الزم صمتك!
وأطولُ الناس شقاءً، وأعظمُهم بلاءً؛ مَن ابتُلي بلسانٍ مُطلَق، وفؤادٍ مُطبَق
الْزَم الصَّمتَ؛ فَـفِيه سَلامتُك، وأقِلَّ الكلامَ؛ فَـفِيه نَدامتُك!
ذَكر الإمامُ ابن حِبَّان رحمه الله، بإسناده إلى الأحنَف بن قيس، قال: "الصمتُ أمانٌ من تحريف اللفظ، وعِصمةٌ من زَيغ المَنطِق، وسلامةٌ من فضول القول، وهَيبةٌ لصاحبه".
ثُم زاد ابنُ حبان قائلًا:
"الواجبُ على العاقل؛ أن يَلزم الصمتَ إلى أن يَلزمَه التَّكلُّم، فمَا أكثرَ مَن ندِم إذا نَطق، وأقلَّ مَن يَندم إذا سَكت، وأطولُ الناس شقاءً، وأعظمُهم بلاءً؛ مَن ابتُلي بلسانٍ مُطلَق، وفؤادٍ مُطبَق".
(انظر: روضة العقلاء).
قلتُ: "ولَم يَرد عن أحدٍ من العلماء؛ أنَّه صنَّف في فضل الكلام، ولكن؛ ما أكثرَ ما صنَّفُوا في ذَمِّه".
ويَرضى الله عن الإمام النوويّ، إذ يقول: "اعْلم أنه ينبغي لكل مُكلّف؛ أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام؛ إلا كلامًا تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلامُ وتركُه في المصلحة؛ فالسُّنة الإمساك عنه؛ لأنه قد يَنجرُّ الكلام المباح، إلى حرامٍ أو مكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة لا يَعدلها شيء".
(انظر: الأذكار).
قلتُ: "فإذا كان عند استواء الكلام وتَركه في المصلحة؛ يكون تركه أولى؛ فكيف إذا كان في غير ذلك؟! بل كيف إذا لَزِم السكوت، وتعيّن تركُ الكلام؟! والله الهادي والمُستعان".
- التصنيف: