التعليم الإلكتروني ليس تعليمًا افتراضيًا

منذ 2014-12-15

هناك ثمة إجماع معاصر على أن الحاسوب هو أهم اختراع عرفته البشرية منذ فجر التاريخ، ولم يشهد عصر من العصور التقدم التكنولوجي الذي شهده هذا العصر في مجالات متعددة، من أهمها الثورة الهائلة التي حدثت في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، والتي تمثلت في استخدام الحاسوب، وتوجت أخيرًا بشبكة المعلومات الدولية الإنترنت.

هناك ثمة إجماع معاصر على أن الحاسوب هو أهم اختراع عرفته البشرية منذ فجر التاريخ، ولم يشهد عصر من العصور التقدم التكنولوجي الذي شهده هذا العصر في مجالات متعددة، من أهمها الثورة الهائلة التي حدثت في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، والتي تمثلت في استخدام الحاسوب، وتوجت أخيرًا بشبكة المعلومات الدولية الإنترنت.

لم يقتصر استخدام الحاسوب في قضايا الاتصال فحسب، بل هناك استخدامات عديدة له في العملية التعليمية ومن أبرزها ما يلي:

- إدارة عملية التعليم بالحاسوب.

- التعليم المعتمد على الحاسوب.

- الكتاب الإلكتروني.

- التعلم الشمولي بالحاسوب من خلال الإنترنت والبريد الإلكتروني.

والطريقة الأكثر شيوعًا هي الاستخدام الشمولي والتعلم التكاملي بالحاسوب، وهذا يتم من خلال الإنترنت والبريد الإلكتروني. والاستخدام الشمولي للحاسوب تعلم مفتوح ومستمر مدى الحياة، وهو أيضًا تعلم مضمون النجاح. ويذكر أن الطلاب الذين لم يحققوا النجاح في ظل التعليم النظامي وكانوا يكرهون الدراسة، حققوا نجاحًا عند استخدامهم الحاسوب والإنترنت في مشروع«Solo Work» بجامعة بتسريج، كما وجد أن بعض الطلاب في هذا المشروع وغيره يتعلمون العلوم والرياضيات وحل المشكلات عن طريق المحاكاة وابتكار الأفكار، وهذا يظهر أن الكثير من الطلاب قادرين على النجاح في العلوم وغيرها من المواد الدراسية في بيئة الاستخدام الشمولي للحاسوب وعبر الإنترنت والبريد الإلكتروني، حيث إنهم يتمكنون من تشكيل الإجراءات التعليمية المناسبة لأساليبهم الخاصة في التعلم سواء داخل المؤسسة التعليمية أم خارجها. وشبكة الإنترنت أو الكتاب الحي في أبسط تعريف لها تضم مجموعات عالمية من مصادر المعلومات للحكومات والجامعات والمعاهد ومراكز البحث العلمي، ولا نبالغ حين نقول إن مجال التربية والتعليم من أنجح المجالات التي دخلت عالم الإنترنت، خصوصًا ما يسمى «بالتعليم الذاتي»، عندما بدأت الكثير من المؤسسات التربوية والتعليمية في تقديم خدماتها عبر شبكة الإنترنت، وتتميز هذه المؤسسات بتنوع المحتوى العلمي الذي تطرحه، مع مراعاة مستويات المتعلمين واختلاف أسلوب عرضها لمحتواها العلمي، وعدد منها تقدم خدماتها مجانًا، وهذا بحد ذاته يظهر الدور الذي تؤديه شبكة الإنترنت في الدول التي تهتم بنشر التعليم على كافة المستويات. ولعل أهم ما يميز شبكة الإنترنت قدرتها على التعامل مع الملفات بجميع أنواعها سواء المقروءة «Text»، أم المسموع منها «Audio»، أم المرئي بقسميه الثابت «Image» والمتحرك «Vidio» وهو ما يعرف بتقنيات الوسائط المتعددة «Multimedia».

ويستطيع عضو هيئة التدريس الاستفادة من المواقع التربوية التعليمية المنتشرة على شبكة الإنترنت في الإعداد لمحاضراته اليومية، كما يستطيع أن يحقق النمو المهني من خلال تبادل الأفكار والخبرات عن طريق شبكة الإنترنت مع الآخرين في مختلف بقاع الأرض.

مصطلحات إلكترونية:

لقد بدأ النظام التعليمي يأخذ صيغًا جديدة في مؤسساته ومضامينه ومجالاته ووسائله، وأصبح التعليم المستمر (مدى الحياة) مطلبًا ضروريًا، ويحاول التعليم استثمار التقدم الذي حدث في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، إلا أن الأمر الأكثر إثارة هو تأسيس تعليم متكامل وهو ما يسمى «بالتعليم الإلكتروني أو الافتراضي Virtual Learning»، من أجل تطوير أساليب التعلم ورفع إنتاجية المعلم والطالب، وخصوصًا أنه أصبح مطلبًا للتعلم والتعليم المستقبلي. ومن هنا يجدر بنا والأمر على هذه الدرجة من الأهمية أن نقدم تعريفًا بأهم مصطلحات التعليم الإلكتروني، مثل:

- التعليم الإلكتروني «Virtual Learning»: هو ذلك النوع من التعليم المعتمد على استخدام الوسائط الإلكترونية في الاتصال، واستقبال المعلومات واكتساب المهارات، والتفاعل بين المعلم والطالب والمدرسة وربما بين المدرسة والعلم.

- المتعلم الإلكتروني «Virtula Learner»: كما شاع استخدام «التعليم الإلكتروني Virtual Learning» وغرفة «الصف الافتراضية Virtual Classroom»، و«الجامعة الافتراضية Virtual University»، و«المعلم الإلكترونيVirtual Teacher» فقد شاع أيضًا استخدام مصطلح المتعلم الافتراضي، وهو مصطلح نرى أنه خطأ ونصححه إلى مصطلح «المتعلم الإلكتروني»، وذلك لأن الطالب إنسان، ولن يتغير نوعه بتغير استخدامه لأداة التعلم، لذلك فإن إضافة كلمة إلكتروني تصحح المصطلح لتغير الطريقة التي يتعلم بها الطالب. ويمكن الإشارة إلى عدم استقرار مصطلح المتعلم الإلكتروني، فقد يطلق على المتعلم الإلكتروني «Virtual Learner» أو الـ «Virtual Student»، والمقصود هنا هو ما يعرف بالوكيل الإلكتروني «Virtual Agent» أو الـ«Cyber agent» الذي يحل محل الطالب في الجلسات التعليمية عند عدم حضور الطالب، فهو رفيق الدراسة الافتراضي «Virtual Companion» وهو عبارة عن برنامج إرشادي وتعليمي يتفاعل معه الطالب الحقيقي.

- المعلم الإلكتروني «Virtual Teacher»: وهو المعلم الذي يتفاعل مع المتعلم الإلكتروني، ويقوم بالإشراف التعليمي على عملية التعلم، داخل المؤسسة التعليمية أو في منزله، وغالبًا لا يرتبط هذا المعلم بوقت محدد للعمل.

- الكتاب الإلكتروني «Electornic Book»: وهو الكتاب الذي يتم نشره بصورة إلكترونية، وتتمتع صفحاته بمواصفات صفحات «الويب»، ويطلق عليه أحيانًا مسمى كتاب على الأقراص «Book on Disk»، حيث يمكن أن يوجد أيضًا على هيئة أسطوانة مدمجة «CD»، ويعد الكتاب الإلكتروني، كتاب المستقبل الذي يتميز بخصائص عدة، كسهولة الوصول لمحتوياته ونقله واحتوائه على وسائل متعددة وسهولة عرضه وغيرها.

تعليم حقيقي:

يمكن النظر إلى التعليم الإلكتروني أو الافتراضي على أنه نوع من التعليم يعتمد على استخدام الوسائط الإلكترونية في الاتصال واستقبال المعلومات، واكتساب المهارات بين المعلمين والطلاب والمؤسسة التعليمية، وربما بين المعلمين والمؤسسة التعليمية، وهناك عدة مصطلحات تستخدم بالتبادل يذكرها دوبوز، وفيليب منها: «Virtual Learning» و«Electronic Education» و«On Line Education» و«Web based»، وغيرها من المصطلحات. ويميل البعض إلى استخدام مصطلح «التعليم الإلكتروني» بدلاً من «التعليم الافتراضي»، وذلك لأنه تعليم يعتمد على الوسائط الإلكترونية، فهو تعليم حقيقي وليس افتراضيًا.

ويؤكد هذا التوجه «لويس» عندما يتساءل عن طبيعة معنى كلمة افتراضي «Virtual»، ويعد التعليم باستخدام التقنيات الإلكترونية أمرًا حقيقًا. ولاشك أن نتائج هذا التعليم توحي بوجود تعليم حقيقي ربما يواكب التعليم المعتاد. على الرغم من أنه لا يستلزم وجود مبان أو صفوف دراسية، بل إنه يلغي المكونات المادية للتعليم. ويرتبط هذا النوع من التعليم بالوسائل الإلكترونية وشبكات المعلومات والاتصالات وأشهرها الإنترنت التي أصبحت وسيطًا فاعلاً للتعليم الإلكتروني.

مجالات الاستفادة:

تعد تقنية الإنترنت حديثة الاستخدام وهي تفيد المعلم والمتعلم، في النمو المهني والمعرفي، وفي النمو الأكاديمي والتحصيل العلمي للمتعلم، ويمكن إجمال الاستفادة من الإنترنت في مجال التربية بشكل عام بالآتي:

- خدمة البريد الإلكتروني «Electronic Mail»، فعن طريقه يتم إرسال الرسائل وقواعد البيانات والبرامج، ويمكن لأي مستخدم للإنترنت أن يرسل ويستقبل الرسائل من وإلى أي مستخدم آخر.

- تقوم العديد من الجامعات في العالم باستخدام شبكة الإنترنت كمصدر هام من مصادر التعليم، فأصبح أكثر الطلاب لا يتعلمون عن طريق الكتاب المنهجي المحدد وإنما عن طريق جمع المعلومات الحديثة من خلال شبكة الإنترنت ومن مصادر متعددة وبشكل متكامل، مما يعزز ثقة الطالب بنفسه، ويقلل من وقت تعلمه.

- تقوم بعض الجامعات بطرح مناهجها التعليمية، والمواد الدراسية على شكل صفحات ويب Web Page، وبإمكان الطلبة المسجلين فيها تصفحها وهم في أماكنهم وفي أوقات فراغهم أو وهم يعملون.

- توفر خدمات مجموعات النقاش «Discussion Group» التي تم تطويرها لتشمل خدمات المؤتمرات عن بعد «Tele Conferencing» التي تمثل وسطًا ممتازًا للباحثين لتبادل وجهات النظر، وطرح المشكلات البحثية، وكذلك عقد مؤتمرات عن بعد دون إهدار للوقت والجهد.

- توفر خدمات الولوج عن بعد «Logion Remote»، حيث يمكن الدخول إلى كمبيوتر بعيد في أي مكان من العالم عبر الإنترنت، فعن طريق ما يسمى بالدليل العام «Public Directory» الذي يحوي ملخصات الأبحاث، وأطروحات الدكتوراه والماجستير التي أنجزت في الجامعات، ويمكن الدخول إليها واستعراضها وطلب نسخة إلكترونية منها عن طريق خدمة نقل الملفات المعروفة اختصارًا بـ (FTP)، كما تم وضع الدوريات والمجلات والصحف بشكل صفحات ويب على الشبكة، وهذا ما مكن الأساتذة من متابعة نشاطاتهم العلمية حسب اختصاصهم.

- توفر خدمة أنظمة الاستعراض «Browsers» وهي أنواع يمكن من خلالها الحصول على المعلومات بطريقة سهلة، وذلك بكتابة الكلمات الأساسية «World Key» فيتم عرض المواقع التي تحتوي على الملفات المعنية المنشودة.

- مجموعات الأخبار «New groups» ونستطيع من خلالها أن نتعرف ونتعلم أي شيء يجري في العالم.

- توفر شبكة الإنترنت جوًا تعليميًا غير تقليدي ويجعل آفاق التعليم مفتوحة، وغير محددة بمكان أو زمان أو منهج، مما يعطي المتعلمين جوًا من التحفيز والتحدي والإثارة.

ومع كل تلك الاستفادة من الإنترنت في مجال التربية إلا أن هناك ثمة إشكاليات لاستخدام التعليم الإلكتروني (وبخاصة الإنترنت) يمكن تلخيصها من خلال نتائج الدراسات ومنها:

- استعمال الحاسوب والإنترنت يحتاجان إلى تدريب للمعلمين والمتعلمين والإداريين على كيفية الاستخدام والتعامل معهما، كما يحتاج استعمالهما إلى تنمية قدراتهم في مجال اللغة الإنجليزية.

- إدخال الإنترنت في التعليم يحتاج لميزانية كبيرة قد تعجز المؤسسات عن توفيرها.

- تعد شبكة الإنترنت مصدرًا للمعرفة المعاصرة، وهي بذلك تهمل نقل التراث والتقاليد المتراكمة عبر الأجيال، مما قد يؤدي إلى عدم الاستقرار داخل المجتمع.

- قد تتسرب بعض الأفكار، والآراء الاجتماعية، والدينية، والثقافية، والاقتصادية التي لا تتفق مع قيم وعقائد المجتمعات وقد يتأثر بها الطالب فتظهر من خلال سلوكه داخل المجتمع.

- استخدام الإنترنت يلغي دور المدرسة في التعليم، متجهًا نحو مبدأ التعلم الذاتي، مما ينتج عنه تشويش وقلق للمتعلم، والذي لن يكون مجديًا ونافعًا دون توجيه وإشراف تربوي متخصص.

- تتعامل بعض صفحات الإنترنت في محتواها مع الصور المخلة بالآداب، وتشرح طرق استخدام المخدرات، وتتناول العنف مما يؤثر سلبًا على سلوك الطالب.

أسلوب حل المشكلات:

تعد مادة العلوم من أكثر المواد التي يمكن أن تستخدم التعليم الإلكتروني في تدريسها، فمواد العلوم تتميز باستخدامها للمختبر العلمي، حيث يتم جمع المعلومات وإدخال البيانات ومعالجتها، وهذه الأمور يمكن تنفيذها بيسر وسهولة، وبوقت وتكلفة أقل باستخدام الحاسوب، كما أن تعلم أنماط التفكير يحتمل أن يكون أهم استخدام للحاسوب في التعليم، وبهذا فإنه يقدم للمتعلم فرصة للابتكار وتحمل المسؤولية وتقدير الذات، وهذا بدوره يؤدي إلى تنمية أسلوب حل المشكلات لدى المتعلم وهو من أهم أهداف تعليم وتعلم العلوم لجميع المستويات التعليمية. ويعد أسلوب حل المشكلات أحد طرق التدريس التي تساعد المتعلم على ربط ما يتعلمه بمواقف الحياة اليومية وبمسائل حقيقية تتمثل هنا بسؤال لا يمكن حله بطريقة مباشرة، وإنما يتطلب تفكيرًا ومعلومات ومهارات سابقة، لذلك فإن على المعلم أن يكون على دراية تامة بأسلوب حل المشكلات. ويقصد هنا بأسلوب حل المشكلات طريقة تعلم تتحدى البنى المعرفية والأطر المرجعية المعتادة لدى الطالب من خلال عرض مشكلة جديدة في الموقف التعليمي التعلمي باستخدام التفكير العلمي وليس بالتذكر والاسترجاع.

ويؤكد عدد من التربويين أن لأسلوب حل المشكلات نفس خطوات الطريقة العلمية في البحث والاستقصاء، ويمكن استخدام أسلوب حل المشكلات في التدريس باستخدام التعليم الإلكتروني من خلال:

- تقديم مشكلة (موقف يثير التساؤل) بصورة سؤال مفتوح النهاية على أن تكون من واقع الحياة اليومية للطالب.

- صياغة المشكلة بشكل قابل للبحث والقياس.

- تنفيذ الإجراءات باستخدام الأدوات والقياسات.

- تسجيل البيانات وعرضها بشكل جداول ورسومات.

- تفسير البيانات واستخلاص النتائج.

- تقويم الخطوات المتبعة لحل المشكلات وتقويم النتيجة النهائية، وهنا يصل الطالب إلى إدراك الحلول البديلة.

إن الميزة الأساسية لأسلوب حل المشكلات تكمن في نقل مسؤولية التعلم من المعلم إلى الطالب، وهناك عدة أنواع من المشكلات وهي:

- المشكلات المغلقة، وهي تلك المشكلات التي لها حل صحيح واحد، وطريقة صحيحة واحدة للحل، وتمثل أسلوب حل المشكلات بالنمط التقليدي.

- المشكلات المفتوحة: وهي المشكلات التي لها عدة حلول صحيحة كما لها عدة طرق مختلفة للوصول إلى الحل.

- المشكلات المتوسطة: وهي تلك المشكلات التي تقع بين النوعين السابقين.

وهدان عز الدين

  • 2
  • 0
  • 11,387

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً