شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم - (20) هديه صلى الله عليه وسلم في العبادة
يقول تعالى في محكم آي القرآن: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، فالكون كله يعبد الله ويسبح بحمده، فمن حُرم تلك الغاية العظيمة فقد صار كالأنعام -البهائم- بل أضل، وذلك لقوله تعالى: {أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف من الآية:179]، وذلك لأنهم غفلوا عن عبادة الله وطاعته، وخير من عبد الله تعالى حق العبادة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، بالرغم من أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولدينا من الأحاديث النبوية ما نهتدي به في ذلك، فلنتعرف على هديه صلوات ربي عليه في أمور العبادة ولنتبعه خيرًا لنا دنيا وآخرة..
يقول تعالى في محكم آي القرآن: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، فالكون كله يعبد الله ويسبح بحمده، فمن حُرم تلك الغاية العظيمة فقد صار كالأنعام -البهائم- بل أضل، وذلك لقوله تعالى: {أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف من الآية:179]، وذلك لأنهم غفلوا عن عبادة الله وطاعته، وخير من عبد الله تعالى حق العبادة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، بالرغم من أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولدينا من الأحاديث النبوية ما نهتدي به في ذلك، فلنتعرف على هديه صلوات ربي عليه في أمور العبادة ولنتبعه خيرًا لنا دنيا وآخرة..
* من كتاب الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله (باب عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم):
- حدثنا قتيبة بن سعيد، وبشر بن معاذ، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن زياد بن علاقة، عن المغيرة بن شعبة، قال: « »، فقيل له: "أتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: « » (الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله).
يقول ابن بطال في شرح هذا الحديث: "في هذا الحديث أخْذ الإنسان على نفسه بالشدة في العبادة وإن أضر ذلك ببدنه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم إذا فعل ذلك مع علمه بما سبق له فكيف بمن لم يعلم بذلك؟! فضلاً عمن لم يأمن من أنه استحق النار" (انتهى، من كتاب تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي).
- حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن، عن مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس، أنه أخبره: "أنه بات عند ميمونة وهي خالته، قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، « »، قال عبد الله بن عباس: فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم، « »، قال معن: ست مرات ثم « »" (الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله).
هذا الحديث يظهر هديه صلوات ربي عليه في صلاة الليل وفيه عدة أمور يستفاد منها:
1- عند الاستيقاظ من النوم استحباب قراءة تلك الآيات.
2- صلاة الليل تستحب بعد منتصف الليل وتكون ركتين ركعتين ثم تختم بالوتر.
3- في الحديث دليل على وجوب حسن الوضوء للمرء.
4- وفيه دليل على أن صلاة النافلة يمكن أن تؤدى في جماعة لفعل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
- حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة: « » (الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله)، "والحديث دليل على استحباب المحافظة على الأوراد وأنها إذا فاتت تقضى" (من كتاب تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي).
- حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة، رجل من الأنصار، عن رجل من بني عبس، عن حذيفة بن اليمان: "أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، قال: فلما دخل في الصلاة، قال: « »" (الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله).
هذا الحديث يرشدنا إلى استحباب الاستفتاح بالدعاء في الصلاة، وقد وردت أحاديث عدة تحوي صيغ كثيرة لدعاء استفتاح الصلاة، منها على سبيل المثال، حديث علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: «صحيح مسلم:771).
» (ومن والأمور المستفادة من حديث حذيفة: "..وفيه استحباب القراءة بترسل لكل قارئ في الصلاة وغيرها، والتسبيح إذا مر بآية تسبيح، والاستعاذة إذا مر بتعوذ، والسؤال إذا مر بسؤال، قال النووي: ومذهبنا استحباب ذلك للإمام والمأموم والمنفرد، وفيه استحباب (سبحان ربي العظيم) في الركوع، (وسبحان ربي الأعلى) في السجود، وهو مذهبنا ومذهب أبي حنيفة والكوفيين وأحمد والجمهور وفيه دليل لجواز تطويل الاعتدال، وفيه استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل" (كتاب فتح المنعم، الجزء الثالث، ص:567).
* ومن الأحاديث الدالة على السنن المؤكدة القبلية والبعدية التي كان يصليها الرسول صلى الله عليه وسلم:
- حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، قال: حدثنا بشر بن المفضل، عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، قال: "سألت عائشة عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: « »" (الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله).
- حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عاصم بن ضمرة يقول: سألنا عليًا، عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهار، فقال: "إنكم لا تطيقون ذلك، قال: فقلنا: من أطاق ذلك منا صلى، فقال: كان إذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ههنا عند العصر « » وإذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا عند الظهر « »" (الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله).
وفي شرح هذا الحديث جاء في تحفة الأحوازي للمباركفوري: "...(إذا كانت الشمس من ها هنا) يعني من قبل المشرق (كهيئتها من ها هنا) يعني من قبل المغرب كما في رواية ابن ماجه (عند العصر صلى ركعتين) والحاصل أنه إذا ارتفعت الشمس من جانب المشرق مقدار ارتفاعها من جانب المغرب وقت العصر صلى ركعتين وهي صلاة الضحى، وقيل: هي صلاة الإشراق، واستدل به لأبي حنيفة على أن وقت العصر بعد المثلين.. قلت: إن كان المراد من صلاة الإشراق الصلاة التي كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم بعدما طلعت الشمس فظاهر أن هذه الصلاة غير صلاة الإشراق، وإن كان المراد من صلاة الإشراق غيرها فلا يصح الاستدلال فتفكر..
وقد سمى صاحب إنجاح الحاجة هذه الصلاة الضحوة الصغرى والصلاة الثانية الآتية في الحديث الضحوة الكبرى، حيث قال: هذه الصلاة هي الضحوة الصغرى وهو وقت الإشراق، وهذا الوقت هو أوسط وقت الإشراق وأعلاها، وأما دخول وقته فبعد طلوع الشمس وارتفاعها مقدار رمح أو رمحين حين تصير الشمس بازغة ويزول وقت الكراهة، وأما الصلاة الثانية فهي الضحوة الكبرى" (انتهى من كتاب تحفة الأحوازي، ص:173).
ذلك كان بعض هديه صلى الله عليه وسلم في العبادة فلنتبعه لعلنا نهتدي..
- التصنيف: