اخرج من سلبيتك!
صور ومواقف وكلمات..! وربما دلائل وحكم وأشعار،... اتخذت ذريعة للفرار والانزواء، ودخول (دهليز السلبية) القاتل عن التعاون والتفاعل والعمل المشترك، الذي لو استثمره المسلم، لانشرح صدره، وطابت حياته، وبات من صناع الحياة،و أفذاذ الخلق، و(محبي الفاعلية)، ورواد المبادرات ...!
ولكن وبكل أسف، يؤثر الإحجام على الإقدام، والبطء على المسارعة، والانقباض على النشاط، والجبن على الشجاعة،،..!
فهو يهرب ويخاف ويتردد، رغم قدراته ولكنه صنع (جدارا غليظا)، واعتقد انه لن يُهدم، فآثر السكوت دون مقدمات وقناعات جديدة، ووسائل ناجعة....!
وقد قيل في الأمثال العالمية المستحسنة : (قد يجد الجبان 36 حلاً لمشكلته ولكن لا يعجبه سوى حل واحد منها وهو الفرار)..!
ولا يجد غضاضة في ان يعير بها، لا سيما وقد جعلها نمط حياة،،!
وكما قيل :
من يهن يسهلِ الهوان عليه// ما لجرح بميت إيلامُ !
فمن مفردات تلك السلبية،،..:
١/ مصطلح مشغول : أضحت محفوظة على كل لسان، كبر او صغر، واستُحليت للدفاع عن شرف السلبية، وحمى الانزواء البيتي و(الاختفاء القسري) لبعض المصالح الترفية او الاجتماعية ،،،،!
ولكن لا يزال يكررها حتى يشك الناس في مصداقيته، فحبل الكذب كما يقال قصير...!
٢/ كثير الأسفار : وهذه شماعة ترك المساجد وإهمال المنابر، لاسيما وهي تحتاج الى حاضر قليل السفر، او لا يسافر الا لحاجة، اما احبابنا هؤلاء فقد جعلوها (مطية الفرار) والاعتذار عن ممارسة الخطابة، وإذا طالعتهم، وجدت انهم لم يسافروا إلا قليلا،،،،!
٣/ عركتنا الحياة : وهو لا يزال حديث السن، (قليل التجربة)، ويستعملها لبيان الخبرة، ورهَق الحياة، وأنه إنما تخلف لشغول وهموم وصحة، لم تزل تأخذه وتتلظى بين شغافه، فهو كثير التفكير، منهد الجسد، وليس لديه قابلية للهم الدعوي او الإصلاحي والاجتماعي،،،،!
٤/ ما عندي وقت : او ما فيه بركة،،!! طيب، وأين اختزلته، وجعلتَه مستغرقا بكل اشغالك واهتماماتك،،؟!
فثمة عبادات وحقوق عائلية، وواجبات اجتماعية، وأحداث وتحركات متعينة،،،!
وفي الحديث(( فأعط كل ذي حق حقه )) فهل انت ممن يوقرها ويهتم بها،،،! او ان ثمة تجارة وبيع قد سلبك حتى جعلك تتحجج بمثل ذلك،،! وأين انت من تجار السلف كأبي بكر وعثمان والزبير وابن المبارك،،،.!
لا أظنه يخفى عليك ضخامة أموالهم، وضخامة أثرهم في الاسلام، فكانوا ايجابيين وليسوا سلبيين،،،!!
٥/ الميدان ملئ : يرى بضعة أشخاص مؤثرين، فيدع العمل، ويزهد في الدعوة، ويهمل العمل الخيري المؤسسي،،،! ويتناسى سعة الوطن، وهموم الأمة، واحتياج العامة، وأن البلاغ مسؤولية الجميع، لا سيما من ملك قدرة وتأثيرا،،،!
٦/ الشغل العائلي : يتزوج ولديه ابن او ابنان، فينقطع ويختفي لأشهر طويلات، ويبيت الزواج محبسه الجميل، ومشغله اللصيق،،،! فلا علم يراجعه، او دعوة يلتمسها، او خير يقتفيه،،،!
وإذا ما سئل اعتذر بشغل عائلي،،،!(( شغلتنا أموالنا واهلونا)) سورة الفتح.
٧/ جدولي مزحوم : وذاك الجدول مكون من وظيفة وزوجة وخدمة والدين،،،! وربما معه دكان،ومصلحة،،،، للكثير الأكثر،،،! ومع ذلك يتقمص جلباب السلبية ليقول لرفاق الخير وأحباء العمل،،،،!
لا ألهينك إني عنك مشغول....!
٨/ الوضع كئيب: أحيانا تسود النظرة التشاؤمية، فيعبر بألفاظ غاصة بالحزن والتضايق، وأن آلام الأمة حائلة دون العمل والجد والتأثير،،،! وكأن العلاج عند هؤلاء السلبيين هو التحزن على جنب، والاستخفاء بالدموع المنزلية ، فلنا دنيانا وللدين رب يحميه....!
٩/ الدين دين الله: وكأنه مجرد من العمل والمساءلة، والقيام بواجب الأمانة والعلم، ففي الحديث : (( بلغوا عني ولو آية ))
ومن عوامل نهضة الأمة ودينها هو العمل والإسهام الخيري والدعوي والفكري، على كل المحالات ومن جميع الاسخاص(( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم)) سورة محمد.
١٠/ فلان اقدر مني: على طريقة (( وأخي هارون هو أفصح مني لسانا)) سورة الشعراء. ويضعها في غير موضعها،،،!
فيتقاصر دوره، ويتهم مواهبه، ويعزل شخصيته، ليس صدقا، ولكن لينفك من تبعة العمل، وواجب الوقت ، ومسؤولية التدين والوعي،،! وإذا ما تورط فر وانهزم، ولم ينجز العمل، كما قال المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس عيبا// كنقص القادرين على التمامِ .
فيطبع أخلاقه على الشمس الكسيفة، وليس بطابع بدر التمام،،،!
ويرّحل القضايا لآخرين، ويلقي بالمهام للزملاء، بدعوى الفضل والجودة والإتقان،،،!
ولمعالجة ذلك لابد من التحرر الصادق، والعمل الجاد، والانضواء لقوافل الإيجابية، فهي روح الاسلام، ومزهرة الحياة، والطريق للدار الطيبة، ويتم ذلك بالاعتراف بالخطأ، والصحبة النيرة، والتثقيف الجيد، وخلع القناعات السابقة، وإعادة التأهيل والصياغة،،، والسلام..!
ومضة : السلبية من أسباب ضعف الأمة، وتستشري سريعا...!
د. حمزة بن فايع الفتحي
- التصنيف:
- المصدر: