توحيد رؤية الأهلة في بلاد المسلمين

منذ 2008-08-22

بعد أن ناقشنا في مقال سابق تحديد بدايات الشهور واستعرضنا آراء العلماء في هذه القضية، وعرضنا لرأي الجمهور بضرورة الرؤية الشرعية، التي تقوم على أساس أنه إذا تمت الرؤية بدأ الصوم، وإذا لم تحدث الرؤية يتم إكمال شعبان ثلاثين يومًا، ونقيس على ذلك كل الشهور العربية، نأتي الآن لقضية أخرى مهمة، وهي: هل يختص كل بلد برؤيته الخاصة، أو تنسحب رؤيته على بلد آخر؟

روى مسلم في صحيحه أن أم الفضل بنت الحارث بعثت كريبًا إلى معاوية بالشام ليقضي لها حاجة، فلما قضاها استهل عليه رمضان وهو بالشام، فرأى الهلال ليلة الجمعة، فلما قدم المدينة آخر الشهر سأله عبد اللَّـه بن عباس رضي اللَّـه عنهما: "متى رأوا الهلال في الشام؟" فقال:" رأيناه ليلة الجمعة، رأيته ورآه الناس، وصاموا وصام معاوية"، فقال له ابن عباس: "لكننا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه". فقلت: "أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه"، فقال: "لا، هكذا أمرنا رسول اللَّـه، صلى الله عليه وسلم".

وقد ذكر النووي في شرحه لصحيح مسلم (ج ص188 ـ 197) أن هذا الحديث يدل على أن لكل بلد رؤيته، وأنهم إذا رأوا الهلال في بلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم، ثم قال: والصحيح عند أصحابنا ـ الشافعية ـ أن الرؤية لا تعم الناس، بل تخص بمن قرب على مسافة لا تقصر فيها الصلاة. وقيل: إن اتفق الإقليم وإلا فلا. وقال بعض أصحابنا: تعم الرؤية في موضع جميع أهل الأرض. فعلى هذا القول إنما لم يعمل ابن عباس بخبر كريب لأنه شهادة، فلا يثبت بواحد، لكن ظاهر حديثه أنه لم يرده لهذا، وإنما رده لأن الرؤية لم يثبت حكمها في حق البعيد. اهـ.

وقد لخص النووي الأقوال في مذهب الشافعي، وهي أقوال في المذاهب الأخرى، ويمكننا أن نرجعها إلى ثلاثة أقوال أساسية:

القول الأول: إن لكل بلد مطلعه، فلا تُلزم رؤية بلد بلدًا آخر، قرب أو بعد.

القول الثاني: إن رؤية أي بلد تلزم كل بلاد الأرض، ولو تباعدت.

القول الثالث: إن رؤية أي بلد تلزم البلد القريب منه أو المتفق معه.

وفي القرب والاتفاق، على هذا القول، آراء مختلفة، تدور حول اعتبار مسافة القصر، والاتفاق في المطلق أو الإقليم أو الارتفاع والانحدار، أو غير ذلك.

ولا نحب أن نطيل هنا بذكر وجهات النظر، ولا بنسبة الأقوال والآراء لأصحابها، فمع اختلاف المذاهب الأساسية يوجد اختلاف بين علماء المذهب الواحد، راجع (نيل الأوطار للشوكاني (ج4 ص205))، وما نقله عن ابن حجر في الفتح وغيره. وكلها آراء اجتهادية لا تقوم على دليل قطعي ثبوتًا ودلالة، فيُختار منها ما يتفق والمصلحة العامة.

والقول الثالث، وإن كان وسطًا بين القولين الآخرين، إلا أن مناط القرب والاتفاق وما تشعب عنه من آراء قلل من أهميته فيما يستهدفه الناس في هذه الأيام، مع العمل على توحيد أوائل الشهور في البلاد الإسلامية، اللهم إلا إذا كان هناك إمام أعظم لأكثر من إقليم، فإن حكمه بالرؤية في بلد يعم الجميع.

ولهذا تحمست كثير من الدول الإسلامية الآن للقول الثاني في التزام الجميع برؤية بلد واحد، إلا أنهم قالوا: إن البلاد التي تلتزم برؤية بلد واحد يشترط أن تشترك في جزء من الليل، وقالوا: إن الفرق في التوقيت بين أقصى التجمعات الإسلامية الكبيرة في الشرق كإندونيسيا والفلبين وأقصى هذه التجمعات في الغرب كالمغرب هو تسع ساعات، والبلاد التي إلى الغرب عندها فرص أكبر لرؤية الهلال، ويمكنها أن تخبر بها الدول الشرقية بالطرق السريعة الحديثة، فيصبح الجميع وهم صائمون.

ومن أجل هذا عُقدت مؤتمرات للنظر في توحيد الأهلة، كان من أهمها المؤتمر الثالث لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، الذي عُقد بالقاهرة في الفترة من 28 جمادى الآخرة ـ 13 من رجب سنة 1386هـ (20 من أكتوبر سنة 1966م)، ومؤتمر وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية الذي عقد بالكويت في الفترة من 23 - 28 من المحرم سنة 1393هـ (26 من فبراير - 3 من مارس 1973م)، ومؤتمر اسطنبول الذي عقد في الفترة من 26 - 29 من ذي الحجة سنة 1398هـ (27 - 30 من نوفمبر سنة 1978م)، والدورة السادسة للجنة التقويم الهجري الموحد التي عقدت بمكة في الفترة من 10-12 من المحرم سنة 1406هـ (24 - 29 من سبتمبر سنة 1985م)، والمؤتمر السادس عشر لوزراء الخارجية الذي عُقد بمدينة "فاس" بالمغرب في الفترة من 6-10 من يناير سنة 1986م.

والهدف من التحمس لتوحيد أوائل الشهور العربية هو تقوية الوحدة الإسلامية، وسد الثغرات التي ينفذ منها العدو للطعن في الدين والنيل من المسلمين. غير أن هناك عوامل أخرى تقلل من فاعلية هذا العامل لتحقيق الهدف المنشود، ولهذا لم يتحمس لهذه الفكرة بعض الدول، فقد جاء في القرار السابع للمجمع الفقهي الإسلامي بمكة: لا حاجة إلى الدعوة لتوحيد الأهلة والأعياد في العالم الإسلامي؛ لأن توحيدها لا يكفل وحدتهم كما يتوهمه كثير من المقترحين لتوحيد الأهلة والأعياد. وأن تترك قضية إثبات الهلال إلى دور الإفتاء والقضاء في الدول الإسلامية؛ لأن ذلك أولى وأجدر بالمصلحة الإسلامية العامة، وأن الذي يكفل توحيد الأمة وجمع كلمتها هو اتفاقهم على العمل بكتاب اللَّـه وسنة رسول اللَّـه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جميع شئونهم. اهـ.

وفيما يلي ما جاء في المؤتمر الثالث لمجمع البحوث الإسلامية، خاصًّا بهذا الموضوع:

1- يقرر المؤتمر:
(أ) أن الرؤية هي الأصل في معرفة دخول أي شهر قمري ما يدل عليه الحديث الشريف، فالرؤية هي الأساس، لكن لا يعتمد عليها إذا تمكنت منها التهم تمكنًا قويًّا.

(ب) يكون ثبوت رؤية الهلال بالتواتر والاستفاضة، كما يكون بخبر الواحد ذكرًا كان أم أنثى، إذا لم تتمكن التهمة في إخباره لسبب من الأسباب، مخالفة الحساب الفلكي الموثوق به الصادر ممن يوثق به.

(ج) خبر الواحد ملزم له ولمن يثق به، أما إلزام الكافة فلا يكون إلا بعد ثبوت الرؤية عند من خصصته الدولة الإسلامية للنظر في ذلك.

(د) يعتمد على الحساب في إثبات دخول الشهر إذا لم تتحقق الرؤية، ولم يتيسر الوصول إلى إتمام الشهر السابق ثلاثين يومًا.

2- يرى المؤتمر أنه لا عبرة باختلاف المطالع، وإن تباعدت الأقاليم، متى كانت مشتركة في جزء من ليلة الرؤية وإن قل، ويكون اختلاف المطالع معتبرًا في الأقاليم التي لا تشترك في جزء من هذه الليلة.

3- يهيب المؤتمر بالشعوب والحكومات الإسلامية أن يكون في كل إقليم إسلامي هيئة إسلامية يناط بها إثبات الشهور القمرية، مع مراعاة اتصال بعضها ببعض، والاتصال بالمراصد والفلكيين الموثوق بهم.
الشيخ إبراهيم الجنادي







المصدر: موقع لواء الشريعة
  • 2
  • 0
  • 25,145
  • محمد فوزي

      منذ
    بسم الله والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. وبعد أرى أن تكون الرؤية في مكة المكرمة وبداية الصوم بها ملزما لكافة الأقطار الإسلامية وذلك لأن الأمر لا يقتصر على بداية شهر رمضان ولا ليلة القدر فقط ولكن يتعداه إلى وفقة عرفات فمعنى أن يختلف بلدا إسلاميا ما مع الرؤية في مكه المكرمة ، معنى ذلك اختلافه في وقفة عرفات أيضا، ولكي نخرج من الحرج ونخرج من سيطرة العوامل الجوية التي قد تعوق الرؤية الشرعية أرى إحياء فكرة إطلاق قمر صناعي إسلامي مخصص لرؤية الهلال وتكون مكة المكرمة هي المكلفة بالإشراف على هذا القمر الصناعي ومكلفة أيضا بإعلان بدايات الأشهر القمرية إلى العالم الإسلامي، وبذلك نكون التزمنا بالنص النبوي الشريف من حيث تحقيق الرؤية وخرجنا من الاختلاف الفقهي بشأن الأخذ بالحسابات الفلكية من عدمه حيث أن رؤية القمر الصناعي لا مجال للشك فيه-إذأنه يرصد دخول الهلال فعليا وليس معتمدا على أي شيئ عدا رصد ما يحدث فعلا- وفي نفس الوقت عملنا على توحيد الأمة الإسلامية....والله من وراء القصد والله أعلى وأعلم. توقيع: مصري مقيم بالكويت.
  • يونس

      منذ
    [[أعجبني:]] هل هناك ليلة قدر خاصة بالسعودية وليلة قدر خاصة بالمغرب? وهل هناك يوم عرفة خاص بالسعودية ويوم عرفة خاص بالمغرب? أم ان قول ابن عباس( هكذا أمرنا رسول اللَّـه، صلى الله عليه وسلم) خاص برمضان?
  • منصور

      منذ
    [[أعجبني:]] لماذا فى شهر ذى الحجة نوحد الريا مع السعودية وباقى أشهر السنة لا نتفق معها إلا باالصدفة أشهر معها وشهر عيها والاعجب من ذلك أن شهر فى بلد يكون 29 يوم وفى بلد أخر يكون30 يوم مع قربهم فى المكان مثل مصر والسعودية
  • حسن

      منذ
    [[أعجبني:]] شهد منكم وليس شاهد منكم!!! لأن الله سبحانه وتعالى يقول- فمن شَهِدَ منكم الشهر فليصمه-، بمعنى مِّنْ علم وتأكد و أيقن منكم - بدليل القرآن الكريم{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }، فلا أحد رأى الله سبحانه وتعالى، لا من الملائكة ولا من أولي العلم، ومع ذلك فقد اعتبرهم الله شاهدين. يقول الله تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ}:أي تعلمون. ويقول كذلك: { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى}. و نحن، حين نعبّرُ عن إيماننا بالقول: اشهد أن لا اله إلا الله و اشهد أن محمدا رسول الله- مع أنّنا لم نر الله سبحانه رؤية العين ، وهو ما يعني أن كلمة شَهِدَ غيرُ مقصورة على الرؤية البصرية فقط .. وقال الله أيضا: { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ... } الرجل الذي لم ير شيئا بعينيه ولم يكن حاضرا في المكان، ومع ذلك اعتبره الله سبحانه وتعالى شاهدا بفضل استدلاله العقلي، وهذا القياس يُبيّنُ أنه قد شهد الهلال كلّ من علم بظهوره سواء كان في البلاد أو خارجها. و قال صلى الله عليه وسلم : { صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمّ عليكم فأتمّوا العدّة ثلاثين} لرؤيته الهاء تعود على الهلال إذا تمّت رؤيته و شوهد ، وليس شرطا أن يراه كلّ المسلمون، ففيهم الأعمى وضعيف البصر و (..) والله جعل رمضان لاختبار طاعتهم وليس لقوة بصرهم. وقد يشهد المرء الهلال وغيره من الخير أو الشر سواء في البلاد أو خارجها، وذلك عبر الفضائيات والانترنيت.. يقول الله تعالى: { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ... } فلماذا إذن تتجاهل بعض الدول شهر رمضان وهي تعلم أي تشهد بدخوله أو خروجه في غيرها من البلاد الإسلامية ؟ و لماذا لا تلتزم إلاّ برؤية من داخل حدودها الجغرافية التي رسمها لها القانون الدولي ؟ إنّ الله سبحانه لم يأمرنا بصفتنا الوطنية ولكن بصفتنا العقدية: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا .. } إنّ بعض المسلمين لا يتعاملون مع الشهر القمري على أنّه عام على أهل الأرض جميعا وللعالمين كافة، ولكن يعتبرونه شأنا وطنيا و بلديا ومحليا..، وكأنّ الهلال مُنتظم في هيئة الأمم المتحدة. إنّ التفاوت بين الدول الإسلامية في التقويم الهجري سيضل ينتج تاريخا مُختلاّ طالما بقي الاختلاف، و سيضل العديد من الناس ينظرون إليه بعين الريبة والشك ولا يعرفون: أيّ البلاد التي توافق ليلة القدر الحقيقية، خاصّة أنّ الله ذكرها بالإفراد ولم يقل ليلتان أو ليالي القدر، وأيُّ البلاد توافق ذكرى المولد النبوي الشريف، ويوم عرفة وكل المناسبات الدينية. ففي اليوم الذي يقرّر المسلمون توحيد التقويم القمري، فلا يجوز بعدها لأيّ واحد أن يعترض أو يخرج عن إجماع المسلمين لأنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تجتمع أمّتي على ضلال. المغرب.
  • حسن

      منذ
    لم يعجبني: شهد منكم وليس شاهد منكم!!! لأن الله سبحانه وتعالى يقول- فمن شَهِدَ منكم الشهر فليصمه-، بمعنى مِّنْ علم وتأكد و أيقن منكم - بدليل القرآن الكريم{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }، فلا أحد رأى الله سبحانه وتعالى، لا من الملائكة ولا من أولي العلم، ومع ذلك فقد اعتبرهم الله شاهدين. يقول الله تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ}:أي تعلمون. ويقول كذلك: { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى}. و نحن، حين نعبّرُ عن إيماننا بالقول: اشهد أن لا اله إلا الله و اشهد أن محمدا رسول الله- مع أنّنا لم نر الله سبحانه رؤية العين ، وهو ما يعني أن كلمة شَهِدَ غيرُ مقصورة على الرؤية البصرية فقط .. وقال الله أيضا: { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ... } الرجل الذي لم ير شيئا بعينيه ولم يكن حاضرا في المكان، ومع ذلك اعتبره الله سبحانه وتعالى شاهدا بفضل استدلاله العقلي، وهذا القياس يُبيّنُ أنه قد شهد الهلال كلّ من علم بظهوره سواء كان في البلاد أو خارجها. و قال صلى الله عليه وسلم : { صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمّ عليكم فأتمّوا العدّة ثلاثين} لرؤيته الهاء تعود على الهلال إذا تمّت رؤيته و شوهد ، وليس شرطا أن يراه كلّ المسلمون، ففيهم الأعمى وضعيف البصر و (..) والله جعل رمضان لاختبار طاعتهم وليس لقوة بصرهم. وقد يشهد المرء الهلال وغيره من الخير أو الشر سواء في البلاد أو خارجها، وذلك عبر الفضائيات والانترنيت.. يقول الله تعالى: { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ... } فلماذا إذن تتجاهل بعض الدول شهر رمضان وهي تعلم أي تشهد بدخوله أو خروجه في غيرها من البلاد الإسلامية ؟ و لماذا لا تلتزم إلاّ برؤية من داخل حدودها الجغرافية التي رسمها لها القانون الدولي ؟ إنّ الله سبحانه لم يأمرنا بصفتنا الوطنية ولكن بصفتنا العقدية: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا .. } إنّ بعض المسلمين لا يتعاملون مع الشهر القمري على أنّه عام على أهل الأرض جميعا وللعالمين كافة، ولكن يعتبرونه شأنا وطنيا و بلديا ومحليا..، وكأنّ الهلال مُنتظم في هيئة الأمم المتحدة. إنّ التفاوت بين الدول الإسلامية في التقويم الهجري سيضل ينتج تاريخا مُختلاّ طالما بقي الاختلاف، و سيضل العديد من الناس ينظرون إليه بعين الريبة والشك ولا يعرفون: أيّ البلاد التي توافق ليلة القدر الحقيقية، خاصّة أنّ الله ذكرها بالإفراد ولم يقل ليلتان أو ليالي القدر، وأيُّ البلاد توافق ذكرى المولد النبوي الشريف، ويوم عرفة وكل المناسبات الدينية. ففي اليوم الذي يقرّر المسلمون توحيد التقويم القمري، فلا يجوز بعدها لأيّ واحد أن يعترض أو يخرج عن إجماع المسلمين لأنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تجتمع أمّتي على ضلال. المغرب.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً