كان خلقه القرآن - إقامة الصلاة
الخشوع هو حالة من الخضوع والانكسار لله، والذل له سبحانه وتعالى، وهي مرحلة عالية، أما عن كيفية تحقيق الخشوع فأظن أنه هبة من الله لمن أقام الصلاة، بمعنى أنك إذا حافظت على إقامة الصلاة ستحقق الخشوع وستشعر به؛ لأنك مهما حاولت أن تركز سيكون هناك انشغال وانقطاع فقط إذا أقمت الصلاة كما أراد الله، ساعتها ستحقق الخشوع.
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة:43].
خواطر حول الآية:
الصلاة هي العبادة التي فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة في رحلة الإسراء، والمعراج وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي أهم ركن بعد توحيد الله ولا تسقط بمرض أو حرب أو أي ظرف بخلاف الموانع الشرعية.
وهناك تساؤلات تتعلق بالصلاة نحاول الإجابة عليها.
إذا كانت الصلاة بهذه الأهمية فلم لم يرد تفاصيل عنها في القرآن، بينما ورد تفاصيل لعبادات أخرى كالحج والصيام؟ كيف نقيم الصلاة؟ كيف أخشع في الصلاة؟
أولاً: لماذا لم يرد تفاصيل في القرآن عن الصلاة، بداية يجب أن نقر بأن السنة وحي من الله سبحانه وتعالى، قال الله سبحانه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4]، فالنبي صلى الله عليه وسلم وضح لنا تفاصيل الصلاة وأوقاتها، ونحن مأمورين باتباعه عليه الصلاة والسلام، لكن لم يرد هذا التفصيل صراحة في القرآن الكريم؟
الصلاة بالنسبة للروح بمثابة الطعام والشراب للجسد، فكما أنه من الطبيعي تمامًا حاجة الإنسان إلى الطعام، ورغبته فيه، كذلك الروح الإنسانية بصرف النظر عن كون الصلاة أمرًا وفرضًا فإنها بحاجة إلى الصلاة، ولنضرب مثلاً نوضح فيه المعنى.
لو أن لك ابن تريد أن ترسله للدراسة في دولة أجنبية ما هي وصاياك له كأب؟
ستوصيه غالبًا بتقوى الله والمحافظة على المذاكرة، والابتعاد عن أصدقاء السوء، وهكذا لكنك لن تذكر أبدًا وصيتك له بالطعام والشراب، بالرغم من أن بقائه حيًا مرتبط بالطعام والشراب، وإن ذكرت فستكتفي بقولك و(ابقى كل كويس يا بني) لكن لن تذكر تفاصيل أكثر من ذلك.
أظن أن الرسالة قد وصلت، فكما لا يتخيل حياة للجسد بلا طعام أو شراب لا يتخيل حياة للروح بلا صلاة، فكان الأمر دائمًا بإقامة الصلاة وليس بأدائها (كقولك لابنك أبقى كُل كويس يا بني)، ولله المثل الأعلى، فتقليل الحديث عن تفاصيل الصلاة في القرآن لعظم شأنها وخطورة تركها، والتهاون بها (والله أعلم).
أما عن كيفية إقامة الصلاة..
إجمالًا إقامة الصلاة في أن تقدمها على أي شيء آخر في حياتك، وأن تكون لحظات الصلاة هي أعلى لحظات السعادة التي تعيشها، وتحقيق هذا لن يكون إلا بالمجاهدة والصبر.
وتفصيلاً تمر الصلاة بثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى ما قبل الصلاة وفيها نستعد نفسيًا وبدنيًا للذهاب إلى الصلاة، ونجد في هذه المرحلة اهتمامًا بالغًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد حثنا على:
• المسارعة إلى الصلاة والسعي إليها، وترك أي عمل آخر مهما كان تعظيمًا لها.
• ترديد الآذان وفيه فوائد عظيمة في المحافظة على الصلاة، حيث أن علماء التنمية البشرية دائمًا ما يقولون إذا أردت أن تدرب نفسك على شيء فاكتبه على الحائط، وردده كثيرًا، وهذا ما نفعله بالظبط بترديد كلمات الآذان، وما تحتوي عليها من معانٍ بالغة الأهمية.
• إسباغ الوضوء.
• الهدوء والسكينة في الطريق إلى المسجد وإلى الصلاة.
• السنن والنوافل وتحية المسجد.
المرحلة الثانية أثناء الصلاة وفيها نكون في أعلى درجات الجمال البدني، والتركيز والاهتمام البالغ، ولم لا وأنت واقف بين يدي الملك سبحانه وتعالى، وأثناء الصلاة حثنا رسول صلى الله عليه وسلم على:
• الصلاة في جماعة -والأحاديث في ذلك كثيرة جدًا فضلاً عن الآيات- وصلاة الجماعة مختلف في حكمها بين الوجوب وكونها سنة مؤكدة ولكل أدلته.
• الإنصات إلى التلاوة في الصلوات الجهرية.
• متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في طريقة أدائه لأركان الصلاة، لأنه قال: « » (صحيح الجامع:893).
• الصلاة وقت النشاط لا وقت الخمول والكسل.
• عدم الصلاة في حال مدافعة الأخبثين.
• الصلاة على وقتها بلا تأخير.
المرحلة الثالثة بعد قضاء الصلاة، وفيها علمنا النبي صلى الله عليه وسلم:
• الاستغفار وذكر الله.
• صلاة السنن والنوافل.
• انتظار الصلاة بعد الصلاة.
هذه بعض الوسائل التي تساعد على إقامة الصلاة، وهناك المزيد يمكنك الاطلاع عليها والبحث عنها.
ثالثًا: كيف أخشع في الصلاة؟
الخشوع هو حالة من الخضوع والانكسار لله، والذل له سبحانه وتعالى، وهي مرحلة عالية، أما عن كيفية تحقيق الخشوع فأظن أنه هبة من الله لمن أقام الصلاة، بمعنى أنك إذا حافظت على إقامة الصلاة ستحقق الخشوع وستشعر به؛ لأنك مهما حاولت أن تركز سيكون هناك انشغال وانقطاع فقط إذا أقمت الصلاة كما أراد الله، ساعتها ستحقق الخشوع.
وإقامة الصلاة والوصول إلى مرحلة الخشوع يوصلان العبد حتمًا إلى الاستقامة على أمر الله، قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت من الآية:45]، فالصلاة تنهى نهيًا ذاتيًا عن الفحشاء والمنكر، من أفضل ما سمعت في معنى قوله وَلَذِكْرُ {اللَّهِ أَكْبَرُ} أي: ذكر الله لك أيها العبد أكبر من ذكرك له في صلاتك التي تحافظ عليها.
دعوة للتدبر (يعقبها نقاش حول كيفية تطبيقها).
أعط لجمهورك فترة 5 دقائق أو كما ترى لتدبر الآية كنوع من التدريب على التدبر، ثم اسألهم على أي شيء توصلوا وكيف يمكنهم تنفيذها
الواجب التربوي: (كيف نطبقها في حياتنا؟).
• مدارسة كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ومحاولة التطبيق.
• الاهتمام بالصلاة وتقديمها على أي عمل.
• المحافظة على الصلاة في جماعة مهما كانت الظروف، بل ترتب خروجاتك وسفرياتك بما يتناسب مع إدراك الصلاة في جماعة في المسجد.
• التبكير إلى الصلاة وعدم التكاسل لبعد الإقامة.
الدعوة والنشر (أخبر جمهورك).
لا تكتفِ بالسماع وفقط.
رجاء دون ملاحظات حول ما تعلمته عبر هاتفك أو عبر قلمك وشاركه مع الآخرين، بالطريقة التي تراها أكثر تأثيراً لا تنس: (الدال على الخير كفاعله).
- التصنيف: