البراشوت!

منذ 2015-02-14

احذر أن يدفعَك تسارعُ الأحداثِ وكثرة النقاشات لتصبحَ واحدًا من هؤلاء؛ معتقدًا أن هذا هو قمة الفاعلية والتأثير، وإظهار الثقافة والوعي، فما هو سوى استعراض لما أنت عليه من تسرع وعدم معرفة، وجهل أحيانًا.

تُطالعنا أحيانًا هذه النوعيات من (البشر)، وأهمُ سماتهم:
(1) الدخولُ المفاجئ في النقاش، والحديثُ عن شيءٍ لا يتعلق بالأمر محور المناقشة، أو عن أمر يوضِّح أنه لم يفهم الكلام أو النقاش بالأساس، أو فهمه على عكس صورتِه ومقصدِه.

(2) هذا ينتج بسبب أن الشخصَ (البراشوت) وقعت عينُه على جملةٍ واحدةٍ أو فكرةٍ واحدةٍ، أو سمع أو قرأ الحوارَ من منتصفِه أو ربما من آخره، أو قرأه ولم يفهمه جيدًا، وبرغم هذا لم يمنح نفسَه فرصةً كافيةً؛ فلم يصبر حتى يفهمَ سياقَ النقاش، وبقية تسلسل الأفكار، ويسأل ويمنح نفسَه فرصة لكى يفهمَ، لكنه انطلق يتحدث كالبراشوت الذي يهبط هبوطًا مفاجئًا وبقوةٍ؛ فيصطدم بأي شيءٍ يقابله.

هذا الشخصُ يضع نفسَه في حرجٍ شديدٍ جدًا للأسبابِ الآتية:
(1) ظهور جهله وتعالمه بطريقة (مضحكة) أو (مثيرة للشفقة)، وأحيانًا كثيرةً مستفزة.
(2) اشمئزاز العقول (الواعية) منه؛ فلا يلتفت أحدٌ لحديثِه مرة أخرى، أو يحرص على مشاركته أو دعوته إلى أي حوار أو نقاش جاد.

(3) نفور مَن حولِه من المعتدلين من الدخول في أي نقاش معه؛ لما يجدونه من مشقة (الجدال والإصرار) على الرأي دونما وعيٍّ وفهمٍ وإلمامٍ حقيقيٍّ بخيوطِ النقاشِ.

فاحذر أن يدفعَك تسارعُ الأحداثِ وكثرة النقاشات لتصبحَ واحدًا من هؤلاء؛ معتقدًا أن هذا هو قمة الفاعلية والتأثير، وإظهار الثقافة والوعي، فما هو سوى استعراض لما أنت عليه من تسرع وعدم معرفة، وجهل أحيانًا. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

غادة النادي

كاتبة و داعية إسلامية

  • 0
  • 0
  • 1,178

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً