ازدهار التمويل والمعاملات الإسلامية المالية في كينيا
رغم البدايات المتواضعة، فإن المؤسسات المالية الإسلامية تنمو سريعًا خلال السنوات الماضية؛ حيث تجذب مزيدًا من انتباه واهتمام كلٍّ من المسلمين وغير المسلمين، الذين - للمرة الأولى - يتعرَّضون للتعرف على مبادئها والتعامل بها.
رغم البدايات المتواضعة، فإن المؤسسات المالية الإسلامية تنمو سريعًا خلال السنوات الماضية؛ حيث تجذب مزيدًا من انتباه واهتمام كلٍّ من المسلمين وغير المسلمين، الذين - للمرة الأولى - يتعرَّضون للتعرف على مبادئها والتعامل بها.
يقول البروفيسور "نجوجونا نادونجو" - محافظ البنك المركزي الكيني -: "لقد ساعدت البنوكُ الإسلامية في الوقت الحالي المسلمين على الاستفادةِ من الخدمات المَصْرفية دون مُخالفة مبادئِ دينهم، وأسهم وجودُ البنوك أيضًا في جَعْل جمع الموارد الضخمة للاستثمار أمرًا ممكنًا بما يعود بالنفعِ على المواطنين الكِينيين".
ظهرت الأعمال المصرفية الإسلامية في كينيا عام 2008 عندما فتَح أول البنوك الإسلامية - بنك المجتمع، والبنك الخليجي الإفريقي - أبوابهما، وأعقب ذلك نموٌّ سريع للتمويل الإسلامي بما شمل التأمين والاستثمارات والمعاشات التي تلتزم بالشريعة الإسلامية، التي تحظرُ التعاملَ بالفائدة أو الربا.
وأما اليوم، فهذان البنكان أصبحا يتعاملان في ملايين الدولارات التي تشكِّل قوةً مالية تمثِّلُ القوةَ النامية للأفكار الإسلامية الاقتصادية في كينيا.
وفي مارس العام الماضي، استثمر البنك الدولي من خلال فرعه الاستثماري - مؤسسة التمويل الدولية - 5 ملايين دولار في أعمال البنك الخليجي الإفريقي لتقوية قدرتِه على دَعْم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
يقول "عبدالله عبدالخالق" - المدير التنفيذي للبنك الخليجي الإفريقي -: "لقد كان الاستثمارُ برهانًا على الثقةِ في عمليات الأعمال المصرفية الإسلامية، وأمارةً على مستقبلها"، وقال أيضًا: "إنه بسبب نجاح البنكين الإسلاميين في جانب جذب ودائع أفراد المجتمع الإسلامي، فتحت البنوك التجارية الأخرى سريعًا أقسامًا إسلامية للتنافُسِ على جَذْب المال الإسلامي، وفي الوقت الراهن أصبح لدى 10 من بين 42 بنكًا تجاريًّا في كينيا أقسامٌ تقدِّمُ ما يطلِقون عليه: قسم المعاملات الإسلامية".
يوجد في كينيا نحو 10 ملايين مسلم من بين مجموع سكانها، الذي يبلغ 36 مليون نسمة، ويحرِّم الإسلامُ الرِّبا وأَخْذَ الفوائد أو دفعَها على القروض، ويجب أن تكون الصفقات التي تُجريها البنوك الإسلامية تدعَمُها أصول ثابتة، وليس عمليات الرهن العقاري المشبوهة.
وتتمثل عمليات التمويل المتوافقة مع الشريعة في عقد إيجار مع خيار الشراء والبيع بالتقسيط، والشراء المشترك، أو عقود البيع، أو الشراكات.
اقتسام الربح:
لقد تأثَّر الكِينيُّون كثيرًا - خاصة من غير المسلمين - ممن يدفعون مساهمات شهرية لشركات التأمين بالمفاجأة السارة عندما تعرَّفوا على التأمين الإسلامي ونموذج التكافل الخاص به؛ حيث يمكِنُهم الحصولُ على جزء من الأرباح التي تحققُها الشركات.
يقول "أحمد بشير" - المدير التنفيذي لمؤسسة التأمين التكافلي الإفريقية، التي تُعَد شركةَ التأمين الإسلامية الوحيدة في كينيا -: "في التأمين التقليدي يحصلُ حملة الأسهم بشركات التأمين على الأرباحِ الكبيرة التي تحققُها الشركات، بينما في التأمين الإسلامي يتقاسمُ العملاء الذين ينتفعون بالتأمين وأصحاب الشركة الأرباحَ".
ووَفْقًا لِما صرح به السيد "بشير"، فإن التحدياتِ الرئيسة التي تواجه التمويلَ الإسلامي في كينيا هي توفُّرُ الأدواتِ المالية الاستثمارية التي تتوافقُ مع الشريعة الإسلامية بأسواق التمويل، مثل: الأسهم، والسندات، والصكوك، ويتعذَّرُ استثمار الموارد الضخمة التي تجمَعُها البنوك والتأمين الإسلاميَّان في بورصة الأوراق المالية بنيروبي، أو في الصكوك الحكومية، التي تقوم جميعُ معاملاتِها على الفوائد الرِّبَوية.
يقول: "ولا يُسمَح لنا أيضًا باستثمار الأموال خارج الدولة؛ حيث تتوفر أدواتُ الاستثمار الإسلامي وتتمتع بتنمية واسعة، كما في الشرق الأوسط وماليزيا، وهذا سببُ ممارستنا للضغوط على الحكومة لخَلْق مساحة بقطاع التمويل للتمويل الإسلامي.
وإلى هذا الحدِّ كانت الاستجابةُ إيجابية فيما يتعلَّقُ بموافقة المنظِّم على إنشاء هيئة استشارية شرعية وطنية لتوجيه عمليةِ إنشاء مساحة لخياراتِ الاستثمار غير المعتمدة على الفوائد الرِّبَوية.
وعلاوة على ما سبق، لا تزال جهودُ إنشاء أول خطة معاش تتوافق مع المبادئ الإسلامية بحلول منتصف العام الحالي تتواصل؛ فخطة المعاش الحالية تستثمر الأموال في قطاع الاستثمارات الذي يقوم على الفائدة الرِّبَوية والخمور والمقامرة، وغيرها من الأشياء التي يحرِّمها الإسلام.
لقد اكتسب التمويلُ الإسلامي هذه القوةَ في كينيا بعد أن أنشأ البنك المركزي في كينيا، مسؤول تنظيم الأعمال المصرفية - شهادةَ تدريب دولية في مجال التمويل الإسلامي؛ وذلك لتوفير الموارد البشرية اللازمة لدَعْم القطاع السريع النمو.
ويقدِّمُ فرع التدريب التابع للبنك، الكلية الكينية للدراسات المالية، التدريبَ بالشراكة مع المركز الدولي التعليمي للتمويل الإسلامي.
يقول "نجوجونا نادونجو" - محافظ البنك المركزي الكيني -: "نشعُرُ أن هذا أفضلُ وقت لتقديم دورة تعليمية لا تشتمل على الأداة التصورية فحسب، ولكن الفرص المتنوعة والتحديات التي تواجه التمويل الإسلامي، الذي لا تنطفئ شعلةُ نموه".
وبشكل عام، يوجدُ إجماع يزداد قوةً على أن التمويل الإسلامي يتمتع بكثير من القدرات على فكِّ رموز القيمة الاقتصادية في كينيا وفي أماكن أخرى حول العالم؛ حيث يجري تنفيذُ مبادئه، وأفضل الممارسات القائمة عليه.
النص الأصلي:
Islamic Finance Thrives in Kenya Islamic Finance Thrives inI Kenya
From humble beginnings, the Islamic financial institutions have been growing rapidly over the past years, attracting increasing attention and interest from both Muslims and non-Muslims, many of whom are being exposed to its principles and practice for the first time.
“Islamic banks have now enabled Muslims and other Kenyans to benefit from banking services without violating the principles of their faith,” Prof. Njuguna Ndung'u, the Governor of the Central Bank of Kenya, told OnIslam.net.
“The presence of the banks has also made possible the pooling of huge resources for investments to benefit Kenyans,” he added.
Islamic banking was introduced in 2008 in Kenya when the first two Islamic Banks, Community Bank (FCB) and Gulf African Bank (GAB), opened their doors.
Islamic finance has evolved rapidly into insurance, investments, and pensions which are in line with the Islamic law that forbids dealing in interest or usury.
Today, these two banks handle millions of dollars worth of financial muscle, representing the growing strength of Islamic ideas of economics in Kenya.
In March last year, the World Bank through its investment arm the International Finance Corporation invested US$5million dollars into GAB to strengthen its capacity to support small and medfium-sized businesses.
"The investment was a demonstration of confidence in the operations and future of Islamic banking in Kenya," says GAB CEO Abdalla Abdulkhalik.
He adds that owing to the success of the two Islamic Banks in terms of attracting deposits from the Muslim community, other commercial banks have quickly opened up Islamic segments to compete for the Muslim wallets.
Currently, 10 out of the 42 commercial Banks in Kenya have created such segments to cater for what they call the “Muslim niche segment."
There are nearly ten million Muslims in Kenya, which has a population of 36 million.
Islam forbids Muslims from usury, receiving or paying interest on loans.
Transactions by Islamic banks must be backed by real assets, not shady repackaged subprime mortgages.
Shari`ah-compliant financing deals resemble lease-to-own arrangements, layaway plans, joint purchase and sale agreements, or partnerships.
Profit Sharing
Many Kenyans, especially non-Muslims who pay monthly contributions to their insurance companies, were jolted with pleasant surprise when they learnt about the Islamic insurance (or Takaful) model, where they could receive a share of profits the firm makes.
“In conventional Insurance, the fat profits made by insurance companies are taken by the shareholders of those companies," says Ahmed Bashir, CEO of Takaful Insurance of Africa, the only islamic insurance firm operating in Kenya.
“But in Islamic insurance, the profits are shared between the company's owners and the customers who purchase insurance,” he added.
According to Mr. Bashir, one of the main challenges facing Islamic finance in Kenya is lack of Shari`ah-compliant investment instruments in the financial markets, such as shares, stocks and bonds.
The huge resources that are being gathered by the Islamic banks and insurance cannot be invested in the Nairobi Securities Exchange or in government bonds, all which are interest-based.
"We are also not allowed to invest the money outside the country where Islamic investment instruments are available and well-developed such as in the Middle-East and Malaysia," he says.
“That's why we are lobbying the government to create space in the financial sector for Islamic finance.”
So far, the response has been good with the regulator agreeing to form a National Shari`ah Advisory Board to guide the process of creating a space for non-interest based investment options.
In addition, plans are afoot to launch the first pension scheme in line with Islamic principles by mid this year.
Current pension scheme invest money into sectors involving interest, alcohol, gambling and other things that Islam prohibits.
Islamic Finance has gained such strength in Kenya that the Central Bank of Kenya, the state Banking regulator, has launched international certificate training in the field, to produce the human resources needed to support the fast-growing sector.
The Bank’s training arm, the Kenya School of Monetary Studies, will offer the training in partnership with the International Center for Education in Islamic Finance (INCEIF).
“We feel there is no better time to offer a course that will cover not just the conceptual apparatus, but the various opportunities and challenges that face Islamic finance, whose growth shows no signs of abating,” said Central Bank of Kenya (CBK) Governor Njuguna Ndung’u recently.
Overall, there is developing consensus that Islamic finance has lots of potential to unlock economic value in Kenya and other parts of the world as its principles and best practices are implemented.
مترجم للألوكة من اللغة الإنجليزية
الكاتب: علي إيه جاما - شبكة أون إسلام
ترجمة: مصطفى مهدي
- التصنيف:
- المصدر: