شؤم المُقام بين ظهراني الكافرين والظالمين!
كلُّ من سكن أرضًا يعلوها الكفر والردَّة، أو الظلم والقَهر.. فقد شُرعَت له الهجرةُ من مثل هذه الديار! لئلَّا يُصيبه من شؤم عاقبتهم ما يُصيبهم!
في قوله تعالى: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ} [النساء من الآية:140].
قال ابن حجر رحمه الله –نقلًا-: "ويُستفاد من هذا.. مشروعيةُ الهَرب من الكفار ومن الظلمة؛ لأن الإقامة معهم من إلقاء النفس إلى التهلكة! هذا إذا لم يُعِنهم، ولم يَرض بأفعالهم، فإن أعان، أو رضي فهو منهم" (انظر: فتح الباري).
قلتُ: فكلُّ من سكن أرضًا يعلوها الكفر والردَّة، أو الظلم والقَهر.. فقد شُرعَت له الهجرةُ من مثل هذه الديار!
لئلَّا يُصيبه من شؤم عاقبتهم ما يُصيبهم! كما ثبت في غير آيةٍ وحديث!
ومنه قوله عليه السلام كما في الصحيحين: « ». وهذا في حقّ مَن لم يُعِن الكافرين والظالمين ولم يَرض فعلَهم، أمَّا مَن رضِي وأعان وأيَّد ونصر، فهو منهم ولا كرامة!
نقل ابن حجر مُعقِّبًا على هذا الحديث، فقال:
"وفي الحديث تحذيرٌ وتخويفٌ عظيم لمن سكَت عن النَّهي، فكيف بمَن داهَن؟ فكيف بمَن رضي؟ فكيف بمَن عاوَن؟ نسأل الله السلامة".