الاحتفال بأعياد الكفار حرام شرعاً ولا عيد للمسلمين غير عيدي الأضحى والفطر
لقد ميز الله - تعالى - هذه الأمة بالإسلام وأعزها به، وجعله لها طريقة فريدة في العيش، وطرازاً مميزاً في مفاهيمه وأحكامه وشرعه كاملاً شاملاً لجميع مناحي حياتها كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.
لقد ميز الله - تعالى - هذه الأمة بالإسلام وأعزها به، وجعله لها طريقة فريدة في العيش، وطرازاً مميزاً في مفاهيمه وأحكامه وشرعه كاملاً شاملاً لجميع مناحي حياتها كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.
إلا أنه منذ أن أزيل الإسلام عن واقع الحياة كنظام حكم والأمة تنحدر من سيء إلى أسوأ، فقد طُبقت عليها أحكام الكفر، وسادتها مفاهيم الكفر، وغزاها الغرب بثقافته الفاسدة وإباحيته البغيضة فأفسد عليها دينها وأخلاقها وأبناءها، وأصبحت شعاراته شعارات لها، ومفاهيمه مفاهيم لها، ومناسباته مناسبات لها ساعده في ذلك كله حكام نذروا أنفسهم لإبعاد أحكام الإسلام عن واقع الحياة، ومحاربة أفكاره ومفاهيمه، فجعلوا الأمة كما أراد الغرب لها.
لذلك لم يعد غريباً أن نرى من أبناء المسلمين من يعبر عن انسياقه للغرب وانصباغه بثقافته بالاحتفال بأعياد الكفار ومناسباتهم ويستعد لها، ولم يعد مستهجناً - ولا حول ولا قوة إلا بالله - أن نسمع أن من المسلمين من يستضيف الأمريكان وغيرهم من النصارى في بيته ليحتفل معهم بأعياد الكريسمس ورأس السنة وغيرها، ولم يعد غريباً أن يحدث ذلك ما دامت الأمة تفقد الراعي الذي يرعاها بالإسلام، ويصونها من مفاهيم الكفر، ويحفظ لها أحكام دينها لتبقى أمة مميزة كما أراد الله لها.
إن الاحتفال بأعياد الكفار ومناسباتهم حرام شرعاً، ولا يجوز للمسلمين أن يفعلوه، ولا يجوز لحكام المسلمين أن يجعلوا من هذه المناسبات عطلاً رسمية، لأن ذلك كله تقليد للكفار.
وتقليد الكفار فيما هو من أمور الدين أو من الشعارات الدالة على الجماعات منهي عنه نهياً جازماً فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري - رضي الله- عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى أنهم لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم. قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن" فهذا الحديث بمقام التبكيت على تقليدهم، فهو نهي جازم عن تقليد الكفار وذم لمن يفعل ذلك، وهو دليل على حرمة تقليد اليهود والنصارى فيما يتخذونه من شعارات ومناسبات.
والاحتفال بأعياد الكفار ومناسباتهم تشبهٌ بهم حرَّمه الإسلام وحذرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم- منه فقد روى الترمذي عن ابن عمرو - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا النصارى"وروى الطبراني وأبو داود عن ابن عمر و حذيفة - رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله:"من تشبه بقوم فهو منهم".
كما أنه قد جاء في الأدلة الشرعية ما يحرم على المسلمين أن يكون لهم من الأعياد غير عيدي الفطر والأضحى فقد أورد البيهقي في سننه عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما بالجاهلية فقال: "قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية وقد أبدلكم الله خيراً منهما يوم النحر ويوم الفطر" وروى الإمام أحمد في مسنده عن عقبة بن عامر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: "يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام" وهذه الأدلة صريحة في دلالتها على حرمة أن يكون للمسلمين عيد غير ما شرع الله لهم فلا يجوز لهم أن يشاركوا الكفار في أعيادهم ولا أن يحتفلوا هم بتلك الأعياد ولا أن يحضروا لها لو دُعوا إليها.
روي عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنه قال: "من مر ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك، حُشر معهم يوم القيامة" وهذا ما يحصل في بلاد المسلمين اليوم إذ سويت أعياد المسلمين بأعياد الكفار ناهيك عما يصاحب أعياد الكفار كرأس السنة وغيرها (بل وأعياد المسلمين أيضاً) من فساد ومعاصي حتى أصبحت تلك المناسبات فرصاً لكل فاسق، ترتكب فيها المعاصي، وتدار فيها الخمور، وتبدع أجهزة الإعلام الرسمية وتتفنن في إفساد أذواق الناس وأخلاقهم فيما تبثه من برامج فاسدة، خاوية إلا من المجون وتلويث العقول وإماتة الغيرة في النفوس والقضاء على العفة والطهر والخلق القويم.
أيها الإخوة: لا تزال الأمة ترزح تحت أحكام الكفر وتسودها مفاهيمه ولا يزال أبناؤها تصاغ عقلياتهم ونفسياتهم صياغة غربية فاسدة ما لم تنفض الأمة عنها ذلك كله وتعمل لإقامة الخلافة الإسلامية الراشدة التي تطبق كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - لترفع عن المسلمين ظلماً وجوراً وإفساداً أفقدهم عزتهم وضيع هويتهم وجعلهم صرعى للكفار وعملائهم يطبقون عليهم أحكام الكفر، وقوانين الكفر التي تتناقض مع عقيدتهم وأحكام دينهم.
وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً.
- التصنيف:
- المصدر: