أفعال تطابق أقوالًا

منذ 2015-06-01

لا بد للداعية أن يتذكَّر أنَّ المدعوين يُريدون أنْ يرَوا فيك المعنى السامي الذي تتكلَّم فيه، فهم لا يُريدون مَن يقول لهم: "خُذوا قولي واترُكوا فِعلي"، بل يُريدون رُؤية أفعال تطابق أقوالًا.

قال ابن الحاج في المدخل:
"والغالب على النفوس الاقتداءُ في شهواتها وملذوذاتها وعاداتها أكثرَ ممَّا تَقتدي به في التعبُّدِ الذي ليس لها فيه حظٌّ، فإذا رأتْ ذلك من عالِم وإن أيقنتْ أنه محرَّم أو مكروه أو بِدعة، تعذر نفسها في ارْتكابها لذلِك إن سلمتْ مِن سُمِّ الجهل، تقول: لعلَّ عند هذا العالم العلم بجواز ذلك -عِلمًا- لم نطلع عليه، أو رخَّص فيه العلماءُ، إلى غيرِ ذلك مما يقَع لهم، وهو كثيرٌ مشاهدٌ، فإذا رأت مَن هو أفضل منها في العِلم والخير يرتكب شيئًا مِن ذلك، فأقل ما فيه مِن القبح الاستصغار والتهاون بمعاصي الله تعالى، وهو السمُّ القاتل.

وقدْ قالوا: ارتكابُ الكبائر أهونُ مِن الاستصغار بالصغائر؛ لأنَّ مرتكب الكبيرة يُرجَى له أن يرجع إلى الله ويتوب، ومَن تهاون بالصغائر قلَّ أن يرجع عن ذلك؛ لأنها عنده ليستْ بشيء، وقد قالوا: لا كبيرةَ مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار، وهذا بيِّن لأن الصغائر إذا اجتمعتْ صارتْ كبائر، فيكون هذا العالم الذي يَتعاطَى شيئًا مِن المكروهات أو البِدع سببًا لعطب مَن يراه ممَّن هو أقل منه رُتبةً في الدِّين؛ لاقتدائه به واستسهاله بشيءٍ من ذلك".

‏قلت‬:
ولا بدَّ للداعية أن يتذكَّر أنَّ المدعوين يُريدون أنْ يرَوا فيك المعنى السامي الذي تتكلَّم فيه، فهم لا يُريدون مَن يقول لهم: "خُذوا قولي واترُكوا فِعلي"، بل يُريدون رُؤية أفعال تطابق أقوالًا.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي

باحث شرعي - داعية و إمام بوزارة الأوقاف المصرية

  • 0
  • 0
  • 2,097

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً