التمر
للتمر قيمة غذائية عظيمة، وهو مقوٍ للعضلات والأعصاب، وإذا أضيف إليه الحليب كان من أصلح الأغذية وخاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفًا، والتمر سهل الهضم سريع التأثير في تنشيط الجسم، ويدر البول وينظف الكبد ويغسل الكلى، ومنقوعه يفيد ضد السعال والتهاب القصبات والبلغم، وأليافه تكافح الإمساك، وأملاحه المعدنية القلوية تعدل حموضة الدم التي تسبب حصيات الكلى والمرارة والنقرس والبواسير وارتفاع ضغط الدم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم..
أخواتي المسلمات مما لا شك فيه أن كلنا يعرف أن للتمر والرطب فوائد عظيمة، ويكفي لهذه الفوائد شرفًا ذكرها في القرآن الكريم قال تعالى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [مريم:25].
فما هي فوائد التمر العامه وللمرأة الحامل خاصة؟
للتمر قيمة غذائية عظيمة، وهو مقوٍ للعضلات والأعصاب، وإذا أضيف إليه الحليب كان من أصلح الأغذية وخاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفًا.
والتمر سهل الهضم سريع التأثير في تنشيط الجسم، ويدر البول وينظف الكبد ويغسل الكلى، ومنقوعه يفيد ضد السعال والتهاب القصبات والبلغم، وأليافه تكافح الإمساك، وأملاحه المعدنية القلوية تعدل حموضة الدم التي تسبب حصيات الكلى والمرارة والنقرس والبواسير وارتفاع ضغط الدم..
أما فيتامين (أ) الذي يحتويه التمر فهو يساعد على النمو ويقي من العشا (عمى الليل) ويساعد الجلد والأغشية الناعمة الرطبة التي تبطن الأنف والحلق على أن تظل سليمة.
والفيتامين (ب) في التمر يحافظ على سلامة الجهاز العصبي، ويقي من توتر الأعصاب وانسداد الشهية، أما فوائد التمر للمرأه الحامل فهناك عدة دراسات علميه تثبت فوائد التمر قبل الولادة مباشرةً وبعد الولادة، ففي التمر مادتان تحتاجهما المرأة الحامل أثناء الوضْع، والمرأة المرضع أثناء الإرضاع، وفي ما يلي تفصيل عن ذلك:
- الأمر الأوَّل: يتعلَّق باحتواء التمر على مادة مليِّنة ومنظِّفة للأمعاء، ولا سيَّما الغليظة، وهذه المادة تُعين على انزلاق بقايا الطعام في الأمعاء، وفي حالة المرأة الحامل فإن هذا يُساعدها على أن تكون أمعاؤُها خاليةً من كلِّ شيءٍ، لئلاَّ يُعيق امتلاء الأمعاء خروج الجنين من الرَّحم.
- أما الأمر الثاني: فيتعلَّق بوجود مادة في التمر تشبه هرمون الأُوكْسِيتُوسين (L'ocytocine) من حيث تأثيرها، ويتمُّ إنتاج هذا الهرمون من قِبل المنطقة تحت السريرية، ويخزَّن في الغدة النخامية الخلفية، وفي نفس الوقت تقوم الإسْتروجِينَات (Les œstrogènes) التي تفرزها المشيمة بزيادة قدرة ما تحت المهاد على صنع هرمون الأُوكْسِيتُوسين، كما تعمل على مضاعفة حجم الغدة النخامية وزيادة قدرتها على تخزينه، بل إنها تزيد من مستقبلاته، وما إن يبدأ المخاض حتى يُفرز هذا الهرمون من مخازنه ويتَّحد مع مستقبلاته، فتبدأ التقلُّصات العضلية بشكل تدريجي، فيتوسَّع الرَّحم وتحدث الولادة.
ويتابع هرمون الأُوكْسِيتُوسين تأثيره بعد الولادة بحيث يُعين على انقباض الألياف العضلية للرَّحمِ بعد نزفه، فمعلوم أن رحم المرأة الحامل يزيد حجمه عمَّ كان عليه قبل الحمل، إذ ينتقل من اثنين ونصف سنتيمترٍ مكعَّبٍ، إلى سبعمائة وخمسين سنتيمترًا مكعَّبًا، وحين ينزل الجنين من رحم الأم أثناء الولادة تتْبعه المشيمة الموصولةُ بأوعية الأم الدموية، فتتقطَّع هذه الأوعيةُ وتُفتح، ولو بقيتْ هذه الأوعية مفتوحةً لنزفت الأمُّ وماتتْ، ويعمل هذا الهرمون على التقليل من الشعور بالألم عند الولادة، كما أن قلة هذا الهرمون تؤدي إلى ارتخاء الرَّحم والنزيف أيضًا.
* والتمر يخفض ضغط الدم عند الحامل لمدة بسيطة، ثم يعود لطبيعته وذلك ليقلل كمية نزف الدم.
وبعد هذه الجولة الطبية، حريٌّ بك يا أختاه أن تتناولي التمر حال وضعك ونفاسك، لما يحتويه من فوائد جمة، ولنا في قصة مريم البتول عبرة، يقول عز وجل: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا . فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا . وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا . فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا} [مريم:23-26].
لقد أمر الله تعالى في هذه الآيات السيِّدة مريم أن تأكل من الرُّطب، وقد أورد ابن كثير أثناء تفسيره للآية الكريمة قول عمرو بن ميمون: "ما من شيء خيرٌ للنُّفَساء من التمر والرُّطب"، فسبحان الله!
ولقد أورد القرطبي ما يؤكد هذا المعني حيث قال نقلاً عن الربيع بن خيثم: "ما للنفساء عندي خير من الرطب لهذه الآية ولو علم الله شيئًا هو أفضل من الرطب للنفساء لأطعمه مريم. ولذلك قالوا: التمر عادة للنفساء من ذلك الوقت وكذلك التحنيك وقيل: إذا عسر ولادها لم يكن لها خير من الرطب".
أيضًا هناك بعض الأحاديث التي ذكرها ابن حجر في فتح الباري. في باب الرطب والتمر تعليقًا علي قول الله تعالى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}. فقال ابن حجر: روى عبد بن حميد من طريق شقيق بن سلمة قال: "لو علم الله أن شيئًا للنفساء خير من الرطب لأمر مريم به"، ومن طريق عمرو بن ميمون قال: "ليس للنفساء خير من الرطب أو التمر"، ثم قال: "أسانيدها صحيحة".
وهناك مقالة علمية في شأن الرطب والحوامل. هذه المقالة تقارن بين تأثير الرطب وتأثير هرمون الأوكسيتوسين علي نزيف ما بعد الولادة (وليس قبل الولادة). وكانت المقالة بعنوان: (Comparing the Efficacy of Dates and Oxytocin in the Management of Postpartum Hemorrhage).
وقد استند كاتب المقال في إجراء هذا البحث علي معرفتهم بأن السيدة مريم استخدمت الرطب بعد الولادة. وجاءت نتيجة هذا البحث لتؤكد على الإعجاز العلمي في استخدام الرطب بعد الولادة وعلى أهميته للنفساء. حيث كانت نتائج الرطب في وقف نزيف ما بعد الولادة أحسن من نتائج هرمون الأوكسيتوسين.
وما وصل إليه هذا البحث في عام 2007م. سجله القرآن منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان حين نصح الله السيدة مريم بأكل الرطب دون سائر الفاكهة، وهذا ويجب مراعاه الحالات الصحيه التي يمنع فيها تناول التمر كمرضى السكر ومرضى الوزن الزائد فيما يعرف بالسمنه المفرطه وغيرها.
هذا والله اعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة للدكتور (محمد راتب النابلسي).
إسلام ويب مركز الفتوي
Medical Journal
- التصنيف: