دعاة الكنيسة وعجائب التضحية

منذ 2015-03-26

عندما أرى أحد الغربيين وقد هجر حياة الرفاهية في دياره، وجاء ليعيش في إفريقيا وأدغالها بعيداً عن الحياة المدنية والراحة، أحس بالغصة؛ لأنني مع الأسف أرى أحفاد حملة الرسالة الإسلامية يتمسكون بزخرف الدنيا، ويرفضون التفرغ لمساعدة إخوانهم.

عندما أرى أحد الغربيين وقد هجر حياة الرفاهية في دياره، وجاء ليعيش في إفريقيا وأدغالها بعيداً عن الحياة المدنية والراحة، أحس بالغصة؛ لأنني مع الأسف أرى أحفاد حملة الرسالة الإسلامية يتمسكون بزخرف الدنيا، ويرفضون التفرغ لمساعدة إخوانهم.

قابلت قسيساً كاثوليكياً من مالطة يعيش في قرية نسبة الإسلام بين سكانها مائة في المائة منذ 30 سنة، بدون كهرباء، ولا ماء، ولا أبسط أساسيات الحياة المعقولة.. البعوض فيها لم أجد مثله في مكان آخر من حيث الحجم وحبه لمص الدماء، سألته عن راتبه فأجاب بابتسامة، وكأنه يقول لي كم تتوقع راتباً لمن يرضى بالبقاء هنا؟

إنه لا يتسلم أي راتب، ولا يأخذ أجازة إلا كل 7 أو 10 سنوات، ليس له طموحات في الدنيا غير خدمة الكنيسة، راض بمعيشته في هذه المنطقة التي يكثر فيها اللصوص المسلحون، ولا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، أصيب بالملاريا مئات المرات.. وأقرب مكان يحصل فيه على حبة أسبرين يبعد عنه عدة ساعات بالسيارة، ورغم هذا هو سعيد بحياته، التقيت بالمئات من مثله من الغربيين ولكن يندر أن أقابل مسلماً عربياً واحداً في مثل هذه الأماكن، أين أنتم أيها العرب المسلمون؟

التقيت بمجموعة من القساوسة الغربيين البروتستانت مع عائلاتهم يعيشون في قرى مسلمة نائية في وسط كينيا داخل حاويات لنقل البضائع لأن الأهالي رفضوا السماح لهم ببناء منازل لهم بل رفضوا بناء مستشفى أو مدرسة.

أخبرني قس أمريكي أنه يذهب بالسيارة كل أسبوع مسافة خمس ساعات مع أهله لكي يغتسلوا فالماء نادر جداً في هذه القرية ورغم هذا فإنه عاش عدة سنوات وسط الأهالي رغم أنهم يرفضونه.

عبد الرحمن السميط

فارس العمل الخيري في قارة أفريقيا، وهو رئيس جمعية العون المباشر (الكويت)

  • 5
  • 0
  • 3,080

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً