وبالوالدين إحسانا

منذ 2015-02-17

وذكر ربنا - جل وعلا - ما وقع لإبراهيم النبي الذي كان أبيه يصنع الأصنام ويعبدها ويدعوا الناس إلى عبادتها فقال - جل وعلا -: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا [مريم: 41-43].

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله - تعالى -من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جل عن الشبيه والمثيل، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين، وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين ما اتصلت عين بنظر ووعت أذن بخبر، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد..

أيها الأخوة المسلمون: إن الله جل في علاه لما خلق الخلق جعل عليهم حقا أعظم وهو حق عبادته وحده لا شريك له، قال الله - تعالى -: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) [الإسراء: 23]، وقال - سبحانه وتعالى -: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا... ) [النساء: من الآية 36]، ثم بين الله - عز وجل - في كتابه ونص عليه النبي - عليه الصلاة والسلام - في سنته أن بعد ذلك حقوقا للعباد لبعضهم على بعض؛ فللأب حق على ولده وله حق عليه، وللأم حق على أولادها ولهم حقوق عليها، وللجار حق على جاره، وللزوج حق على زوجته ولها حق عليه.

وقد جعل الله - تعالى - لهذه الحقوق مراتب متفاوتة؛ فأعظم الحقوق - التي نص عليها الله - تعالى - في كتابه هو: الحق الذي ذكره بعد حق عبادته - وحده لا شريك له -؛ وهو حق الوالد على ولده قال الله جل وعلى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا... )، وقال - سبحانه وتعالى -: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا... )، وقال جل في علاه: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً... )[البقرة: من الآية 83].

وقد ذكر الله - تعالى - في كتابه العزيز أن الأنبياء كانوا يحسنون إلى آبائهم وأمهاتهم برا ودعاءا؛ فذكر الله - عز وجل - عيسى - عليه السلام - فقال - سبحانه وتعالى -: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي... ) [مريم: من الآية 32]، وذكر - سبحانه وتعالى - يحيى بن زكريا فقال عنه: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ... )[مريم: من الآية 14]، وذكر الله - تعالى - دعاء نوح - عليه السلام - لما دعا الله فقال: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ... ) [نوح: من الآية 28]، وذكر الله - تعالى -دعاء سليمان - عليه السلام - فقال جل في علاه: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ...)[النمل: من الآية 19].

وذكر ربنا - جل وعلا - ما وقع لإبراهيم النبي الذي كان أبيه يصنع الأصنام ويعبدها ويدعوا الناس إلى عبادتها فقال - جل وعلا -: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا [مريم: 41-43].

وتمضي الآيات الكريمات في حكاية غاية الأدب واللطف في العبارة ولين الكلام من إبراهيم - عليه السلام - لأب لم يكن من المؤمنين ولا المسلمين بل كان يصنع الأصنام ويجاهر بعبادتها ويدعوا الناس إليها، ومع ذلك تأدب معه إبراهيم - عليه السلام -؛ لأنه أبوه حتى إذا انتهى كلام إبراهيم قال له أبوه: (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) [مريم: 46]، فيرد إبراهيم - عليه السلام - قائلا: (قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا * وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا) [مريم: 47- 48].

أيها المؤمنون: لقد نص النبي - صلوات ربي وسلامه عليه - في سنته في أحاديث كثيرة على ضرورة بر الوالدين والإحسان إليهما وإجلال شانهما ورعاية حياتهما: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟" يعني يا رسول الله: الناس الذين أخالطهم متنوعون؛ ففيهم إخوان، وفيهم أبناء عم وأبناء خال، وفيهم أولاد، وفيهم أصهار، وفيهم زملاء في العمل، وفيهم شركاء في التجارة، وفيهم جيران في مسكن، وفيهم رؤساء لي، وفيهم موظفون تحتي، الناس الذين أتعامل معهم هم متنوعون متعددون لكل واحد منهم حق: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟"

يعني يا رسول الله: من أولاهم أن أبتسم في وجهه قبل غيره، من أحقهم أن أعطيه الهدية قبل غيره، من أحقهم أن أتحمل أذاه إن أذاني قبل أن أتحمل أذى غيره، من أحقهم بلين كلامي ولطف عبارتي وطول مجالستي وانسي وإسعادي، من أحق هؤلاء يا رسول الله؟ هل الزوجة، هل الأولاد، هل الأخوة، هل الإخوان، هل الأعمام، هل الأخوال، هل الجيران، هل الزملاء، هل الشركاء.

فإذا النبي - عليه الصلاة والسلام - يضع هؤلاء جميعا جانبا ويختار عجوزا كبيرة ربما كان لم ينتبه إليها ذلك السائل قال - عليه الصلاة والسلام -: ((أمك))، قال: "ثم من؟ "، قال: ((ثم أمك))، قال: ثم من؟، قال: ((ثم أمك))، قال: "ثم من"، قال: ((ثم أبوك)).

فأحق الناس بالبر وأحقهم بالمجالسة وأحقهم بالاتصال به وأحقهم بالهدية وأحقهم بتحمل أذاه وأحقهم بقضاء الوقت معه وأحقهم بإدخال السعادة عليه وأحقهم بحسن معاملته هي: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.

ولما أقبل رجل إلى حبيبنا ورسولنا - عليه الصلاة والسلام - قال: "يا رسول الله: جئتك من اليمن أريد الجهاد معك في سبيل الله"، جاء من اليمن على بعد الطريق ومشقته، يصعد به جبل ويهبط به واد، أقبل فقال: يا رسول الله: جئتك أريد الجهاد معك في سبيل الله، فما هو أول سؤال سأله النبي - عليه الصلاة والسلام - لهذا الرجل.. هل قال له هل أحضرت سلاحك معك؟.. هل سبق أن دخلت معارك؟.. هل تدربت على القتال؟.. هل سأله سؤالا يتعلق بالحاجة التي جاء يطلبها؟.. جعل النبي - عليه الصلاة والسلام - سؤاله جانبا وسأله عن أمر أهم وأعظم حيث قال له: ((أفي اليمن أبواك؟))، قال: "نعم"، قال: ((وتريد الجنة))، قال: "نعم"، قال: ((ارجع إليهما فأحسن إليهما فإن الجنة تحت قدميهما)).

وكان - عليه الصلاة والسلام - يؤكد دائما على أهمية التعبد لله - تعالى - ببر الوالدين والإحسان إليهما وتحمل أذاهما تطبيقا لما قاله الله - جل وعلا - في كتابه: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا... )

يعني إما أن يكون كلا الوالدين كبير في سنه أو أحدهما كبير في سنه والأخر صغير.. قال أحدهما أو كلاهما.. كيف أتعامل معهما يا ربي؟

قال جل في علاه: (... فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا... ) أي: تأدب في كلامك وامسك عباراتك وإذا سبق إلى لسانك لفظ رديء أو بذيء أو قبيح فاعقد لسانك عليه وأغلق فمك دونه فلا تتكلم به، إذن كيف أتعامل يا ربي؟

 قال - تعالى -: (... وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) أي: اختر ألطف العبارات وألينها وأجملها وأحسنها وأرقها وتكلم بها معهما.

ثم قال - تعالى -: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء: 24].

أيها الأخوة المؤمنون: لقد كان صحابة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - آية في بر الوالدين والإحسان إليهما؛ فأبو هريرة - رضي الله تعالى عنه - نادته أمه يوما قالت له: يا أبا هريرة، فقال لها بصوت عال: لبيك، ثم شعر أبو هريرة أن صوته كان أعلى من صوت أمه قليلا، فلما رأى ذلك قال: استغفر الله رفعت صوتي على أمي، ثم ذهب واشترى عبدين مملوكين واعتقهما لوجه الله توبة من هذه المعصية وهو إنما يقول أيها الأفاضل: "لبيك"، ومع ذلك لما كان صوته مرتفعا شعر أنه ينبغي أن يتوب من هذا الذنب.

وهذا عبد الله بن مسعود - رضي الله - تعالى -عنه - لما أوت أمه يوما إلى فراشها فاستسقته ماءا فأقبل إليها بكوب ماء فلما وصل إليها فإذا هي قد غلبها النوم فنامت، فكره أن يوقظها وكره أن يضع الماء بجانبها وينام، خشي أن تستيقظ في ظلمة الليل ولا تدري أن الماء عندها فتبقى عطشى فلما رأى ذلك، جلس عند رأسها يذكر الله ويتلو القران، وعينه تارة على الماء وتارة على عيني أمه حتى إذا تعب قام، إذا غلبه النوم قام ثم يجلس، فلم يزل هذا حاله عند رأسها حتى استيقظت فدفع الماء إليها لتشرب.

وكذلك كان التابعون - رحمهم الله - تعالى؛ يقول محمد بن المنكدر - رحمه الله تعالى -: "بت ليلة كاملة اغمز رجل أمي".. يعني: يدلكها ويلينها ويؤانسها، قال: "بت ليلة كاملة أغمز رجل أمي وبات أخي عمر يصلي والله ما يسرني أجر ليلته بليلتي".

أيها الأحبة الكرام: إن هذا الباب من التعبد ربما غفل عنه عدد من الناس، واكتفى هؤلاء في تعاملهم مع والديهم بشيء من الأعمال المادية: من إنفاق أو من شراء منزل أو تسديد إيجار أو ما شابه ذلك من الأمور التي يراها الناس ظاهرا إنها نوع من البر.

وهناك نوع من البر ربما غفل عنها البعض ومن أمثلته: الاتصال العاطفي مع الوالدين، والاهتمام بنفوسهما وبسعادتهما، وإدخال السرور عليهما، ومآنستهما، وكثرة الاتصال بهما إن كنت بعيدا عنهما، وإرسال الهدايا إليهما، وأن تنظر ماذا يحب والديك فتفعله قبل أن يطلباه منك.

أن تتوقع: ماذا تريد أمك؟، ماذا يريد أبوك؟، ثم تفعله قبل أن يطلبه منك، قالت حصة بنت سيرين أخت محمد بن سيرين - رحمهم الله -: "كان محمد شديد البر بأمي وكانت أم محمد مكيه وكانت تحب الثياب الصفر فكان يدخل إلى غرفتها ويأخذ ثيابها البيض ويصبغها بالأصفر ثم يعود ويدسها بين ثيابها حتى إذا رأتها صارت صفراء فرحت بذلك واستبشرت".

أنظر إلى شدة البر، يتوقع ما الذي يدخل السرور على أبيه أو أمه ثم يفعله قبل أن يطلبا ذلك منه.

أسال الله - تعالى - أن يجعلنا من البارين بآبائهم وأمهاتهم.. اللهم اغفر وتجاوز وأرفع قدر آبائنا وأمهاتنا في الدنيا والآخرة.. قولوا ما تسمعون واستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب استغفره وأتوب إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وإخوانه وخلانه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستنى بسنته إلى يوم الدين.

أما بعد..

أيها الأخوة الكرام: روى الحاكم في مستدركه أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال له: " يا رسول الله هل بقي من بر أبوي أبرهما به بعد موتهما؟ "، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)).

والصلاة عليهما يعني: الدعاء لهما، كما قال الله - جل وعلا -: (... وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ... ) [التوبة: من الآية 103]، وقال الله - جل وعلا - في آية أخرى آمرا بالبر بالوالدين والإحسان إليهما: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا... ) [العنكبوت: من الآية 8]، وفي آية ثالثة: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا... ) [الأحقاف: من الآية 15]، والإحسان من أعظم الدعاء، وجاء في الحديث: ((إذا مَات الإنسَانٌ انقطعَ عمَلُه عمله إلا مِن ثلاثْ: صدَقة جاريَة، أوْ عِلم ينتفِعُ به، أوْ ولدٌ صالِحٌ يدعوُ له)).

لم يقل ولد صالح يتصدق عنه أو يحج عنه أو يعتمر له، وإنما اختار الدعاء؛ لما له من المكانة العظيمة عند ربنا - جل وعلا -.

وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إن الله ليرفع العبد في الجنة درجات فيقول يا ربي لما رفعت درجتي وما عندي عمل؟.. فيقول الله - تعالى -: هذا بدعاء ولدك الصالح لك من بعدك)).

أنت مت لكن تركت ولدا صالحا - بيض الله وجهه - ما نسيك لما دفنك في التراب بل لا زال يدعوا لك ويتحرى أوقات الإجابة للدعاء لك.

قال - عليه الصلاة والسلام -: ((وإنفاذ عهدهما))؛ أي: تنفيذ الوصية إذا أوصوك بشيء.

 قال: ((وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما))؛ أي: صلة العم والخال وما شابه ذلك من أنواع الأرحام..

قال: ((وإكرام صديقهما))؛ أي: إكرام من كانوا مصاحبين لامك أو لأبيك من جارة أو جار أو عم أو خال أو زميل في عمل أو شريك في تجاره.

أيها الأحبة: إن بر الوالدين باب عظيم لدخول الجنة لمن أراد أن يسلكه.

أسال الله - جل وعلا - أن يجعلنا من البارين بآبائهم وأمهاتهم، أسال الله - جل وعلا - أن يجعلنا من البارين بآبائهم وأمهاتهم، اللهم من كان منهم حيا فمتعه بالصحة والعافية على طاعتك حتى يلقاك، ومن كان منهم ميتا فوسع له في قبره وضاعف له حسناته وتجاوز عن سيئاته واجمعنا به في جنتك يا حي يا قيوم.

اللهم إنا نسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تنصر المجاهدين في كل أرض من أرضك، اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون لإعلاء كلمتك والدفاع عن دينك، اللهم انصرهم في جنوب المملكة وانصرهم في العراق وانصرهم في فلسطين وانصرهم في أفغانستان والشيشان وفي كل أرض من أرضك، اللهم أحسن نياتهم، اللهم اجمع كلمتهم، اللهم صوب آرائهم، وسدد خططهم، وسدد رميهم، وتقبل شهدائهم، وداوي جرحاهم، وانصرهم على من بغى عليهم.

اللهم من أرادنا أو أراد بلادنا أو أراد شيئا من بلدان المسلمين بأي سوء فاشغله بنفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه يا قوي يا عزيز.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

محمد بن عبد الرحمن العريفي

دكتور وعضو هيئة التدريس بكلية إعداد المعلمين

  • 15
  • 1
  • 36,237

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً