صنع الله الذي أتقن كل شئ.. تفكروا في قيومية الله ورعايته للكون أبدًا دون أن يغفل أو يضل أو ينسى تعالى عن ذلك.. تفكروا في تسخير الله الكون لنا رغم معاصينا دقها وجلها! فنحن نعصي الله ولكن تظل الجاذبية تعمل في بيوتنا مجانا بدون أدنى مقابل! يا لها من خدمة رائعة لا يستطيع أن يمدنا إياها إلا قدير قيوم حليم رزاق.

19. من أخطر الآفات الفكرية هو التفكير بمنطق إما أبيض أو أسود، إما طيب وإما شرير، إما ملاك وإما شيطان. وخطر هذا النوع من الآفات أنه يجلب أخطاءً فادحة في تقييم الرجال الكبار الذين نتخذهم قدوة، فصاحب هذا التفكير يكون تصرفه تجاه خطأ واحد من هؤلاء الكبار أحد احتمالين: 
أ. إما يصر أنه ملاك لا يخطئ وبالتالي يعتبر الخطأ صوابًا، ويفعل الخطأ مقتديًا بقدوته، فيقع في مصيبة تقديس الأشخاص.
ب. أن يسقط الإنسان هذا الرجل الكبير من عينه لمجرد أن ارتكب خطأً وينقله من خانة الملائكة إلى خانة الشياطين فيفسقه وربما يكفره.

أن عدم السماح لهؤلاء الكبار أن يكونوا بشرًا، يصيب ويخطئ، هي العلة وراء هذين الاحتمالين، ومصيبته أنه إما يقدس أو يكفر ولا وسط!! ندعو الله أن يرزقنا القسط في التفكير، وأن ينقذنا من هذه الآفة الفكرية الخطيرة.

والله أعلم. 

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 0
  • 0
  • 1,750
المقال السابق
(10) كلمات متفرقة
المقال التالي
(12) الجزء الثاني عشر

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً