بين النور والظلمات

منذ 2015-01-11

الفرق بين أهل الحق وأهل الأهواء هو الفرق بين النور والظلمة.. وعلى المسلم أن يتبع سبيل المرسلين وصراط الله المستقيم وطريق الهدى المبين فهو النور وما دونه ظلمات..

الفرق بين أهل الحق وأهل الأهواء هو الفرق بين النور والظلمة..
وعلى المسلم أن يتبع سبيل المرسلين وصراط الله المستقيم وطريق الهدى المبين فهو النور وما دونه ظلمات..
وليس ثم باب يطرق إلا باب محمد صلى الله عليه وسلم، فهو حظنا من المرسلين ونحن حظه من الأمم.


قال الله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام من الآية:122] كان ميِّتًا بالكفر والجهل، فأحياه الله بالإيمان والعلم، وجعل له -بالقرآن والإيمان- نورًا يستضيء به في النَّاس على قَصْد السَّبيل، ويمشي به في الظُّلَم.

هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذي كان ميتًا، أي: في الضلالة، هالكًا حائرًا فأحياه الله..
أي: أحيا قلبه بالإيمان، وهداه له ووفقه لاتباع رسله، {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} أي: يهتدي به كيف يسلك، وكيف يتصرف به، والنور هو: "القرآن" (كما رواه العوفي، وابن أبي طلحة، عن ابن عباس).
وقال السدي: "الإسلام"، والكل صحيح.

قال ابن كثير في تفسيره: {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ} أي: الجهالات والأهواء والضلالات المتفرقة، {لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} أي: لا يهتدي إلى منفذ ولا مخلص مما هو فيه..

وفي مسند الْإِمَامِ أَحمد عن رسول اللَّه صلى اللَّهُ عليْه وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ ثُمَّ رَشَّ عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ فَمَنْ أَصَابَهُ ذَلِكَ النُّورُ اهْتَدَى وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ»، كما قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الْبَقَرَةِ:257].

وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الْمُلْكِ:22]، وَقَالَ تَعَالَى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [هود:24]، وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ . وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ . وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ . وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ . إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ} [فَاطر:19-23].

والآيات في هذا كثيرة، ووجه المناسبة في ضرب المثلين ها هنا بالنور والظلمات -ما تقدم في أول السورة: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الْأَنْعَامِ من الآية:1]. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 3
  • 0
  • 13,568

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً