أيام رمضان في المعتقلات السياسية

منذ 2015-04-09

كان كل معتقلي سجن العقرب وقتها محبوسين حبسًا انفراديًا (السجن به 320 زنزانة كلها انفرادية)، وكانت الكتب وأغلب الأغطية والملابس ممنوعة، وكان التعذيب يتم على فترات متباعدة، وكان مع كل منا مصحفه مما أعطاني الأمل أنني سيكون لدي فرصة كبيرة في تلاوة القرآن وختمه ختمات كثيرة، والإكثار من قيام الليل والذكر والدعاء..

ترددت كثيرًا في كتابة حكاياتي مع أيام رمضان.. لسبب بسيط هو أنني عندما بلغ عمري 42 عامًا كنت قد قضيت أكثر من 42% منه في المعتقلات السياسية، حيث اعتقلت منذ تولي حسني مبارك الحكم عام 1981 وحتى 2007 ست مرات قضيت فيها فترات اعتقال سياسي متفاوتة دون محاكمة، كان أقصرها وقتًا 3 أسابيع وأطولها وقتًا 14عامًا ونصف العام، وبالتالي فالـ 18 عامًا التي قضيتها في المعتقل سمحت لي بقضاء رمضان في العديد من السجون المنتشرة في ربوع مصر من أول سجون طرة وعلى رأسها سجن (العقرب) طبعًا وحتى سجون الواحات في قلب صحراء واحة الخارجة، والمعروف باسم سجن الوادي الجديد.

عندما يقترب رمضان نتمنى أن تتاح لنا فرصة أن ننشط فيه في العبادة، وخاصة في مجال قيام الليل بالتهجد وتلاوة القرآن والدعاء، ودراسة كتب تفسير القرآن، لكن عندما يدخل رمضان وأجد نفسي في المعتقل فإن كل الحسابات تختل، فالكتب تحرم علينا في أغلب الأحوال، فلا كتب تفسير ولا غيرها، وقد نتعرض للتعذيب والاستجواب تحت صعقات الكهرباء وصفعات وركلات ضباط مباحث أمن الدولة في ليالي الشهر الكريم، وهذا ما حدث لي في رمضان (عام 1987) وكنت معتقلاً في سجن استقبال طرة حينئذ، وكان التعذيب يتم في مبنى بمعهد أمناء الشرطة المقابل للسجن..

كما كان هناك لون آخر من أيام رمضان قضيتها في سجن العقرب، ففي سنة 1994 قضيت رمضان كاملاً هناك، كما قضيت العشرين يومًا الأولى من رمضان في السنة التالية أيضًا بالعقرب، وكان كل معتقلي سجن العقرب وقتها محبوسين حبسًا انفراديًا (السجن به 320 زنزانة كلها انفرادية)، وكانت الكتب وأغلب الأغطية والملابس ممنوعة، وكان التعذيب يتم على فترات متباعدة، وكان مع كل منا مصحفه مما أعطاني الأمل أنني سيكون لدي فرصة كبيرة في تلاوة القرآن وختمه ختمات كثيرة، والإكثار من قيام الليل والذكر والدعاء..

لكنني لا أذكر الآن هل فعلت ذلك فعلاً أم لم أتمكن من فعله، وكل الذي أتذكره أن أغلب المعتقلين بالسجن أضربوا عن الطعام في محاولة منا للضغط على وزارة الداخلية لتحسين المعاملة، والسماح لنا برؤية أسرنا والاتصال بهم، والسماح لنا بشراء طعام من أموالنا الخاصة، لأن طعام السجن كان رديئًا وقليلاً، وكذلك إتاحة العلاج للمرضى منا، وطبعًا لم تستجب وزارة الداخلية لأي من طلباتنا رغم استمرار الإضراب 50 يومًا متواصلة..

وفي رمضان التالي قضيت عشرين يومًا الأولى منه في (العقرب) أيضًا، ولا أذكر ماذا فعلت فيه من العبادة، لكني أذكر أن صحتي أنا وأغلب المعتقلين كانت قد تدهورت، لأننا كان قد مضى 15 شهرًا على منعنا من رؤية أسرنا، وفرض سياسة التجويع والمنع من العلاج علينا، كما كان رمضان حينها في شهر فبراير حيث كان الجو باردًا ويزيده برودة حالة الجوع والعري التي كنا فيها، حيث كانوا سلبونا ملابسنا وأغطيتنا وأعطونا بجامة واحدة خفيفة مصنوعة من الخيش، بدعوى أن هذه هي قوانين السجن! كما لم يسمحوا لنا بحيازة ملابس داخلية.. رمضان هذا كان عنوانه (البرد والجوع)، ثم جاءنا (الخوف) عندما نقلونا مساء يوم 20رمضان (وافق 20 فبراير 1995) لسجن الواحات، وهذه حكاية أخرى دامية لا يمكنني حكايتها الآن.

كتبت هذا الموضوع لجريدة اليوم السابع ونشر في عدد 16 أغسطس 2012

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

عبد المنعم منيب

صحفي و كاتب إسلامي مصري

  • 2
  • 0
  • 2,807
  • ابراهيم ندخوشي الاقايغاني

      منذ
    جامعة المدينة العالمية http://www.mediu.edu.my/ar/ عمادة الدراسات العليا http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=156 تعد عمادة الدراسات العليا بجامعة المدينة العالمية من الجهات الأكاديمية الرئيسة فيها والتي تشرف على الجهات الأكاديمية البحثية في الجامعة كلها: - كلية العلوم الإسلامية.http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=158 - كلية اللغات.http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=160 - كلية التربية.http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=166 - كلية الحاسب الآلي وتقنية المعلومات.http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=162 - كلية العلوم المالية والإدارية.http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=164 - كلية الهندسة.http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=17402 - مركز اللغات.http://www.mediu.edu.my/ar/?page_id=168 الرؤية: تهدف عمادة الدراسات العليا إلى تنظيم البحث الأكاديمي لجعل الجامعاتالتي نتعامل معها تكون بحثية من الطراز الأول على مستوى العالم، وذلك لانتهاجها سياسات تطويرية غير تقليدية. الرسالة: تهدف إلىالتطوير السليم بدرجة من التخصص والاحترافية تؤدي بدورها إلى تطوير وتنمية المعرفة وإعداد الطلاب على الوجه الأكمل؛ليكونوا باحثين في شتى مناحي المعرفة والمجالات الفكرية. تقوم الدراسات العليا بوضع اللوائح المنظمة للعمل البحثي الأكاديمي في الجامعة بمستوى عالٍ من الجدية والعلمية كالتالي: - اقتراح السياسة العامة للدراسات العليا أو تعديلها، وتنسيقها، وتنفيذها بعد إقرارها. - اقتراح اللوائح الداخلية بالتنسيق مع الكليات فيما يتعلق بتنظيم الدراسات العليا. - اقتراح أسس القبول للدراسات العليا وتنفيذها والإشراف عليها. - التوصية بإجازة البرامج المستحدثة بعد دراستها والتنسيق بينها وبين البرامج القائمة. - التوصية بالموافقة على المواد الدراسية للدراسات العليا وما يطرأ عليها أو على البرامج من تعديل أو تبديل. - التوصية بمسميات الشهادات العليا، والرفع بها للمجلس الأكاديمي. - التوصية بمنح الدرجات العلمية. وتقدم عمادة الدراسات العليا: خدمات جليلة للدارسين في كافة البرامج البحثية مراعاة لرغبات الدراسين والباحثين،كالتالي: أولاً: نظام الدراسة بطريقة البحث هيكل ( أ ): حيث يقوم الطالب بإعداد الرسالة أو الأطروحة تحت إشراف أستاذ من الكادر الأكاديمي لإحراز متطلبات التخرج فضلًا عن المتطلبات الأخرى من الكلية المعنية. ثانيًا: نظام الدراسة بطريقة المواد الدراسية والبحث ويرمز لها برمز (ب). ثالثا: الدراسة بالمواد مع مشروع بحثي قصير ويعرف بهيكل (ج). مستوى الخدمة التي تقدم للطالب ورضاؤه عنها: تسعى العمادة في تقديم أساليب مبتكرة لبرامج الرسائل العلمية عن بعد تسهيلًا على الطلاب؛ بحيث يدرس الطالب ويكتب بحثه من منزله، ويشرف عليه الأستاذ الجامعي ويناقش كذلك عبر وسائل الاتصال الإلكترونية، إلى أن تصل له وثيقة التخرج بخدمة رفيعة المستوى. تشرف عمادة الدراسات العليا على توفير خدمة رفيعة المستوى تكاد تنفرد بها جامعة المدينة العالمية،وهي بنك الموضوعات للرسائل العلمية؛ حيث يمتلك البنك أكثر من أربعة آلاف موضوع يصلح للبحث، ولم تدرس قبل ذلك؛ لتيسير السبيل أمام الطالب لإيجاد موضوع الدراسة الملائم لميوله العلمية دون عناء. أهمية الأبحاث المطروحة: تعد أبحاث جامعة المدينة من أرقى الأبحاث علمًا وأصالة وتجتهد العمادة في وضع السبل العلمية الدقيقة لضمان أصالة البحث العلمي وجودته. - خارطة طريق العمل: تأمل عمادة الدراسات العليا إلى آفاق أرحب وطموحات لاحدود لها في تقديم خدمة ممتازة لطلاب العلم الشرعي واللغوي والعلمي والبحثي بصفة عامة؛ لتجعل جميع الجامعاتوالمؤسسات العليمة التي نتعامل معها في مصاف جامعات العالم المتقدم،وقد خطونا خطوات واسعة، ويبقى الأمل ينير لنا طريق المستقبل، ونراه قريبًا بإذن الله. وما زال العطاء مستمرًّا ............... مع تحيات/ جامعة المدينة العالمية http://www.mediu.edu.my/ar/

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً