في المغرب..البنات تدردش لتتزوج !

منذ 2014-12-15

"الشات" أو الدردشة لم يعد هوسا يحكم المراهقين الراغبين في ربط علاقات غرامية، بل طال الكبار وشمل المتزوجين والعزاب على السواء وبدأ الآباء يخافون على أطفالهم، الذين يلجون شبكة الانترنيت بسهولة من بيوتهم، من أن تنتقل إليهم العدوى في سن مبكرة تتحول إلى إدمان لا يستطيعون منه فكاكا.

"الشات" أو الدردشة لم يعد هوسا يحكم المراهقين الراغبين في ربط علاقات غرامية، بل طال الكبار وشمل المتزوجين والعزاب على السواء وبدأ الآباء يخافون على أطفالهم، الذين يلجون شبكة الانترنيت بسهولة من بيوتهم، من أن تنتقل إليهم العدوى في سن مبكرة تتحول إلى إدمان لا يستطيعون منه فكاكا.

موقع "لها أو ن لاين" زار نوادي النت بالرباط واستمع لشباب يقضون معظم وقتهم أمام شاشات الكمبيوتر يبحرون في عالم الانترنيت فماذا رأي؟:

تدردش لتتزوج!

أصبح محمد (19 سنة) مدمنا على "الشات"يراسل كل من هب ودب ويربط علاقات غرامية مع فتيات عبر الدردشة الصوتية، غير أنه يعترف أن ما يفعله ليس صوابا وليس الطريق الصحيح، ولكن يبقى الحل للإقلاع عن هذه العادة ـ يقول محمد ـ هو أن يوجه كل وقته للبحث في الانترنيت على أشياء مفيدة، ويربط علاقات صداقة مع شباب ذكور.

في النادي الذي زرناه لم يكن محمد الشاب الوحيد المولع بالدردشة فإلى جانبه عشرات الشبان والفتيات صوبوا كل مشاعرهم وأحاسيسهم نحو الحوار والدردشة مع شباب من مختلف الجنسيات، غير أن بعضهم يذهب أبعد من ذلك عبر تبادل صور خليعة ورسوم غريبة، عن هذه الأشياء تحكي خديجة (25 سنة): "كل الذين تجدونهم في نوادي ومقاهي الانترنيت يتعاطون للدردشة، فمنهم من تبحث عن زوج عبر الشات والعكس صحيح ومنهم من يبحث عن أصدقاء حقيقيين من جنسه وقلما تجد شخصا يدردش في مواضيع هامة"، تقاطعنا إحدى الفتيات قائلة "دعها تدردش دعها تتزوج"، موضحة "أن أغلب الفتيات اللواتي يتعاطين للدردشة يبحثن عن أزواج في وقت أصبحت العنوسة تنخر جسم مجتمعنا المغربي.

كذب في كذب!

ترى نورا أن إدمانها الدردشة ناتج عن الفراغ الذي تعيشه فهي غادرت الدراسة مبكرا وظروفها المادية ميسورة، غير أنها مقتنعة أن الدردشة آفة اجتماعية ينبغي التنبه إليها.

تقول نورا (19 سنة): "علمتني إحدى صديقاتي الكمبيوتر فبدأنا نذهب إلى النادي من أجل الدخول لمواقع "الشات" مع الشباب غير أنني اكتشفت أن كلامهم كله كذب في كذب، فبداية يظهرون كأنهم ملائكة سرعان ما يتحولون إلى ذئاب ونسور يبحثون عن الشهوة الجنسية عبر إرسال صور خليغة"، ثم تضيف نورا "غير أنني ما زلت أذهب للدردشة ولكن بدأت أخيرا أختار الموقع المحترمة من أجل سد الفراغ الذي أعيشه".

يؤكد أحد المشرفين على النت أن الدردشة لا يقبل عليها الشباب لوحدهم بل أصبح العديد من الرجال المتزوجين يقبلون هم أيضا على هذه الصناعة الجديدة من أجل البحث عن متعة كاذبة فيدردشون طوال الوقت مع نساء وأحيانا منهم من يهمل أسرته وأبناءه بسبب هذه الآفة.

يمثل مراد نموذج الشاب المستقيم الذي يستفيد من دردشة الانترنيت فهو يستعمل هذه الطريقة لنشر الوعي بين الشباب، عن طريقة استعماله للدردشة يقول مراد: "أدخل غرف الدردشة التي أعتبرها مجالا من مجالات الدعوة إلى الله، فأخاطب الجميع من أجل أن يعودا إلى الطريق المستقيم ويقلعوا عن العادات السيئة، وأرى أنه لا يبنغي للصالحين من الشباب أن يتركوا غرف الدردشة بدعوى أنها غير محترمة وتفسد الأخلاق، بل عليهم أن يقاوموا دعاة الشر والانحلال بالسلاح نفسه"

ضحايا جدد

تؤكد سلوى المودن باحثة في علم الاجتماع أن أغلب الشباب الذين يتعاطون للدردشة يشعرون بعد وقت طويل أنهم لم يجنوا سوى ضياع الوقت، مضيفة أن إقبال الشباب على الدردشة له علاقة بالعواطف والخيالات الرومانسية أكثر منها علاقة بالثقافة والعلوم وغيرها، ولقد أصبح أخصائيو علم النفس أمام نوع جديد من المدمنين، الذين يحتاجون إلى جلسات علاجية تقيهم شر بلية "الشات".

ويبقى الحل في نظر سلوى هو تشديد الرقابة على مواقع الشات وقيام الجمعيات الأهلية بحملات توعية تحذر الشباب من عواقب تعاطيهم للدردشة وإدمانهم عليها.

أما مصطفى النوري (مدرس) فيرى أن اكتشاف عالم النت وخدماته المتعددة بالمجان أفرز عادات الجلوس أمام الحاسوب لساعات طويلة لدرجة أن هناك من أصبح يقضي "ليالي بيضاء " في الدردشة داخل"السيبر نت" لأن السعر ينخفض بالمساء وإلى حدود إشراقه الصباح.

ويدعو النوري الأسر إلى أن العناية بالأبناء وتربيتهم حتى لا يسقطوا ضحايا في لشبكات الدعارة أو الجرائم المالية.

تركنا الشات وأهله على أمل أن يأتي يوم تستيقظ فيه الضمائر الحية وتعي الدور الذي ينبغي أن تقوم به من أجل الحفاظ على الشباب المغربي من الضياع وحثه على الابتعاد عن عادات سيئة لا يجني منها إلا الضياع والخراب.



 سمية عبد رب النبي

  • 1
  • 0
  • 3,166

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً