من أمارات التوفيق
من الحرمان أن تجد جمهرة اﻹخوة ساهرين ﻷوقات متأخرة -هي خير أوقات اليوم-، التي ينزل الله فيها إلى سماء الدنيا، فينادي على السائلين والتائبين والمستغفرين، فلا ينتصبوا لمناجاة الله، ولا يلتحقوا بركب القائمين بينما هم في أحاديث تافهة، لا تثقل ميزانًا، ولا تزكي وجدانًا، ولا ترفع إيمانًا!
يصعب على البعض منا قيام الليل ويعدها العبادة المستحيلة خارج رمضان!
ولتدرك -أخي- أن القضية توفيق واختيار إلهي في المقام اﻷول، فلتعلم أن وقت قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء لا كما ينصرف إليه ذهنك، أنه منتصف الليل أو ثلث الليل اﻵخر مما يتطلب قيامًا من بعد نيام! بل وذهب بعض أهل العلم أنه يبدأ من بعد المغرب؛ لكون الليل يبدأ من المغرب، وحملوا كثرة تنفل بعض السلف في هذا الوقت الضيق على هذا المعنى -قيام الليل-.
نخلص من ذلك أن الفرصة سانحة لنيل حظ من قيام الليل ولو بعشر آيات؛ كي لا تكتب من الغافلين، كما ورد الحديث بذلك.. بقيت اﻹرادة للمداومة على ركعتين بعد العشاء وبعشر آيات أيعجز عن ذلك أحد إلا محروم؟!
ومن العجيب حقًا! بل من الحرمان أن تجد جمهرة اﻹخوة ساهرين ﻷوقات متأخرة -هي خير أوقات اليوم-، التي ينزل الله فيها إلى سماء الدنيا، فينادي على السائلين والتائبين والمستغفرين، فلا ينتصبوا لمناجاة الله، ولا يلتحقوا بركب القائمين بينما هم في أحاديث تافهة، لا تثقل ميزانًا، ولا تزكي وجدانًا، ولا ترفع إيمانًا! تذكرت ابن القيم رحمه الله وهو يقول: "إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيما أقامك".
- التصنيف: