خواطر وأمالي حول نكبة مالي
لا تنسوا أنَّ فرنسا أيَّدت الائتلاف الوطني السوري لكي تتشكَّل للسوريين دولة، وأنَّها دانت وبقوَّة مقتل عشرات الآلاف من إخواننا في سوريَّة، وهي في المقابل تشنُّ حربًا إرهابيَّة وتستجدي الدول الأخرى لتعينها للدخول إلى رمال دولة (مالي).
بداية هذه صُورة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وتلاعب الجنود الفرنسيين بجثث الجزائريين..
"لا تنسوا بالطبع- أنَّ فرنسا عند كثيرين من عربنا الليبراليين أنموذج ومَثَلٌ للحرية والعدالة والمساواة".
والآن سأتحدَّث عن مالي ببضع تعليقات:
1) "تدخلنا في مالي لمنع تطبيق الشريعة" بهذه العبارة الصريحة يُسوّغ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند النشاط العسكري الفرنسي في مالي.
(لم تعد حروبهم سرًا، ولسنا بحاجة لمحلل سياسي ليشرح لنا سبب الحرب!!).
2) لا تنسوا أنَّ فرنسا أيَّدت الائتلاف الوطني السوري لكي تتشكَّل للسوريين دولة، وأنَّها دانت وبقوَّة مقتل عشرات الآلاف من إخواننا في سوريَّة، وهي في المقابل تشنُّ حربًا إرهابيَّة وتستجدي الدول الأخرى لتعينها للدخول إلى رمال دولة (مالي).
والسؤال: هل نتوقع من الائتلاف الوطني تطبيقًا للشريعة؟ أو حماية لها على الأقل؟!
(لن أستعجل، لكنَّ الأيام القادمة ستكشف الحقيقة!!).
3) الحرب البربريَّة الهمجيَّة على مالي؛ يكتب عنها الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" في جريدة الإندبنت البريطانية، ويقول أنَّه شم رائحة الجنون الاستعماري القديم ما بين عام 1954 - 1962 في الجزائر، ويختم مقاله "أنا أعدكم، فرنسا لن تنتصر في هذه الحرب على مالي".
4) تُشير التقارير أن الإمارات قدمت لفرنسا كدفعة أولى 400 مليون دولار، في حين أن إخواننا في الشام يموتون من البرد الشديد ولا مُعين لهم!.
5) (تَتَفَهُّم) تونس التدخل الفرنسي في مالي!!.
واجتمع قبل أيام رؤساء وزراء ليبيا وتونس والجزائر لمنع وصول أي دعم لشباب مسلمي مالي.
وأردوغان أكد من النيجر أن بلاده ستقدم دعمًا، في حال تدخل عسكري دولي في شمال مالي!!
يبدو أنَّ أردوغان يجيد البكاء على أطفال فلسطين أمّا أطفال مالي فلا بواكي لهم!
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول كما في صحيح مسلم: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله))، أي: لا يتخلى عن نصرته! فما بالك إن أعان الكفَّار على المسلمين؟! (فليراجع أولئك إسلامهم!!).
6) بروباغندا -الدعاية الإعلاميَّة- بإعلان الحرب على مالي تأثَّر بها بعض المسلمين، بزعم أنَّ شباب السنة الماليين (جهاديون متشددون).
عليك أن تعلم أنَّ أولئك (المتشددين) كما تقول صحيفة الإندبندت البريطانيَّة لم يشنوا مُطلقًا هجومًا واحدًا على فرنسا أو أوروبا منذ تأسيسها في عام 1998م!!
ومع ذلك تتدخَّل فرنسا، ويقف بعضهم ويقولون إنَّهم متشددون!
حسنًا؛ اعتبروهم (خوارج) (ومتشددون) أليسوا إخوانكم في الدين؟!
أنا أعلم وأوقن أنَّ لديهم أخطاء، لكن أن تعين الكافر على المسلم (إنَّها لإحدى الكُبر)!!
وما ذنب شعب مسلم سيذوق ويلات الحرب من الأطفال والنساء والعجائز، لحرب ظالمة أوقد أتونها الجيوش الفرنسيَّة الإرهابيَّة على مساكين مالي وخيامهم؟!
7) 90% من أهالي مالي مسلمون، فما دخل فرنسا بهم؟ هم يريدون تطبيق الشريعة، وكثير من الشعب قد رحَّب بأولئك، فأين الحريَّة التي تتزعَّمها فرنسا وتتدخل بقبح لحقدها الدفين على الإسلام والمسلمين والاستيلاء على ثروات البلاد.
8) في كتب السادة الحنفيَّة "امرأة مسلمة سبيت بالمشرق يجب على أهل المغرب استخلاصها" فماذا نقول عمّا يجري الآن في مالي من حرب صليبيّة ضد الإسلام والمسلمين؟
9) لا تنسوا أيها الأفاضل أنَّ فرنسا في 8 مايو 1945 قامت بمجزرة كُبرى في الجزائر، وقتلت في هذه المجزرة خمسة وأربعين ألف جزائري!.
والآن أعيدوا النظر مرَّة أخرى إلى صورة الجنود الفرنسيين، وهم يتلهّون برؤوس المسلمين القتلى في الجزائر، ولا تنسوا أنَّ رئيس الجزائر يوافق على فتح الإقليم الجوي الوطني، ويضعه تحت تصرف الطيران الحربي الفرنسي من دون شروط!!.
- التصنيف:
- المصدر: