ما هكذا يا أهل فلسطين تُسترد الأوطان!

منذ 2015-05-10

عذرًا يا أقصى فأحفاد عمر وخالد وسعد ونور الدين وصلاح الدين وقطز، منشغلون بالطرب على بعد أمتار من مسرى النبي عليه الصلاة والسلام وهو أسير تحت ذل الاحتلال! والله إن هذه الحشود التي خرجت لا لأداء فريضة أو طاعة، بل استجابة لأوامر شياطين الإنس قبل الجن، يؤخر الله بسببها النصر ويُنَزِّل علينا مقته وغضبه

كم تألمت بالأمس عندما شاهدت الشباب الفلسطيني في مدينة رام الله، في مقتبل الأعمار وكلهم نشاط وحيوية فرحين مسرورين، يتدافعون ويتقاتلون بحشود منقطعة النظير وكأنه مشهد الحشر يوم القيامة، لحضور حفل مطرب فلسطيني أشغل الناس وأفسد عليهم دينهم!

والله إن القلب ليعتصر ألمًا وحزنًا وكمدًا وحسرة على حال الأمة عامة والفلسطينيين خاصة!
أبمثل هؤلاء سيتحرر المسجد الأقصى من براثن اليهود الغاصبين؟!
أم بهؤلاء سننصر أهلنا المستضعفين في سوريا والعراق وبورما ومالي وأفغانستان، وغيرها من بلاد المسلمين المنكوبة؟!

عذرًا يا أقصى فأحفاد عمر وخالد وسعد ونور الدين وصلاح الدين وقطز، منشغلون بالطرب على بعد أمتار من مسرى النبي عليه الصلاة والسلام وهو أسير تحت ذل الاحتلال!

والله إن هذه الحشود التي خرجت لا لأداء فريضة أو طاعة، بل استجابة لأوامر شياطين الإنس قبل الجن، يؤخر الله بسببها النصر ويُنَزِّل علينا مقته وغضبه، لأنه وجدهم حيث نهاهم وافتقدهم حيث أمرهم! كم ستمتلئ قلوب أحفاد القردة والخنازيز سعادة وسرورًا تلك اللحظات التاريخية بالنسبة لهم؟! عندما يشاهدوا شباب فلسطين يتهافتون على الرذيلة ويتمايلون طربًا، والمسجد الأقصى أسير ومغتصب بقربهم!

فهل بعد ذلك يلام اليهود بحفرياتهم لهدم الأقصى؟! أم يعاتبوا لاستمرار بناء المغتصبات؟! أم بهذا الطرب سنواجه مشاريع التهويد التي يتسابقون فيها مع الزمن؟! أم بأمثال عساف والمنشغلين به سنسترد مقدساتنا ونعيد لأمتنا مجدها ومكانتها؟!

بعد حرق المسجد الأقصى عام 1969 سُئلت غولدا مائير (رئيسة وزراء الكيان الصهيوني آنذاك) عن أصعب يوم وأسعد يوم في حياتها، فأجابت بأنه: "يوم أحرق المسجد الأقصى"، ثم قالت: "في البداية اعتقدت أننا نواجه آخر يوم في دولة إسرائيل، ولكن عندما رأيت رد فعل المسلمين فهمت بأن إسرائيل آمنة في العالم العربي"!

وعندما سأل أحد الصحفيين اليهود موشي ديان وزير الحرب الصهيوني حينها: "أن المسلمين يعتقدون في كتابهم القرآن أنهم سيدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة فما رأيكم؟".
كان الجواب: "لا تقلق يا عزيزي فليس هذا هو الجيل الذي سيقوم بذلك"،
فسأله الصحفي قلقًا: "فمتى سيحدث ذلك إذًا؟"
فأجاب ديان: "سيحدث ذلك إذا رأيت عدد المصلين في صلاة الفجر يساوي عدد المصلين في صلاة الجمعة"!

يقول ربنا سبحانه {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [محمد من الآية:38]، فكم يود الأعداء أن نكفر ككفرهم ونفجُر كفجورهم ونطرب كطربهم، ونقع في جميع المعاصي والآثام والموبقات مثلهم، عندها سيفصل بيننا عامل القوة والأسباب المادية.

عندما جاء عدد من العلماء -ليسوا مطربين ولا فنانين ولا رياضيين- علماء أفاضل إلى نور الدين زنكي، فقالوا: "جئنا نروي عنك بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا مسلسلاً، قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم، فتبسم نروه عنك". فالتفت إليهم نور الدين والهم يعصر فؤاده وهو يقول: "كيف ابتسم والمسجد الأقصى راسف في قيود الذل والهوان، تحت سنابك خيل الأعداء؟".

للنصر والتمكين والرفعة والعزة والرقي والغلبة والتقدم والنهوض أسباب ومقدمات، كما أن للخذلان والانهزامية والضعف والتبعية والذل والهوان أسباب ومقدمات، فأمة تعيش في نفاق اجتماعي وفصام نكد؛ خذلت دينها وتركت قرآنها وزهدت في سنة نبيها، وعظّمت المطربين والمطربات والفنانين والفنانات والرياضيين والفاجرات؛ والله وبالله وتالله لن يشرفها الله بتحرير الأقصى وسيلعنها الأجيال والتاريخ.

ذنب واحد في أحد قلب النصر إلى هزيمة! فكيف يأتي النصر لأمة هذا حالها؟!
لكن عزائنا {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [النساء من الآية:89].

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم ربنا أصلح أحوال المسلمين ونور طريقهم وفقههم في دينهم وارزقهم التقوى والإيمان والعمل الصالح، واجعلهم هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين، اللهم اهد شباب المسلمين لما فيه الخير لأمتهم وبلدانهم، وما فيه رضاك واجعلهم صالحين مصلحين، واصرف عنهم كيد الفجار وشر الأشرار، يا عزيز يا غفار.

2/7/2013

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أيمن الشعبان

داعية إسلامي، ومدير جمعية بيت المقدس، وخطيب واعظ في إدارة الأوقاف السنية بمملكة البحرين.

  • 3
  • 0
  • 1,644

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً