خدمة الإسلام

منذ 2015-01-16

ومن نعم الله علينا أن أكرمنا بنعمة الإسلام، ودلّنا إلى طريق الهداية والصواب، وهذه نعمة عظيمة بلا شك تحتاج منا إلى شكر الله عليها، ويكون الشكر بدعوة الناس إلى هذا الدين العظيم وخدمة الإسلام والمسلمين بطرق كثيرة ومختلفة، ولكنها تحتاج منا إلى الجد والمثابرة والأهم من ذلك كله الإخلاص، ومن أعظم ما يعود علينا من خدمة الإسلام الأجر والثواب من الله تعالى، والتسديد والتوفيق، وتقليل الفساد والمفسدين وزيادة نسبة الالتزام بين المسلمين.

وأريد أن أعرض بعض الصور المشرقة لأناس حملوا همّ الدعوة وخدمة الإسلام: فهذا شاب يدرس في الجامعة وقد جعل همه خدمة الفقراء والمساكين والأيتام في الأحياء الفقيرة، واستمر على ذلك حتى بعد انتهائه من دراسته في الجامعة، حتى أذُن له بإنشاء مبرة خيرية في وسط الحي الذي فيه الفقراء والمساكين فأصبح يقوم بتوزيع الطعام عليهم بالإضافة إلى مجموعة من الكتيبات والأشرطة التي تفيدهم وترفع عنهم الجهل.

وهذا شاب آخر أحصى عدد المكتبات التجارية في حيهم ثم قام بشراء مجموعة من الكتيبات والأشرطة المتنوعة وقام بتوزيعها على هذه المكتبات بحيث تُوزع على كل مشتري، وكانت فترة زحام فاستفاد من ذلك كثير من المشترين حتى أصبحوا يطلبون هذه الكتب والأشرطة.

وتلك امرأة إذا ذهبت للحرم المكي أو الحرم النبوي جلست تدعو النساء وتعلمهم أمور دينهم وتناصحهم وتحثهن على الالتزام بالحجاب الشرعي، وقد رأت ذات يوم مجموعة من النساء العربيات يسرن في الحرم كاشفات رؤوسهن، فلما سألت عن سبب حضور تلك النسوة بهذه الصورة قلن إنهن لاعبات في فريق لكرة الطائرة في دولة من الدول، وقد أتين إلى هنا لأداء العمرة، فبدأت تلك المرأة بنصحهن وتعليمهن صفة الحجاب الشرعي وكيف يكون، فما انتهت إلا ومعظم هؤلاء النسوة قد تحجبن وغطين رؤوسهن، بل إن واحدة منهن أرسلت فيما بعد لهذه المرأة تقول بأنها أخذت تبث في نفوس صديقاتها الحث على الحجاب والستر والعفاف.

وأخرى لا تذهب لأقاربها إلا ومعها مشروع خيري بسيط أو فكرة دعوية مبتكرة، فتحثهن على البذل والعطاء، ففي مواسم رمضان تطرح فكرة تفطير الصائم وفي شهر ذي الحجة مشروع الأضاحي، وفي فصل الشتاء تطرح فكرة بطانية الشتاء، وهكذا.

فهنيئًا لها ولأمثالها هذه الهمة العالية في خدمة هذا الدين العظيم، وهنيئًا لها هذا الأجر العظيم الذي ستناله بإذن الله إذا أخلصت النية لله عز وجل.

وهناك صور كثيرة لا يسع المجال لذكرها، والتي توضح أن خدمة الإسلام ليست مقتصرة على العلماء والفقهاء والمحدثين، فهي باب مفتوح لكل مسلم ومسلمة، ولكن أين صاحب الهمة والعزم الذي يحرص على خدمة هذا الدين؟!

يقول أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الهروي: "عُرضتُ على السيف خمس مرات لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي: اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت"، فيجب علينا أن نحرص على الدعوة لهذا الدين وخدمته بكل ما نستطيع فلو نظرنا إلى النصارى وما يقدمونه لدينهم من الحملات التنصيرية التبشيرية في قارة إفريقيا والصين وغيرها من البلدان لاستحقرنا ما نقدمه نحن لهذا الدين العظيم.

 

أفنان عبد الله الخراشي

  • 0
  • 0
  • 847

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً