ترى لو كنت مكانهم هل ستخرج؟

منذ 2015-07-04

لو تأمل كل منا هذا الموقف الحرج.. هل يا ترى لدينا ما نقدمه لنخرج من هذه الأزمة؟ هل ستكون الصحبة خالصة بريئة، أم مختلطة ماجنة جريئة؟ هل سنجد بيننا من أحسن مثل هذا الإحسان في تلك المواقف، أم سيكون مصيرنا الدفن أحياء بسبب بؤس معاصينا وقلة الخير فينا؟!

لو تأمل كل منا هذا الموقف الحرج.. 
هل يا ترى لدينا ما نقدمه لنخرج من هذه الأزمة؟ 
هل ستكون الصحبة خالصة بريئة، أم مختلطة ماجنة جريئة؟ 
هل سنجد بيننا من أحسن مثل هذا الإحسان في تلك المواقف، أم سيكون مصيرنا الدفن أحياء بسبب بؤس معاصينا وقلة الخير فينا؟! 

وقفة للتأمل: فقد روى البُخاريّ ومسلم من حديث عبد الله بن عُمر بن الخطَّاب رضِي الله عنْهُما قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم يقول: «انطلق ثلاثةُ رهْطٍ ممَّن كان قبلكم، حتَّى أوَوا المبيتَ إلى غارٍ فدخلوه، فانحدرتْ صخرةٌ من الجبل فسدَّت عليهم الغار، فقالوا: إنَّه لا يُنجيكم من هذه الصَّخرة إلاَّ أن تدعوا الله بصالِح أعمالكم.. 

فقال رجُل منهم: اللَّهُمَّ كان لي أبَوانِ شيْخان كبيران، وكنت لا أغْبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي في طلب شيءٍ يومًا فلم أرُح عليهما حتَّى ناما، فحلبتُ لهُما غبوقَهما فوجدتُهما نائمَين، وكرهت أن أغبقَ قبلَهما أهلاً أو مالاً، فلبثْتُ والقدح على يدي أنتظِر استيقاظَهُما حتَّى برق الفجْر، فاستيْقَظا فشرِبَا غبوقَهما، اللَّهُمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتِغاء وجْهِك، ففرِّج عنَّا ما نحن فيه من هذه الصَّخرة، فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج». 

قال النَّبي صلَّى الله عليْه وسلَّم: «وقال الآخَر: اللَّهُمَّ كانتْ لي بنتُ عمّ، كانت أحبَّ النَّاس إليَّ، فأردتُها عن نفسِها، فامتنعتْ منِّي حتَّى ألمَّت بها سَنةٌ من السنين، فجاءتْني فأعطيتُها عشرين ومائة دينار على أن تُخلي بيْني وبين نفسِها، ففعلتْ، حتَّى إذا قدرتُ عليْها قالت: لا أحلّ لك أن تفضَّ الخاتم إلاَّ بحقِّه، فتحرَّجت من الوقوع عليْها، فانصرفتُ عنْها وهي أحبُّ النَّاس إليَّ، وتركت الذَّهَب الَّذي أعطيتُها، اللَّهُمَّ إن كنتُ فعلت ابتغاء وجهِك، فافْرُج عنَّا ما نحن فيه، فانفرجت الصَّخرة غير أنَّهم لا يستطيعون الخروج منها». 

قال النَّبيُّ صلَّى الله عليْه وسلَّم: «وقال الثَّالث: اللَّهُمَّ إنّي استأجرتُ أُجراءَ فأعطيْتُهم أجرَهم غير رجُل واحدٍ ترَك الَّذي له وذهب، فثمَّرت أجْرَه حتَّى كثُرَت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله، أدِّ إليَّ أجْري، فقلتُ له: كلُّ ما ترى من أجرِك، من الإبل والبقر والغنم والرَّقيق، فقال: يا عبد الله، لا تستهزئْ بي، فقلت: إنِّي لا أستهزئُ بك، فأخَذه كلَّه فاستاقَه، فلم يترك منْه شيئًا، اللَّهُمَّ فإن كنت فعلتُ ذلك ابتِغاء وجْهِك، فافرجْ عنَّا ما نحن فيه، فانفرجتِ الصَّخرة، فخرجوا يَمشون».

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 4,337

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً