من بني الأصفر إلى بني يعرب

منذ 2015-03-24

بماذا كعرب تشعرون وأنتم تقرؤون كتاب الله؟! هل تشعرون بشيء زائد عنا؟

 مدرسة للتحفيظ بإحدى الدول الأجنبية بها زهاء الـ 200 طالب وطالبة من العجم،  يحفظون كتاب الله، -ولكن- وبما فيهم المدرسات- لا يفهمون منه حرفًا واحدًا؛ ذلك جراء طريقتهم القديمة في التعلم حيث يعلمون الطلاب القراءة والكتابة بدون المعاني والتراكيب والنحو.

جاشت نفسي بالكثير من الحزن، وحبس الدمع أنفاسي وددت لو احتضن كل واحدة على حدى أقول لها تعالى إلى أجلسم فأفهمك كتاب الله.

حزنت على حال بني يعرب بن يشجب وعما سيسألون عنه وما سيقدمونه أمام الله!

ثم تحولت فجأة مشاعري إلى انبهار بهؤلاء العجماوات، أصبحت مندهشة مبتسمة خفيفة بصورة ملحوظة غير محمودة لمن حولي.

ذلك من العزيمة والإرادة التي تنتاب فتيات في سن المراهقة في حفظهن وإتقانهن فإذا ما تصحح لإحداهن مرارًا؛ فلا تشعر بأدنى تأفف ولا ملل، وددت لو أسألهن على ماذا كل هذه الهمة وهذا الانجذاب وأنتن لا تفهمن حرفًا؟!

فنحن العرب نتلو كتاب الله ونبحث في كل ورد على آية واحدة تلملم شعث إيماننا وسط كل المعاني التي يمكن أن ندركها ونتدبرها.

نتباهي بوضع آية كالزينة في صفحات الفيس والتويتر كأننا بها اكتشفنا السر الأعظم؛ رغم أن كل كتاب الله معجز مبهر.

كانت المدرسات ملتفات حولي سعيدات بالعربية التي تتحدث العربي وتفهمه في الوقت نفسه!

حاولت أشرح لهن قدر استطاعتي أن معرفة الحروف والأصوات ليس كل شيء وأن الحفظ لا يغني عن التدبر شيئا، فالمهم المعنى والتراكيب والتذوق ...

لكن يبدو أن الأمر سيستغرق مني الكثير من المجهود حتى يقتنعوا بالفكرة.

كان فقط رد المديرة ليس لدينا مدرسات عرب حتى يقوموا بهذه المهمة الشاقة.

أخرجت إحدى المدرسات كتابا يُدرس للعرب للصف الأول الابتدائي، وقالت لي في شوق: هل لو استلمتي هذا الكتاب تستطيعين أن تفهمينا معانيه؟!!

"صمتٌ مصدوم.. وكأن الحروف قد حُبست في أعلى الحلق فجأة"

قلت لها: بالتأكيد أخيتي.

تسألني إحداهن عن شهادتي ثم تقول لي...أنتِ عالمة إذًا؟

(قلت في سريّ يا ويحي عالمة ربما تظنني شيخة البخاري؟!!)

قلت لها: عالمة كلمة كبيرة جدًا فكلنا على طريق العلم أخيتي.

تسألني أخرى بماذا كعرب تشعرون وأنتم تقرؤون كتاب الله؟!

هل تشعرون بشيء زائد عنا؟! أتمنى تعلم العربية.

أصبحت أشعر بقيمة أنني عربية أفهم الكلام الذي أقرؤه، فهذه وحدها نعمة لن يدركها الكثير، أصبحت أنتشي بالنعمة، وأحزن على حالي، وأفتخر بعروبتي، وأتحسر على مآلنا في ذات الوقت حين أجلس في إحدى حلقاتهن وأشعر أنني أفهم ما لا يفهمونه.

المصدر: فريق عمل طريق الإسلام
  • 2
  • 0
  • 2,092

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً