كيف بزماننا؟

منذ 2015-01-02

وما أشبه هذا الزمان بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم، فإنه ما بقي من الإسلام إلا رسمه، إيمان ضعيفٌ، وقلوب متفرقةٌ، وحكوماتٌ متشتتةٌ، وعداواتٌ وبغضاء باعدت بين المسلمين، وأعداء ظاهرون وباطنون، يعملون سراً وعلناً للقضاء على الدين، وإلحادٌ ومادياتٌ، جرفت بتيارها الخبيث، وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان، ودعاياتٌ إلى فساد الأخلاق، والقضاء على بقية الرمق!!

في شعبان سنة ١٣٧١، أي قبل ٦٤ سنة ختم الشيخ عبدالرحمن السعدي كتابه (بهجة قلوب الأبرار) بشرح الحديث الـ 99 وهو: «يأتي علَى النَّاسِ زمانٌ الصَّابرُ فيهِم على دينِهِ كالقابِضِ على الجمرِ» (صحيح الترمذي [2260])، فقال رحمه الله: "وما أشبه هذا الزمان بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم، فإنه ما بقي من الإسلام إلا رسمه، إيمان ضعيفٌ، وقلوب متفرقةٌ، وحكوماتٌ متشتتةٌ، وعداواتٌ وبغضاء باعدت بين المسلمين، وأعداء ظاهرون وباطنون، يعملون سراً وعلناً للقضاء على الدين، وإلحادٌ ومادياتٌ، جرفت بتيارها الخبيث، وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان، ودعاياتٌ إلى فساد الأخلاق، والقضاء على بقية الرمق!!

ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا، بحيث كانت هي مبلغ علمهم، وأكبر همهم، ولها يرضون ويغضبون، ودعاياتٌ خبيثة للتزهيد في الآخرة، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا وتدمير الدين، واحتقارٍ واستهزاءٍ بالدين وما ينسب إليه، وفخر وفخفخة، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشرها وشررها قد شاهده العباد.

فمع هذه الشرور المتراكمة، والأمواج المتلاطمة، والمزعجات الملمة، والفتن الحاضرة والمستقبلة المهمة -مع هذه الأمور وغيرها- تجد مصداق هذا الحديث!!

ولكن مع ذلك: المؤمن لا يقنط من رحمة الله، ولا ييأس من روح الله، ولا يكون نظره مقصوراً على الأسباب الظاهرة، بل يكون ملتفتاً في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب، الكريم الوهاب، ويكون الفرج بين عينيه، ووعده الذي لا يخلفه، بأنه سيجعل الله بعد عسرٍ يسرًا، و {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح:6]، وأن الفرج مع الكرب ، وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات".

 

مساعد السعدي

المصدر: صفحة فهد البيضاني على الفيسبوك
  • 0
  • 0
  • 824

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً