العفو؛ قوة وعزيمة

منذ 2015-02-12

وللأسف نرى على المستوى الفردي والمجتمعي البعد التام عن هذا الخُلق، ولو رجعنا إليه، وطبقناه لانتهت الكثير من مشاكلنا خير نهاية، سواء الفردية منها، والمجتمعية، وأولها السياسية.

الرد على الإساءة بإساءة مماثلة عدل، والرد على الظالم بمثل فعله عدل، والعفو عن الظالم ذلًا و ضعفًا إذا كان السبب عدم القدرة على الرد مع توفر نية الانتقام من الظالم هو من الذل والضعف.

أما العفو مع القدرة على الرد فهو أفضل المراتب، وكمال قوة العبد، وهو صَفْحُ الكبار، وقوة الشخصية، وعزيمة المرء، وكمال أخلاقه.

قال تعالى: {وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ} [البقرة:237]، ونرى في عفو النبي صلى الله عليه وسلم كمال الشخصية، وكمال القوة والعزيمة، فقد عفا عن أهل مكة بعد كل ما فعلوه، وبعدما تَمَكن وأصبحت له الغلبة، بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه، هذا بجانب عفوه عن الكثير ممن أساء إليه في العديد من المواقف، والمواضع، مع تمام قدرته على الرد صلى الله عليه وسلم.

وللأسف نرى على المستوى الفردي والمجتمعي البعد التام عن هذا الخُلق، ولو رجعنا إليه، وطبقناه لانتهت الكثير من مشاكلنا خير نهاية، سواء الفردية منها، والمجتمعية، وأولها السياسية.

قال الفضيل بن عياض: "إذا أتاك رجلٌ يشكو إليك رجلًا، فقل: يا أخي، اعفُ عنه؛ فإنَّ العفو أقرب للتقوى، فإن قال: لا يحتمِل قلبي العفوَ، ولكن أنتصر كما أمرَني الله عزَّ وجل فقل له: إن كنتَ تُحسِن أن تنتَصِر، وإلا فارجع إلى باب العفو؛ فإنه باب واسع، فإنَّه مَن عفَا وأصلحَ فأجره على الله، وصاحِبُ العفو ينام على فراشه بالليل، وصاحب الانتصار يقلِّب الأمور؛ لأن الفُتُوَّة هي العفوُ عن الإخوان".

(رواه ابن أبي حاتم؛ في تفسيره:10/3280)، (وأبو نُعيم؛ في الحلية: 8/112).

وقال إبراهيم النخعي: "كان المؤمنون يكرهون أن يستذلوا، وكانوا إذا قدروا عفوا".

(تفسير القرآن العظيم؛ لابن كثير:7/210).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 1
  • 4,452

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً