الفيتو وتطلّعات الشعوب

منذ 2015-03-25

حق الفيتو أو حق النقض: هو حق للأعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن، وهم كل من روسيا والصين والمملكة المتحدة –بريطانيا- وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد اكتسبوا هذا الحق من منطلق القوة والسيطرة بما أنها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، ويحق لكل دولة من هذه الدول إجهاض أي قرار يقدم في مجلس الأمن دون أن تبدي أية أسباب.

حق الفيتو أو حق النقض: هو حق للأعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الأمن، وهم كل من روسيا والصين والمملكة المتحدة –بريطانيا- وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد اكتسبوا هذا الحق من منطلق القوة والسيطرة بما أنها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، ويحق لكل دولة من هذه الدول إجهاض أي قرار يقدم في مجلس الأمن دون أن تبدي أية أسباب.

وللعلم فإن هذه الدول هي أكثر الدول مناداة للحرية والديموقراطية والعدالة وهو ما يتناقض مع هذا النظام (الفيتو) كليا حيث أنه يقوم على الأحادية والاستبدادية وهضم الحقوق لدى كثير من الشعوب، وما الثورة السورية على نظام الأسد ببعيدة عنا، والتي قتل فيها مئات الآلاف وهجر وشرد الملايين من الشعب السوري، ومع هذا كله تقوم روسيا والصين ولمرتين بإشهار سلاح الفيتو في وجه قرارات تدعو لإدانة جرائم نظام الأسد، وبالمناسبة هي المرة الأولى التي يستخدم فيها حق النقض في صالح نظام عربي ولكن للأسف!

إن ما يحدث من ازدواجية في المعايير وانحياز للقتلة وعدم تطبيق القانون الدولي من قبل هذه الدول العظمى، والتي لها حق النقض في مجلس الأمن ليستدعي التنادي لحلف يكون ضاغطا لإنهاء هذا النظام الجائر، أو لتحجيم استخدامه على الأقل، بيد أنه أصبح عائقاً وحجر عثرة أمام كثير من الدول التي تنشد العدالة وتطبيقها لمصلحة الشعوب المضطهدة والمنكل بها.

وما قيام السعودية برفض المقعد الذي مُنح لها في مجلس الأمن وتصريحاتها المتكررة في أن هذا المجلس لم يقم بمسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية والقضية السورية، والتضامن التركي مع موقفها والمتمثلة في انتقادات رئيس تركيا رجب طيب أردوغان لمجلس الأمن وللدول العظمى ودعواته لتكوين حلف موازٍ لتلك الدول إلا خطوات حثيثة تصب في إرساء العدالة بعيداً عن تحكمات مجلس الأمن.

ولتكوين هذا الحلف وجعله واقعا، يجب على دول التأثير الإقليمي (السعودية وتركيا) بالعمل استراتيجيا لقيام تكتل متحكم بمصير المنطقة وذلك لما تملكانه من مقومات اقتصادية وعسكرية وسياسية مع عدد من الدول العربية لتستطيع من خلالها إنهاء احتكار القرار المصيري للشعوب والدول من قبضة الدول المالكة لحق النقض.


ياسر بن معيض

  • 0
  • 0
  • 1,246

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً