لا تُسيئوا الظنّ بذِروة سنام الإسلام
إن الموت يَعرض لبني آدم بأسبابٍ عامَّةٍ؛ وهي المصائب التي تَعرض لبني آدم، من مرضٍ بطاعون وغيره، ومن جُوع وغيره، وبأسبابٍ خاصة، فالذين يعتادون القتال لا يُصيبهم أكثر مما يصيب مَن لا يُقاتِل، بل الأمرُ بالعكس كما قد جرَّبه الناس، وهذا أمرٌ يَعرفه الناسُ من أهل طاعة الله، وأهل معصيته..
بل فيها العزُّ كلُّه، والحياةُ الحقيقية، وخيري الدنيا والآخرة.
- قال ابن تيمية رحمه الله:
"حصولُ النصر وغيره، من أنواع النعيم لطائفة أو شخص لا يُنافي ما يقع في خلال ذلك، مِن قتل بعضِهم وجَرحِه ومن أنواع الأذى، وذلك أن الخلق كلهم يموتون، فليس في قتل الشهداء مصيبة زائدة على ما هو معتادٌ لبَني آدم، فمَن عدَّ القتلَ في سبيل الله مصيبةً مُختصةً بالجهاد كان من أجهل الناس..
فإن الموت يَعرض لبني آدم بأسبابٍ عامَّةٍ؛ وهي المصائب التي تَعرض لبني آدم، من مرضٍ بطاعون وغيره، ومن جُوع وغيره، وبأسبابٍ خاصة، فالذين يعتادون القتال لا يُصيبهم أكثر مما يصيب مَن لا يُقاتِل، بل الأمرُ بالعكس كما قد جرَّبه الناس، وهذا أمرٌ يَعرفه الناسُ من أهل طاعة الله، وأهل معصيته" (انظر: رسالة قاعدة في المحبة).
فاحْذَر أن تكون من المُخذِّلين عن الجهاد، الكارهين له، فذلك من النفاق.
- قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"وسنامُ ذلك الجهادُ في سبيل الله، فإنه أعلى ما يُحبه اللهُ ورسولُه، واللائمون عليه كثير، إذ كثيرٌ من الناسِ الذين فيهم إيمانٌ يَكرهُونَه، وهُم إما مُخَذِّلُون مُفتِّرون للهِمَّة والإرادة فيه، وإما مُرجفون مُضْعِفون للقوة والقُدرة عليه. وإن كان ذلك من النفاق، قال الله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب:18]" (انظر الاستقامة).
ومهما يكن، فهذه الأمَّة لا تُقهَر كلُّها، وإن خذَلها مَن خذَل.
- قال ابن تيمية رحمه الله:
"فهذه الأمّة -ولله الحمد- لا تُقهر كلُّها، بل لا بدَّ فيها من طائفةٍ ظاهرةٍ على الحق، منصورةٍ إلى قيام الساعة إن شاء الله تعالى" (انظر: المسائل والأجوبة).
- التصنيف: