كيف تنكرين على امرأة متبرجة ؟

منذ 2015-02-23

إن التبرج والسفور من أكثر وأخطر المنكرات التي تقع فيها النساء في هذا العصر، وأكثر ما يفتن الرجال بهن؛ لأن في هذا التبرج والسفور إغراء وجاذبية تضعف معها إرادة ضعيفي الإيمان؛ ولذا حُرّم اللباس المثير، والحركات المثيرة، والضحكات المثيرة، والإشارات المثيرة، فهذه كلها ممنوعة في الحياة الإسلامية النظيفة؛ لأن هذا الدين لا يريد أن يُعرّض الناس للفتنة ثم يكلف أعصابهم عنتاً في المقاومة! فهو دين وقاية قبل أن يقيم الحدود ويوقع العقوبات، وهو دين حماية للضمائر والمشاعر والحواس والجوارح.

إن التبرج والسفور من أكثر وأخطر المنكرات التي تقع فيها النساء في هذا العصر، وأكثر ما يفتن الرجال بهن؛ لأن في هذا التبرج والسفور إغراء وجاذبية تضعف معها إرادة ضعيفي الإيمان؛ ولذا حُرّم اللباس المثير، والحركات المثيرة، والضحكات المثيرة، والإشارات المثيرة، فهذه كلها ممنوعة في الحياة الإسلامية النظيفة؛ لأن هذا الدين لا يريد أن يُعرّض الناس للفتنة ثم يكلف أعصابهم عنتاً في المقاومة! فهو دين وقاية قبل أن يقيم الحدود ويوقع العقوبات، وهو دين حماية للضمائر والمشاعر والحواس والجوارح.

خاصة وأن هناك من يطلقون الغرائز من عقالها بالكلمة والصورة والقصة والفيلم وبالحياة المختلطة وبسائر أدوات التوجيه والإعلام!.

وفي هذا الموضوع المختصر نتكلم عن كيفية إنكار المحتسبة على امرأة متبرجة؟

فنقول: وبالله التوفيق:

أولاً: التبرج معناه وحكمه:

التبرج أصله: مأخوذ من البروج، وهي: القصور العالية لارتفاعها، ومنه يقال: تبرجت المرأة إذا أظهرت حسنها، وتكلفت في إظهار ما يخفى، بكشف عورتها وزينتها ومحاسنها للرجال، حتى تظهر العجوز الشمطاء شابة فائقة الجمال، وكما قال الشاعر:

ولن تصادف مرعى مؤنقاً أبداً *** إلا وجدت به آثار منتجعُ

فالتبرج بمعنى الظهور، أي: إظهار الجمال، وإبراز محاسن الوجه، والجسم ومفاتنه، والبَرَجُ في العين سَعَتُها، ومنه قول ذي الرمة:

بيضاءُ في بَرَجٍ صفراءُ في غَنجٍ *** كأنَّها فِضةٌ قد مَسَّها ذَهَبُ

والتبرج محرم في شرع الله، فقد قال - تعالى -: (غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ) [(60) سورة النــور]، والمعنى: حال كونهن غير مظهرات لزينة خفية كالسوار والخلخال والقلادة.

وقال - تعالى -: (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [(33) سورة الأحزاب]، قال مجاهد وقتادة: التبرج هو التكسر والتغنج، وقال ابن أبي نجيح: هو التبختر، وقيل: هو إظهار الزينة، وإبراز المحاسن للرجال، وقيل: تبرجت المرأة ظهرت من برجها، أي: قصرها، وقال بعضهم: ولا تتبخترن في مشيكن.

و(تبرج الجـاهلية الأولى) أي: تبرجاً مثل تبرج النساء في أيام الجاهلية القديمة، وهي ما بين آدم ونوح، وكان بين موت آدم وطوفان نوح ألف ومائتا سنة واثنتان وسبعون سنة كما في "التكملة" والجاهلية الأخرى: ما بين محمد وعيسى - عليهما السلام -[2].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما)) وذكر: ((ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها...))[3] أخرجه مسلم.

ثانياً: الطريقة المثلى التي تسلكها المرأة المسلمة في نصيحة المرأة المتبرجة، والإنكار عليها:

الطريقة المثلى لنصح كل عاصٍ هو ما ذكره الله - تعالى - في قوله: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [(125) سورة النحل].

وما سلكه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في أمره ونهيه، وقد وضح الطريقة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))[4] أخرجه مسلم.

وقبل الإنكار والنصيحة على متبرجة لابد عليكِ بأمور:

1- حددي هدفكِ من ذلك، وهو رضا الله - تعالى -، والحيلولة دون توسيع دائرة المنكر.

2- جددي نيتكِ دائماً وأبداً، وليكن قصدكِ هو التقرب إلى الله بهذا العمل، فأخلصي النية لله - تعالى -، واجعلي كلماتكِ تخرج من قلب صادق مخلص متبع، وتوكلي على الله، وابتهلي له بالدعاء أن يجري الحق على لسانك.

3- قد يأخذكِ الغضب لله إلى سوء التصرف فاحذري من ذلك.

4- الحرص على الوقار الذي يحقق الهيبة والاحترام، والبعد عما يخالف ذلك كالضحك والتلفت وخفة الحركة.

5- احذري من الوقوع في المحاذير الشرعية كالبغي والاحتقار والظلم بالسب أو التشهير.

6- الشفقة على المتبرجة، والدعاء لها بالهداية، وأن يكون المقصد هو الإحسان إليها.

7- التزامكِ أنت الكامل بالحجاب الشرعي أمامها يدعوها للتأثر والاستجابة.

8- انتبهي من تثبيط الشيطان للمعنويات، وتذكري موقفك من النار عندما تهملين منكراً رأيته، وأن ذلك في عنقكِ يوم القيامة، وأقبلي على ذلك مع رباطة الجأش، واستشعار المسؤولية، وثقل أمانة التبليغ، وعظم الأجر المترتب على إنكار المنكر.

9- تذكري قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((من ابتغى رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن ابتغى رضا الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عنه الناس))[5] فالله - تعالى - يكفيكِ مؤونة الخلق، وما عليكِ إلا البلاغ.

وإليكِ أيضاً جملة من النصائح المُعِينة:

- تزودي بالأدلة على ذلك المنكر، واطرحيها مدعمة للنصيحة.

- لا تهتمي لما سيقوله الناس عنكِ.

- اقرئي ما جاء في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وما كابده من المشاق، وتذكري أن طريق الدعوة مليء بالأشواك.

- إذا رأيت أن إنكارك للمنكر في ذلك الوقت سيترتب عليه مفسدة أعظم منه فدعيه لوقت لاحق.

- دوني المنكر الذي رأيته في دفتر معكِ، ثم اكتبي الكلمات المناسبة التي خرجت من قلبكِ المتأثر حينها، واحتفظي بها حتى تنقحيها وتعطيها صاحبة المنكر.

- تذكري أن كل ابن آدم خطاء، والهداية بيد رب العالمين، وكم من أخت تابت بسبب كلمة أو آية أو موعظة سمعتها.

- قد تحملين علماً بسيطاً يحتاجه غيرك فكوني مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، والدال على الخير كفاعله، ولن يعدم الخير في هذه الأمة إلى قيام الساعة.

كيفية البدء بالنصح والإنكار:

كثيرات من النساء تخجل من مواجهة الناس لمجرد الخوف من عدم القبول، أو السخرية، أو التهجم، ولكن لماذا لا يكون رسول الله قدوة لكِ في دعوتكِ؟ كيف جاهد؟ وكيف صدع بالحق لا يخاف في الله لومة لائم؟ فلا تجعلي الشيطان يتغلب عليكِ، وكوني معه في معركة وأنت الفائزة -إن شاء الله-، وجاهديه ما استطعت لذلك سبيلاً.

أما كيفية البدء بالنصح فهناك العديد من التعبيرات، منها:

- ابدئي بالسلام والتحية على من تريدين التحدث معها ونصحها.

- لا تنسي الابتسامة على محياكِ وأنتِ تحدثيها.

- بيان الحرص على المدعوة، وعدم التعالي عليها.

- التذكير بنعم الله التي يجب أن تُقابل بالشكر.

- البدء بذكر محاسن المدعوة.

- امتدحي الجوانب الخيرة فيها، كونها مسلمة موحدة تحب الخير، فالنفس طماعة تحب الثناء، فإذا قلتِ لها: إنك مسلمة من أهل الخير والصلاح، لا يمكن أن ترفض ذلك، فتجدها تفتح لكِ قلبها.

- استخدام الأسلوب اللطيف، ويمكن النهل من معين نهج الأنبياء - صلى الله عليه وسلم -، فهذا إبراهيم - عليه السلام - يقول لأبيه: (يَا أَبَتِ) [(42) سورة مريم] وهذا محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يا عباس، يا عماه، ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أحبوك، ألا أفعل بك عشر خصال...))[6].

- الإنصات لها قبل النصيحة: كي تعلمي هل هي عصبية؟ هل هي منصتة ومستمعة؟ هل هي عاقلة؟ هل هي هادئة؟ هل هي مجنونة؟ هل هي مسلمة أو كافرة؟... الخ.

- ثم إذا أخذت وأعطيت معها وعرفت أسلوبها وطبعها، أي: إذا كسبت مودتها واهتمامها، وملكت قلبها، فبعد ذلك تبدئي بطرح النصيحة بأسلوب أسئلة مثلاً: إيش رأيك في كذا؟ إيش رأيك في كذا؟ وتعطيها فرصة في كل سؤال تطرحينه لتأخذ وقت للتفكير والاستماع، حتى يرسخ السؤال في ذهنها وتحلله وتبدأ بطرح رأيها بأسلوب راقي ومهذب، وهكذا سوف تقتنع -بإذن الله تعالى-.

- لا تحس منك بالتعالي وأنك تأمرينها أمراً، فالناس لا يحبون الذي يأمرهم.

- لا تتوقعي أنها ستستجيب لك من أول مرة، فما عليك إلا أن تلقي البذرة، وقد تنبت في مكان آخر.

- تذكري أنك لا تهدي من أحببت، فالهداية بيد الله - سبحانه -.

- لا تحدثيها أمام الناس فتأخذها العزة بالإثم.

- وهناك خمس وسائل دعوية لنصح تلك المرأة، هي:

1- الكلام اللين الرحيم.

2- الوعظ.

3- الحجة والبرهان وبيان الدليل.

4- الحوار العقلي.

5- الإهداء الدعوي.

وإليك تفصيل هذه الوسائل الخمس:

1- الكلام اللين الرحيم:

- حاولي أن تقفي وقفات قصيرة مع بعض المتبرجات بقولك اللين، وأسلوبك اللطيف، بعبارات مؤثرة.

- عدم التلفظ عليها بألفاظ غير لائقة كقول: "ألا تستحي؟! " "هذه قلة أدب" "أنت غير مربية" "استحي على وجهك" "عيب عليك" وغيرها من الألفاظ التي لا ينبغي التلفظ بها، بل يكتفي بالنصح والإرشاد وتذكيرها بالله، وهذا أقرب وأدعى للقبول، وألين للقلب.

وأعلمي أن مفتاح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الابتسامة؛ لما لها من تأثير سحري على نفوس الجميع.

ولا بد من التوازن في شخصية المسلم فيجمع ببن الشدة والرحمة، وإن من الحكمة مراعاة كل ظرف بما يناسبه، والتعامل مع كل حالة بما تقتضيها؛ من الأخذ بقوة أو الرفق واللين، غير أنه يبقى أن الأصل في التعامل اللين والرقة، ما لم يقم ما يقتضي خلاف ذلك.

فحينما تنضب ينابيع العاطفة فلابد من تطهير القلب من عوامل القسوة لتنعكس صورة اللين على المعاملة والسلوك.

لأن طول الزمن قد يخفف من رقة الشعور، وتطاول الأيام قد ينسي بعض القيم، وتقادم العهد قد يغير المشاعر القلبية ما لم يتعهد المرء نفسه، ويجلو قلبه ليبقى حاضر الفكر، واعي القلب، يقظ الإحساس.

2- الوعظ:

لا بد من تغليب الجانب الدعوي كاستعمال أسلوب الوعظ والتخويف بالله، وذكر النصوص من الكتاب والسنة، وربطه بالصحبة الصالحة؛ لأنه قد يكون لدى هذه المرأة المتبرجة شبهة، أو غفلة عن خطورة التبرج وإثمه، فتحتاج إلى وعظ وإرشاد وتذكير.

- فقولي لها: إن التبرج نفاق، قال - صلى الله عليه وسلم -: (وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات)[7] رواه البيهقي، وهو صحيح.

- وقولي لها: إن التبرج تهتك وفضيحة، قال - صلى الله عليه وسلم -: (أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله - عز وجل -)[8] رواه ابن ماجه وأحمد.

فهل ترضين بعد ذلك أن يكون جسدك معروضاً في سوق الشيطان، يغوي قلوب العباد، خصلات شعر بادية، ملابس ضيقة تظهر ثنايا جسمك، ملابس قصيرة تبين ساقيك وقدميك، ملابس مبهرجة مزركشة معطرة تغضب الرحمن، وترضي الشيطان، فكل يوم يمضي عليك بهذه الحال يزيدك من الله بعداً، ومن الشيطان قرباً، فماذا تنتظرين؟ فالبدار البدار، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل، فاركبي -يا أختاه- قطار التوبة، قبل أن يرحل عن محطتك، فأنت كل يوم تقتربين من القبر، ولا تدرين متى يفجؤك الموت، قال - تعالى -: (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) [(185) سورة آل عمران].

3- الحجة والبرهان وبيان الدليل:

وهذه الوسيلة تُبيني فيها:

1- حكم التبرج: فالتبرج محرم بالكتاب والسنة والإجماع، ولم يعرف في سلفنا ولا في السلف الصالح؛ وإنما تسرب إلينا على هذه الصفة في هذا العصر بسبب الاختلاط بالغرب، وفتح الباب باسم الثقافة والتربية والتعليم والإعلام وغيرها.

ومما يدل على حرمة التبرج:

- ما جاء في مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها... ))[9]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كاسيات عاريات بأن تكتسي ما لا يسترها، فهي كاسية، وهي في الحقيقة عارية، مثل من تكتسي الثوب الرقيق الذي يصف بشرتها، أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها، مثل عجيزتها وساعدها، ونحو ذلك، وإنما كسوة المرأة ما يسترها، فلا يبدي جسمها، ولا حجم أعضائها لكونه كثيفًا واسعًا" [10].

2- بيان مساوئ التبرج والعياذ بالله، وهي:

- إن التبرج من صفات أهل النار: فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: رجالٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مائلاتٌ مميلاتٌ، رؤوسهُن كأسنمةِ البُخت المائلة، لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا))[11].

- إن التبرج جاهليةٌ منتنة: قال - تعالى -: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) [(33) سورة الأحزاب].

- إن التبرج معصيةٌ لله ورسوله: كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في صحيح البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى))[12].

- إن التبرج هلاكٌ مُحَقق بنص السنة الصحيحة: كما جاء في حديث فضالة بن عبيد في صحيح الأدب المفرد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه، فمات عاصياً، فلا تسأل عنه، وأمة أو عبد أبق من سيده، وامرأة غاب زوجها وكفاها مؤنة الدنيا، فتبرجت وتمرجت بعده... ))[13].

3- بيان آثار التبرج والسفور:

فمن آثار التبرج والسفور والحرية الزائفة على تلك الأمم -في الغرب- إنهم أكثر الأمم إصابة بالقلق والاكتئاب، ومن أكثر الأمم انتحاراً، ومن أكثر الأمم ضرباً للزوجات، وقتلاً لهنَّ، والأمثلة كثيرة جدّاً، وهذا موثق من إحصائياتهم أنفسهم، وليس هذا مجال تفصيل ذلك.

4- الحوار العقلي:

يمكن إقناع المتبرجة من النساء بأن إسلامها الذي تدين به يأمرها بالحجاب والتستر، وعدم الاختلاط بالرجال الأجانب، وعدم الخضوع بالقول، ويبين لها ما في المحافظة على الحشمة من المصالح والمنافع، وما يترتب على التبرج من المفاسد العظيمة التي لا تخفى، وتكون الدعوة بالتي هي أحسن، لعل الله أن يهديها.

- ويبين لها أيضاً الحكمة من منع المرأة من مخالطة الرجال الاختلاط المستهتر الذي لا يأتي إلا بالشر، ومنعها من الكلام مع رجل أجنبي عنها من غير حاجة أو داع لذلك، وحرمة لمس المرأة للرجل الأجنبي عنها، وحرمة خلوته بها، وحرمة التكسر والميوعة في الكلام وغير ذلك كثير، كل ذلك حفاظاً عليها وعلى عفتها، وعلى المجتمع بأسره من الرذيلة والفاحشة، حتى يسود العفاف والطهر والحياء.

وهو نوع من الوقاية للمجتمع من الأضرار النفسية والعصبية، والاجتماعية التي يخلفها الاختلاط والتبرج، وهو أيضًا عامل من عوامل دفْع المجتمع إلى العمل الجاد في الحياة، وإلى التفكير السليم في أداء الواجب.

وأن المرأة لما خالفت كل ذلك وقعت فريسة لذئاب لا يراعون لله حرمة، فلا دين ولا خُلق يمنعهم من شيء، ثم تندم المرأة ولكن بعد فوات الأوان، وقت لا يمكن للندم أن يعيد ما فات.

- ويبين لها أن الأولى للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يرونها.

- ويبين لها أن التبرج والسفور من وسائل الزنا والفواحش.

- ويبين لها الفوائد الصحية للحجاب: ولقد أثبتت البحوث العلمية الحديثة أن تبرج المرأة وعريها يعد وبالاً عليها حيث أشارت الإحصائيات الحالية إلى انتشار مرض السرطان الخبيث في الأجزاء العارية من أجساد النساء ولا سيما الفتيات اللاتي يلبسن الملابس القصيرة، فلقد نشر في المجلة الطبية البريطانية: "أن السرطان الخبيث الميلانوما الخبيثة والذي كان من أندر أنواع السرطان أصبح الآن في تزايد، وأن عدد الإصابات في الفتيات في مقتبل العمر يتضاعف حاليًا حيث يصبن به في أرجلهن، وأن السبب الرئيسي لشيوع هذا السرطان الخبيث هو انتشار الأزياء القصيرة التي تعرض جسد النساء لأشعة الشمس فترات طويلة على مر السنة، ولا تفيد الجوارب الشفافة أو النايلون في الوقاية منه... وقد ناشدت المجلة أطباء الأوبئة أن يشاركوا في جمع المعلومات عن هذا المرض، وكأنه يقترب من كونه وباء [14].

ومن هنا تظهر حكمة التشريع الإسلامي في ارتداء المرأة للزي المحتشم الذي يستر جسدها جميعه بملابس واسعة غير ضيقة ولا شفافة، فلقد صار واضحًا أن ثياب العفة والاحتشام هي خير وقاية من عذاب الدنيا المتمثل في هذا المرض، فضلاً عن عذاب الآخرة، ثم هل بعد تأييد نظريات العلم الحديث لما سبق أن قرره الشرع الحكيم من حجج يُحتج بها لسفور المرأة وتبرجها؟!

- ولأجل تكون هذه الوسيلة -الحوار العقلي- ناجحة، لا بد أن تتدرب المسلمة الداعية على كيفية الدعوة إلى الله - سبحانه -، عن طريق العلم الشرعي، وتتدرب أيضاً على الإلقاء والحوار المفيد والمقنع.

5- الإهداء الدعوي:

- من المفيد: أن تقدمي لهذه المرأة المتبرجة هدية، ويكون إهداؤها بطريقة جذابة، مثلاً: تغليف شريط، أو سي دي بطريقة جذابة ورائعة، يحتوى على محاضره تبين أهمية الحجاب، وبأنه عبادة لله - سبحانه -، وليس عادة وتقاليد موروثة كما يفهمه بعضهن، وتوضحي الحجاب الحقيقي للمؤمنة.

- أو جمع مطويات جاهزة، أو من صنعكِ توضح أخطاء النساء في ارتداء الحجاب، وتغليفها بطريقة تجذب القارئ لها.

- أو ربما عناوين لمنتديات نسائية دعوية تثق بها، وليكن عنوان الهدية مثلاً: [لأنني أحبك - أو لأني أخشى عليك... الخ].

- توزيع الشريط الإسلامي على المتبرجات في الأسواق (الغفلة، التبرج، الحجاب) فإذا لم يكن معك شريط ولا مطوية، فقولي لتلك المرأة "يا أختاه اتق الله في لباسك" وغيرها من العبارات الهادفة النافعة.

- ضعي في حقيبتك عند الذهاب للسوق بعض الرسائل التي صغتها بأسلوبك عن الجنة والنار، والوعيد الشديد لمن آثرت الدنيا على الآخرة.

- وزعي بطاقات دعوية تحتوي على كلمات مؤثرة، إما من مقولك أو من منقولك.

- اكتبي رسائل لإنكار المنكر على بطاقات صغيرة، وقد تجدينها جاهزة عند دور النشر، وخذيها معك أينما ذهبت، وضعيها في يد كل مخالفة مع ابتسامة، وكلمة رقيقة.

فإذا صنعتِ ذلك فإنها ستقبل -بإذن الله- نصحك إن همستي لها بالقول الطيب وقلبك يرحم خطأها، ويتمنى إنكفافها عنه.

ستقبل نصيحتك إذا سألت الله أن يجعلك ممن يعيد للإسلام رايته، وللحق صولته، وأن يهديك ويهدي بك.

ستقبل نصيحتك حينما تخلصين لله، وتنهجين نهج المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في دعوتك.

ستقبل نصيحتك حينما تستلذين الأذى في سبيل الله.

ستقبل نصيحتك حينما تعلم علم اليقين بأنك أخت الإسلام التي تسد الخلل، وتستر الزلل، ولا يعرف لها طريقاً للملل.

ولو أن كل متبرجة وجدت قلباً كقلبكِ، وهمسة كهمستك، لم تتبرج لنا أخت في الإسلام.

بارك الله فيك، وبارك في همسات دعوتك، وأكرم به من قلب أراد النصح.

والله أسأل أن يبارك فيك علماً وعملاً ودعوةً ويقيناً وقبولاً.

[2] - انظر: تفسير روح البيان (7/131).

[3] - أخرجه مسلم في اللباس والزينة، باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات (6 / 168- 5704)

[4] - أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان (ج1/ص50- 186).

[5]- أخرجه ابن حبان في كتاب البر والإحسان، باب الصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(1/510- 276) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/271-2250).

[6]- أخرجه أبو داود في التطوع، باب صلاة التسبيح(1/499- 1299) وصححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم: (7937).

[7]- أخرجه البيهقي في السنن (7/82) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (4/464).

[8]- أخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب، باب دخول الحمام (2/1234-3750) وأحمد (42/422- 25627) وصححه الألباني في صحيح الجامع حديث رقم: (2710).

[9]- أخرجه مسلم في اللباس والزينة (2128).

[10]- مجموع الفتاوى (مجمع الملك فهد) (/75).

[11]- أخرجه مسلم في اللباس والزينة (2128).

[12]- أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (6/2655- 6851).

[13] - أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/207- 590). وأحمد (39/368- 23943). وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/81- 542).

[14] - المصدر موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

http://www.qassimy.com/i3jaz/index.php?get=HeadScarf

  • 8
  • 0
  • 50,432
  • محمد رشدى

      منذ
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر بسملله ماشاء الله كتبت فاشبعت اللهم زدنا علما

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً