الحكم الشرعي في فجور الحوثيين

منذ 2015-01-22

وفي هذه الأيام اشتدت وطأتهم على طلاب العلم في دماج وهب الناس من كل مكان لرفع الظلم عن أهل دماج وفتحت عدة جبهات قتالية للضغط عليهم، فما تصنيف القتال ضدهم؟ والحال أنهم يدعون الإسلام؟

من المهم جداً أن يعرف المسلم حكم الله في النوازل التي تلم به شخصياً، أو تلم بالمجتمع حتى يكون تصرفه على وفق شرع الله، ومن النوازل التي اكتوى بها أهل اليمن نازلة بغي الحوثية الرافضية على أهل اليمن كافة وعلى أهل دماج وبعض المناطق خاصة، وحملهم السلاح ضد مخالفيهم أو من يقف في سبيل تحقيق نشر نحلتهم ومحاولة تمددهم لإنشاء كيان رافضي إمامي مرتبط بسادتهم في طهران وقد خاضوا ضد الحكومة حروباً ستة إضافة إلى الهجمات المتكررة في عدة مناطق وفي هذه الأيام اشتدت وطأتهم على طلاب العلم في دماج وهب الناس من كل مكان لرفع الظلم عن أهل دماج وفتحت عدة جبهات قتالية للضغط عليهم، فما تصنيف القتال ضدهم؟ والحال أنهم يدعون الإسلام؟

المتسرع قد يصدر الحكم بأنهم كفاراً محاربين تباح دماؤهم وأموالهم وقد يصدر البعض الحكم عليهم بالردة والمرتد يقاتل حتى يتوب، والحكم عليهم بالكفر أو الردة محل نظر؛ لأن من شرط ذلك اقتراف مكفر ظاهر وهو ما يتعسر إثباته في عموم الحوثيين؛ لأن التكفير له شروط وموانع يقدرها أهل العلم، ولو فرضنا جدلاً بكفر زعمائهم، فإن هذا الكفر لا يسري على أتباعهم؛ لأن منهم جهلة لا يفقهون شيئاً ومنهم أغرار تستهويهم شعارات نصر الإسلام الكاذبة، ومنهم من دافعه حطام الدنيا ومنهم من هو مغلوب على أمره بل لربما وجد من بينهم أحداث دفعوا إلى المعركة دفعاً والتكييف الفقهي لهذه العصابة أنهم بغاة خارجون على الدولة وباغون على أهل دماج وعلى مناطق أخرى مشابهة، فقتالهم واجب حتى يفيئوا إلى أمر الله ويرفعوا الظلم عن دماج وأهل صعدة عامة، والبغي في حد ذاته موجب لقتال من بغى وهو من الجهاد في سبيل الله، كما قال الله - تعالى-: ( فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)، هذه وجهة نظري وليس هذا مبرر للتقاعس عن قتالهم وردعهم فقد وجب قتالهم منذ زمن ولكن المسلم يجب أن يكون دقيقاً منضبطاً بأحكام الله في كل شيء؛ لذا فإني أهيب بإخواني عدم التسرع في إطلاق حكم الكفر أو الردة عليهم إلا من أتى منهم بمكفر وقامت عليه الحجة وانتفى عنه المانع وحسبنا وصفهم بالبغي والإجرام والرفض وما في معنى هذا الكلام هذا هو منهج أهل السنة القائم على العدل والإنصاف حتى مع المخالف ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، والعاطفة الجياشة مع الظلم الذي يقترفه هؤلاء المجرمون قد يدفع الكثير منا إلى عدم الانضباط في إصدار الأحكام وهو ما يخالف منهج الشارع، والله أعلم.


محمد عبد الله عايض الغبان

  • 3
  • 0
  • 5,891

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً