بمناسبة المولد النبوي الشريف
لـقـد فـاضت الآفـاقُ نـورا وبـهجةً ** بـمـولد خـيرِ الخلْقِ، أنعمْ بها ذِكْرى!
لـقـد فـاضت الآفـاقُ نـورا وبـهجةً ** بـمـولد خـيرِ الخلْقِ، أنعمْ بها ذِكْرى!
وعـنـدي من الـشـعِر الكريمِ حديقةٌ ** زرَعْـتُ بـهـا الريحانَ والورْدَ والزهْرا
وروًّيـتُها مـن عِْطرِ "طه" وبالضّحى ** و"بـالنورِ" و"الإخلاصِ" و"الفجر" والإسَرا
لـذلـك أُهـدِيـكُـمْ غـوالـي مشاعِرِي ** وقد صُـغْتها من ماءِ قلبي لَكَمْ شِعْرا
* * *
بُـنَّي رعـاكَ اللهُ هـاكَ هـديـتي ** تَـمَـسَّـكْ بـأَهدابِ الشريعةِ كي تَثْرَى
فـإن نُـخَـاعَ الـديـنِ سيفٌَ.. ومصحفٌ ** وعِلمٌ وعَـزْمٌ لاهِـبٌ يـقْهَرُ القَهْرا..
فـإمَّـا تـمـسـكْـنا به كان نصُْرنا ** وإمـا هـجـرنـاه غَـدَوْنـا ولا ِصفْرا..
ويا فَـخْرَنَـا أن كانَ فـيـنا محمدٌ.. ** وأنْـعِـمْ بـهِ عِـزًا، وأنـعـم به فَخْرا..
فما حـقـقَ الـنـصرَ الأَبَّي تَواكُلا ً ** ولـكـن بـعـزْمٍ شامِخٍٍ يسْحَقُ الصخْرا..
فكانَ بـصدرِ الـجيِش تحت عُقابِهِ" ** فـتـهـوِي رءوسُ الكفْرِ من رُعبها حَسْرَى
فما منهمُ إلا صـريـعُ هزيمةٍ.. ** ونـاٍج رَعـيـشُ الـقـلبِ يجْتَنِبُ الأَسْرَا
هـو الأسـوةُ الـشـمَّـاءُ، أَنـعِـمْ بأُسْوةٍ ** هـي البلـسمُ الشافي وأنعِمْ بِهِ طُهْرَا
هو القدوةُ الـعـظمَى لأصحابِِه الأُلَي ** مَـضَـوْا يـطلبون المجدَ والأنْجَُم الزٌهْرَا
مشاعلَ حـقَّ قـد أضاءتْ بها الُّدنَي ** وحـرَّقَـت الـطـغـيـانَ والذلًّ والكفرا
ألم ترَ سعدًا والـمـثـنَّى.. وخالدا ** وحـمـزةَ والـمـقـدادَ، والـفـتيةَ الغَُّرا
لهم رايةٌ صيغتٌ من المجْدِ والتُّقَى ** ومـا نُـسِـجَـتْ قََّـزا، وما ُصبغَت تِبرْا
مَضَوْا يمخُرون الصخرَ والبحرَ والمَدَى ** فأصبَحَ مـا قـدْ كانَ عُسْرا بهمْ يُسْرا
ونـصـرُهُـمُ حـقٌ عـلى اللهِ في الوغَى ** ولم يعرفوا إلا لربهُِم.. فَـرَّا
فدكوا حصونَ البغي والظلِم والهوى ** وصـاغُـوا كتابَ العدلِ سْطرا تلا سطرا
فما عادَ فـوقَ الأرضِ لـلرومِ رايةٌُُ ** ومـا عـاد لـلـفـرسِ الجبابرِ من ذِكْرَى
وما عاد فيها قيصرُ الظلمِ والهوى ** ولا رسْـتُـمُ الـجـبارُ فيها ولا كسْرى..
* * *
وفي عَالَم اليومِ الكئيبِ مبادئٌ ** كمثلِ ضَوَاِري الغابِ، بل إنها أضَْرى
تُـخّرِبُ فـي الأرواحِ كل نـبـيـلةٍ ** وتـزرَعُ فـيـهـا الإفْـكَ والإثْـمَ والشرّا
وتـزعـمُ أنََّـا لو رجعـنا لـشرْعِنا ** لـكـنـا لِـظـلْـمـاتِ التخلفِ كالأسْرَى
فـيا عَجَـبًا لـلإفْـكِ.. إذ ينسجُونَهُ ** خُـيـوَط ضـلالٍ تـورِثُُ الجَْهلَ والكفرا
وتُخمِدُ نـورَ الـقلبِ والطهْرِ والنُّهَي ** وتـجـعـلُ خِصبَ الأرض من سُمِّها قَفْرا
* * *
فمن ذا الذي ساقَ الـهـداية للدّنى ** وأخـرجـهـا لـلـنور من ظلمةٍِ حَرَّى؟
ومن ذا الذي راعَى الهدايةَ منهجًا ** وروحَ الإخـاء الـحـقَّ والـسلْمَ والخيرْا؟
ومـن ذا الـذي قد عَلَّم الغربَ بعدَما ** قضى في ظلاِم الجهلِ من ضيْعةٍ- دهرا؟
هُـمُ يـا بـني المسلمونَ، وقد سَعَوْا ** يـجـيـبـونَ داعي الله "باقْرَأْ" فيا بُشرى!
فـسـلْ عَـنْـهُُـم الكمياءَ والطبَّ ولْتَسَلْ ** علومَ الأراضِي والـحساباتِ والجَبْرا
* * *
فلما تَـراخـيْـنَـا ونِْـمَـنا تَسََّللُوا ** وَلَـصُّـوا مـعـالـينا، وباهُوا بها الغَيْرا
وما العِلْـمُ إلا عِـلـمُنا غَيَّروا اسْمَهُ ** ولـكـنَّـنـا نِـمـنَْا وهٌمْ واصلُوا السَّيْرا
فلما صـحـوْنـا من كَرَّى طالَ ليلهُ ** تَـكـشَّـفَ أنَّ الـلـصَ قد غادَرَ القَصْرا
يَـردٌّ عـلينا من بـضاعتِنا التي ** تَـنَـهَّـبـهَـا لـيلا، فَنُزْجِي لَه الشكْرا
ولكنه أَبْـقَـى له مـن لُـبـابِها.. ** جـواهـرهَـا العظمى، وأعطى لنا الِقشْرا
بُـنَـيَّـ: وفـي ذكـرى الرسولِ ونورها ** ذَكَْـرتـكُ. فلتُخْلِصْ وَفاءَكَ للذكْرَى
وإنـا وقـد شِـبْـنَـا ولانَـتْ عِظامُنا ** عَـقَـدْنـا بك الآَمَـالَ، والنظرةَ الِبكْرا
بـأن تـبْـعَثَ الأمـجادَ بالعلم والتَّقَى ** وبـالـفـكـرِ والإبـداعِ تُدنِي لَنَا الفَجْرا
لـكـي نـسـتـعـيـدَ اليومَ مجدَ جدودِنا ** ونـبْـني على القرآنِ دولتَنا الكبْرَى
معاني الكلمات:
تثرَى: تصير ثريا بالعمل الصالح.
لاهب: قوى شديد.
الأنْجَُم الزٌهْرَا: النجوم الساطعة.
أضرى: أشد ضراوة ووحشية.
النُّهَى: العقول جمع نُهْية.
الدّني: جمع دنيا.
الكرى: النوم.
النظرة البكر: النظرة الآملة المتجددة.
جابر قميحة
- التصنيف:
- المصدر: