ثم إليه تُرجَعون

منذ 2015-04-14

لكل من سيتبرأ من عملنا لإرضائه يوم القيامة، عملنا لكل هؤلاء ولم نعمل لله الواحد القهار الذي طالما حذرنا ونبهنا أنه لا يوجد إلا هو من يصدق عليه الحقيقة اليقينية: "ثم إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ".

تتقاذفنا أمواج الحياة العاتية.. فنعمل ونسعى كي نُرضي فلانًا وفلانًا، رؤساءنا وقادتنا وذوينا من زوجٍ ووَلَد، فضلاً عن رغباتنا وشهواتنا ومطامعنا، نرضي كل هؤلاء على حساب إرضائنا لخالقنا الله تعالى، ثم بعد سَكرةٍ.. بل غيبوبةٍ تمتد بنا سنوات أو عقود تأتي الحقيقة إلينا جلية، فنراها ببصرٍ حديد لنعلم أن وعد الله حق وأن كلامه صدق..

{إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [العنكبوت:17].

{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص:88].
ندرك حينها أننا عملنا لكل ما نحن مفارقوه، وكل ما هو ليس بنافعنا لا في الدنيا ولا في الآخرة! لكل من سيتبرأ من عملنا لإرضائه يوم القيامة، عملنا لكل هؤلاء ولم نعمل لله الواحد القهار الذي طالما حذرنا ونبهنا أنه لا يوجد إلا هو من يصدق عليه الحقيقة اليقينية: "ثم إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ".

حينها قد يفهم معظمنا لأول مرة أننا ما فهمنا التوحيد قَط حقًا، ولا فهمنا الآخرة قَط حقًا..

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 0
  • 0
  • 2,483

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً