إحياء - (112) سُنَّة إعفاء اللحية
كان لرسول الله في كل جانب من جوانب الحياة سُنَّة، وكان يهتم كثيرًا بتشجيع المسلمين على اتباع هذه السنن؛ ومن هذه السنن سُنَّة إعفاء اللحية..
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل جانب من جوانب الحياة سُنَّة، وكان يهتمُّ كثيرًا بتشجيع المسلمين على اتباع هذه السنن بشتَّى أنواعها، وكانت له سنن في العبادات، وأخرى في السلوكيات، وثالثة في المظهر، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتمُّ بواحدة على حساب الأخرى؛ بل كان يأمر بها جميعًا..
وبعضُ الناس يظنُّ أنه ما دام يتَّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عباداته وسلوكياته فلا ضير إنْ ترك سُنن الشكل والمظهر، وهذا خطأ كبير؛ لأن السُّنَّة كلها خير، وأجرها كلها عظيم، ولها من الفوائد ما لا يخطر على أذهان الناس، ومن هذه السنن سُنَّة إعفاء اللحية، بمعنى عدم حلقها، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أمرًا مباشرًا؛ فقد روى مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ: « ».
وذكر أنها من سنن الفطرة؛ فقد روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «
». وذكر أمورًا غير ذلك، وكان من الفوائد التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر مخالفة غير المسلمين من المشركين والمجوس..ويبدو أن الوضع في زمانه كان كما هو في زماننا، فإن معظم الناس يتجمَّلون بحلق اللحى، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلم أن يكون مختلفًا عن هؤلاء، وقد روى مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «
».وروى مسلم كذلك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الدنيا، بما فيها بلاد المسلمين!
»، فصارت مخالفة المشركين والمجوس هدفًا واضحًا في هذه السُّنَّة، ولم يكن الأمر كما يدَّعِي بعضهم عادةً يفعلها الجميع في زمانه صلى الله عليه وسلم؛ بل كان حلق اللحية شائعًا في المشركين والمجوس إلى الدرجة التي جعلت إعفاء اللحية مخالفةً لهم، فثَبَتَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد منَّا ذلك في كل زمان، فلنحرص على سُنَّته صلى الله عليه وسلم، ولنعلم أننا مأجورون على ذلك أجرًا عظيمًا؛ خاصةً أن حلق اللحى صار هو الأمر الشائع في معظم بلادولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
- التصنيف:
- المصدر: