منصف من فرنسا!
الإنصاف مع عزته وندرته، جميل، وأصحابه قلائل في عالم التوحش والحيف، والعدل مع انتقائيته، إلا أنه رائع ومنهج ماتع؛ أمرنا به ديننا حتى مع أعدائنا، حتى بات -قاعدة قرآنية- رفيعة في المنهج والتعامل: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} [سورة المائدة].
تختلطُ المحن بالإحن، فتختفي القيم، وتندثر الأخلاق، ولا يبقى للمبادئ باقية، لا سيما إذا صاحبها موروث مدجن، وقناعات مكبوتة.
وحينئذ تعتم الحياة، ويفقد الأمل، فما يبرح بعضنا أن يفرح بانفراجة، ويسر بشمعة تشق بهيم الليل، وتخترق سدف الظلام، وإنها مع مرور الأيام ستتسع.
الإنصاف مع عزته وندرته، جميل، وأصحابه قلائل في عالم التوحش والحيف، والعدل مع انتقائيته، إلا أنه رائع ومنهج ماتع؛ أمرنا به ديننا حتى مع أعدائنا، حتى بات -قاعدة قرآنية- رفيعة في المنهج والتعامل: {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} [سورة المائدة].
استهداف صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية، عمل مدان مستنكر، وعواقبه على الإسلام والدعوة والأقليات المسلمة سيكون واسعا.
وليس هكذا تكون نصرة رسولنا والدفاع عنه؛ لأن العواقب وخيمة، والتداعيات خطيرة، وليت أن الغرب يحترم الدين الإسلامي كاحترامه للصهيونية وأفكارها ورموزها.
مع الإدانة الواضحة، إلا أننا نعتقد أن السلوك السياسي والإعلامي الغربي بات من أدوات التطرف المهيجة.
هنا كاتب وصحفي يساري من فرنسا، يدعى (ميشيل فيدو) ينطق بالعدل، ويترسم الإنصاف؛ ليخاطب رئيس دولته: لمَ هاج هؤلاء؟!
"علينا أن نكون عادلين، إذا كنا ضد الإرهاب، ولسنا ضد الإسلام، فما معنى السخرية والاستهزاء من نبي الإسلام محمد؟!
لقد قمت بسؤال محرِري صحيفة "شارلي - إيبدو" هل كان النبي محمد إرهابيًا؟
أحب أن أسال السيد الرئيس: من الذي بدأ، أليس نحن إعلامياً وعسكرياً من بدأناهم؟!
أوﻻً: بنشر صور مسيئة لنبيهم.
وثانيًا: إرسال طائرات لقتل أبنائهم في العراق، كما قال مكتب حقوق الإنسان في بغداد إن أعداد القتلى المدنيين الأبرياء في العراق جراء القصف الجوي "أضعاف أضعاف" قتلى داعش.... !
ونسي أن يضيف تدخلاتهم في مالي وبعض مناطق أفريقيا!
شكرًا لإنصاف ذلك الكاتب، وندعو ملايين من عقلاء الغرب، أن يفكروا بمثل طريقة(ميشيل فيدو) في اكتشاف سر التطرف ومعاداة هؤلاء لهم... !
وأن الإسلام دين الرحمة والحب والتعايش؛ ولكن مع من يتعايش بصدق، ويحترم الأديان والاتفاقيات، ولا يخون ولا يغدر.
الغرب يحتل ويظلم ويبطش ويدعم، ثم يطالبنا باحترامه واحترام حرية التعبير المفصلة على مزاجه!
وفرنسا الآن تتدخل في مالي وليبيا وسوريا، وتدعم وتقتل كيف شاءت، ثم تريد الآخرين أن يصفقوا لها، وهو ما فطن له الكاتب المنصف بقوله:
هؤلاء لم يأتوا إلينا يا سيادة الرئيس نحن ذهبنا لهم، وعلينا أن نتوقع ردود أفعالهم، وأن نتحمل النتائج.... !
مرات قلائل يفكر فيها الغربيون بهذه الطريقة، ويحدثون تساؤلات داخلية: لماذا حصل كل ذلك، وما الذي جرنا إليهم؟! هذا إذا ثبت أنهم مسلمون حقيقة، وإلا فالشكوك قويه هنا.
أتمنى أن يحترموا حق هذا الكاتب في التعبير والتفكير، وأن لا نسمع به معتقلا في (برج إيفل، أو خليج غوانتناموا)،
أو ترهب وتعاطف أو تأسلم!
والله المستعان وعليه التكلان، والسلام.
حمزة آل فتحي
- التصنيف:
- المصدر: