شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم - (25) ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم

منذ 2015-04-18

الميراث هو ما يتركه الإنسان لأهله بعد مماته، غنيًا كان أو فقيرًا، ولا يشترط أن يكون الميراث دائمًا مرتبط بالمال، فقد يكون الإرث عبارة عن علمٍ نافع يتركه لمن بعده، وقد يكون أعمالاً صالحة تبيض بها الوجوه ويحفظ الله الورثة بها فكما قال تعالى في قصة الغلامين: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا..}، فصلاح الإنسان سبب لحفظ الأبناء، وقد يكون الإرث مشاين ومعايب تُثقل كاهله في الآخرة وكاهل من تركهم بعده يتوارون من الناس من سوء ما ورثوه من فعال، وخير الإرث كتاب الله وسنة رسوله صلوات ربي عليه..

الميراث هو ما يتركه الإنسان لأهله بعد مماته، غنيًا كان أو فقيرًا، ولا يشترط أن يكون الميراث دائمًا مرتبط بالمال، فقد يكون الإرث عبارة عن علمٍ نافع يتركه لمن بعده، وقد يكون أعمالاً صالحة تبيض بها الوجوه، ويحفظ الله الورثة بها فكما قال تعالى في قصة الغلامين: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا..} [الكهف من الآية:82]، فصلاح الإنسان سبب لحفظ الأبناء، وقد يكون الإرث مشاين ومعايب تُثقل كاهله في الآخرة وكاهل من تركهم بعده يتوارون من الناس من سوء ما ورثوه من فعال، وخير الإرث كتاب الله وسنة رسوله صلوات ربي عليه، هذا هو الميراث الحقيقي الذي تركه لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم..

وعن ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَخِي جُوَيْرِيَةَ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: «مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا سِلاحَهُ، وَبَغْلَتَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً» (الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله).

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لا يَقْسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمُؤْنَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ» (الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله).

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، أَنَّ الْعَبَّاسَ، وَعَلِيًّا، جَاءَا إِلَى عُمَرَ يَخْتَصِمَانِ، يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَنْتَ كَذَا، أَنْتَ كَذَا، فَقَالَ عُمَرُ، لِطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدٍ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَسَمِعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «كُلُّ مَالِ نَبِيٍّ صَدَقَةٌ، إِلا مَا أَطْعَمَهُ، إِنَّا لا نُورَثُ؟» (الشمائل المحمدية للترمذي رحمه الله).

وجميع الأحاديث تظهر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه لا يُورث وكذا الأنبياء، فأي شيء تركه بعد نفقة زوجاته ومؤنة عامله فهو صدقة، والمتتبع لشمائل الرسول صلى الله عليه وسلم سيجد أنه صلوات ربي عليه كان يتصدق بكل ما عنده، حتى أنه كانت تمر عليه الأيام والليال والشهور دون أن يوقد في بيته نار، ولا يسد جوعه إلا الأسودان (الماء والتمر)، فقد أرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق، ولذا كان ميراثه لأهله والبشرية جمعاء كتاب الله تعالى وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلينظر كلٌ منا إلى ما يُورث بعده إن خيرًا فخير.. وإن شرًا فشر، ولينظر كل حاكم ولي من أمور المسلمين شيء إلى سيرته وفعاله حال حياته، وماذا سيترك بعد مماته.. فالكل ميت لا محالة ونرد إلى عالم الغيب والشهادة.

إلى هنا تنتهي تلك السلسلة المختصرة عن شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، أسأل العلي القدير أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم وأن ينفع بها.. وأن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يختم لنا بالصالحات..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أم سارة

كاتبة إسلامية من فريق عمل موقع طريق الإسلام

  • 19
  • 3
  • 64,941
المقال السابق
(24) رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم
 

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً