منهج العلماء الربانيين في صيانة العلم

منذ 2015-08-24

العالم المخالط للملوك لا يخلو عن تكلف في طيب مرضاتهم واستمالة قلوبهم، وربما كانوا ظلمة فيجب عليه الإنكار عليهم، وتضيق صدرهم بإظهار ظلمهم وتقبيح فعلهم

العلماء الربانيون في كل عصر صورة صادقة للاقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام، في رسوخ الإيمان، وصدق اللهجة، والتعالي على عرض الدنيا، والتفاني في مرضاة الله، والجهر بكلمة الحق مهما كان ثمنها غاليا.

وأول ما يشد الانتباه عند مطالعة سيرتهم المباركة هذا المنهج الصارم الذي ألزموا به أنفسهم لصيانة العلم، فما طلبوه ابتداءً لعرض من الدنيا، أو للتعالي على الناس وازدرائهم، وما بذلوه رخيصا تحت أقدام الملوك والأمراء في ساحات الحكم التي قد تمتلئ بطالبي الزلفى من المنافقين والمداهنين، وتذوب فيها أقوى المبادئ وأرسخ القيم.
الإخلاص في تعلم العلم وتعليمه
إخلاص العمل لله من أركان التربية الإيمانية التي تبناها الإسلام، فلقد ذم الله تعالى من أراد بعمله غير وجهه الكريم، وعده باباً من أبواب الشرك، وأعلم الناس أنه سبحانه طيب لا يقبل إلا ما كان طيبا وأريد به وجهه، قال تعالى: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} [الكهف:110]
ولما كان للعلم رفعة يرفع بها قدر صاحبه ولو كان وضيعا، كان الإخلاص فيه عزيزا، لذلك حذر الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- من الرياء، فيه فقال -صلى الله عليه وسلم-: «من طلب العلم ليباهي به العلماء، ويماري به السفهاء، أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار» [رواه ابن ماجة]
وقال -صلى الله عليه وسلم-: « من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة » [رواه أبو داود] 
لذلك كان «الإخلاص» أول الطريق في منهج العلماء الربانيين، فزينوا العلم ولم يتزينوا به، قال الشافعي: وددت أن الخلق تعلموا هذا (يقصد علمه) «» ولا ينسب إلى حرف منه.
وقيل عن الإمام أبو الحسن الماوردى شيخ الشافعية أنه لم يظهر شيئا من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلما دنت وفاته قال لمن يثق به: الكتب ا «» لتي في المكان الفلاني كلها تصنيفي، وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نية خالصة، فإذا عاينت الموت ووقعت في النزع فاجعل يدك في يدي، فإن قبضت عليها وعصرتها فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها، فاعمد إلى الكتب وألقها في دجلة، وإن بسطت يدي ولم أقبض على يدك فاعلم أنها قد قبلت، وأنى قد ظفرت بما كنت أرجوه من النية.
 قال ذلك الشخص: فلما قارب الموت، وضعت يدي في يده، فبسطها ولم يقبض على يدي، فعلمت أنها علامة القبول، فأظهرت كتبه بعده.
ودفن بشر بن الحارث بضعة عشر ما بين قمطرة وقوصره من الكتب، وكان يقول: أنا أشتهى أن أحدث ولو ذهبت عنى شهوة الحديث لحدثت (وهذا لأن التلذذ بجاه الإفادة ومنصب الإرشاد أعظم لذة من كل تنعم في الدنيا، فمن أجاب شهوته فهو من أبناء الدنيا وأهل الرياء) 
وعن الأعمش قال: كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقرأ في المصحف، واستأذن عليه رجل، فغطى المصحف، وقال: لا يرى هذا أنني أقرأ فيه كل ساعة.
وما كان أشد استنكارهم لعالم طلب العلم للدنيا، قال شميط بن عجلان: يعمد أحدهم فيقرأ القرآن ويطلب العلم حتى إذا علمه أخذ الدنيا فضمها إلى صدره، وحملها على رأسه، فنظر إليه ثلاثة ضعفاء: امرأة ضعيفة، وأعرابي جاهل، وأعجمي، فقالوا: هذا أعلم بالله منا لو لم ير في الدنيا ذخيرة ما فعل هذا، فرغبوا في الدنيا وجمعوها.
وقال ابن المبارك: طلبنا العلم للدنيا، فدلنا على ترك الدنيا.
أما الشهرة بين الناس بالعلم والصلاح فقد كانوا أشد فرارا منها من فرارهم من الأسد الضاري، قال عبد الله بن المبارك: كن محبا للخمول كراهية الشهرة، ولا تظهر من نفسك أنك تحب الخمول فترفع نفسك، فإن دعواك الزهد من نفسك هو خروجك من الزهد، لأنك تجر إلى نفسك الثناء والمدحة.
وعن الحسن قال: كنت مع ابن المبارك يوما فأتينا على سقاية والناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس، فزحموه ودفعوه، فلما خرج قال لي: ما العيش إلا هكذا (يعنى حيث لم نعرف ولم نوقر) 
وقال بشر الحافي: غنيمة المؤمن غفلة الناس عنه، وإخفاء مكانه عنهم.
وعن الحسين بن محمد البغدادي قال: سمعت أبى يقول: زرت بشر بن الحارث الحافي، فقعدت معه مليا، فما زادني على كلمة قال: ما أتقى الله من أحب الشهرة.
وقال جعفر بن محمد الصادق: عزت السلامة، حتى لقد خفي مطلبها، فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول، فإن طلبت في الخمول ولم توجد فيوشك أن تكون في التخلي، وليس كالخمول، فإن طلبت في التخلي ولم توجد فيوشك أن تكون في الصمت، وليس كالتخلي، فإن طلبت في الصمت ولم توجد فيوشك أن تكون في كلام السلف الصالح، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها.
ورغم كل هذا البغض للشهرة والحب للخمول، ما قصر العلماء الربانيون في تعليم الناس، وما كلت هممهم في تبليغ الحق، فنفع الله بهم الغنى والفقير والشريف والبسيط والعالم والجاهل.
حدث الإمام أبو حنيفة النعمان عن نفسه قال: أخطأت في خمسة أبواب من المناسك بمكة فعلمنيها حجام (أي حلاق) وذلك أنى أردت أن أحلق لأخرج من الإحرام، فأتيت حلاقا، وقلت: بكم تحلق لي رأسي؟ فقال: هداك الله، النسك لا يشارط فيه، اجلس واعط ما يتيسر لك. فخجلت وجلست غير أنى جلست منحرفا عن القبلة، فأومأ إلى بأن استقبل القبلة، ففعلت وازددت خجلا على خجلي ثم أعطيته رأسي من الجانب الأيسر ليحلقه، فقال: أدر شقك الأيمن فأدرته، وجعل يحلق رأسي وأنا ساكت أنظر إليه وأعجب منه، فقال لي: مالي أراك ساكتا، كبر. فجعلت أكبر حتى قمت لأذهب، فقال: أين تريد؟ فقلت: أريد أن أمضى إلى رحلي. فقال: صل ركعتين ثم امض إلى حيث تشاء، فصليت ركعتين، وقلت في نفسي ما ينبغي أن يقع مثل هذا من حجام إلا إذا كان ذا علم، فقلت له: من أين لك ما أمرتني به من المناسك؟ فقال: لله أنت، لقد رأيت عطاء بن أبى رباح يفعله، فأخذته عنه، ووجهت إليه الناس.
إكبار أهل العلم للعلم
لقد قعد العلماء الربانيون رضوان الله عليهم قاعدة جامعة فقالوا: «العلم يسعى إليه، ولا يسعى إلى أحد» وأخذوا أنفسهم بالعمل بهذه القاعدة الجليلة، فصانوا أنفسهم وصانوا العلم، ولم يأتوا إلى أبواب الملوك، قال الإمام مالك رحمه الله للرشيد: أدركت أهل العلم يؤتون ولا يأتون، ومنكم خرج العلم وأنتم أولى الناس بإعظامه، ومن إعظامكم له ألا تدعوا حملته إلى أبوابكم.
وهذا لأن العالم المخالط للملوك لا يخلو عن تكلف في طيب مرضاتهم واستمالة قلوبهم، وربما كانوا ظلمة فيجب عليه الإنكار عليهم، وتضيق صدرهم بإظهار ظلمهم وتقبيح فعلهم، فالداخل عليهم إما أن يلتفت إلى تجملهم فيزدرى نعمة الله عليه، أو يسكت عن الإنكار عليهم فيكون مداهنا لهم، أو يتكلف في كلامه كلاما لمرضاتهم وتحسين حالهم وذلك هو البهت الصريح، أو أن يطمع في أن ينال من دنياهم وذلك هو السحت، وعلى الجملة فمخالطتهم مفتاح للشرور، وعلماء الآخرة طريقهم الاحتياط قال -صلى الله عليه وسلم-: «من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان أفتتن» [رواه الترمذي]
وقال حذيفة: إياكم ومواقف الفتن قيل. وما هي؟ قال: أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب، ويقول فيه ما ليس فيه.
وقال بشر الحافي: ما أقبح أن يطلب العالم فيقال هو باب الأمير.
وقال سعيد بن المسيب: إذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فاحترزوا منه فإنه لص.
قدم الخليفة عبد الملك بن مروان المدينة فامتنعت منه القائلة واستيقظ، فقال لحاجبه: امض إلى مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وادع لنا أحد العلماء ليحدثنا. فمضى الحاجب إلى المسجد، فإذا سعيد بن المسيب في حلقة له، فقام الحاجب حيث ينظر إليه سعيد ثم غمزه وأشار إليه بإصبعه، فلم يلتفت إليه سعيد ولم يأبه له، فاقترب منه، وقال له: ألم ترني أشير إليك. قال سعيد: وما حاجتك؟ قال: استيقظ أمير المؤمنين، فقال انظر في المسجد أحد من حداثي فأتني به. فقال له سعيد: ما أنا من حداثه. فقال الحاجب: ولكنه يبغى محدثا يحدثه. فقال سعيد: إن من يبغي شيئا يأتي إليه، وإن في حلقة المسجد متسعا له إذا كان راغبا في ذلك، والحديث يؤتى إليه ولكنه لا يأتي. فعاد الحاجب وقص ما حدث على الخليفة، فما كان من عبد الملك بن مروان إلا أن قال: ذاك سعيد بن المسيب فدعه.
ومن صيانة أهل العلم له ما رواه الخطيب رحمه الله بسنده عن حمدان بن الأصبهاني قال: كنت عند شريك فأتاه بعض ولد المهدي، فاستند إلى الحائط وسأله عن حديث، فلم يلتفت إليه، فأعاد عليه فلم يلتفت إليه، فقال: كأنك تستخف بأولاد الخلافة. قال: لا، ولكن العلم أزين عند أهله من أن يضيعوه. قال: فحثا على ركبتيه ثم سأله، فقال شريك: هكذا يطلب العلم.
زكاة العلم القيام بحقه
أعظم حق للعلم على العلماء الربانيين هو بيانه للناس، فيتعلم الجاهل ويرشد الضال، قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} [آل عمران:187] قال الحسن وقتادة: هي في كل من أوتى علم شيء من الكتاب، فمن علم شيئا فليعلمه، وإياكم وكتمان العلم فإنه هلكة.
وقال محمد بن كعب: لا يحل لعالم أن يسكت على علمه، ولا للجاهل أن يسكت على جهله.
وهذا البيان يشمل إظهار كلمة الحق ولو في أحلك المواقف، ومهما كانت النتائج والتبعات، قال تعالى: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [الحج:41] 
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن من أمتي قوما يعطون مثل  أجور أولهم ينكرون المنكر» [رواه أحمد].
جاء في كتاب (الإمامة والسياسة): دخل سفيان الثوري على أبى جعفر المنصور فأمره ونهاه، فقال له أبو جعفر: ها هنا يا أبا عبد الله إلي إلي أدن منى. 
فقال: إني لا أطأ ما لا أملك ولا تملك. 
فقال أبو جعفر: يا غلام ادرج البساط، وارفع الوطاء. فتقدم سفيان فصار بين يديه، وقعد ليس بينه وبين الأرض شيء، وهو يقول: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} فدمعت عينا أبى جعفر ثم تكلم سفيان دون أن يستأذن، فوعظ وأمر ونهى وذكر وأغلظ في قوله.
فقال له الحاجب: أيها الرجل أنت مقتول، فقال سفيان: وإن كنت مقتولا فالساعة. 
فسأله أبو جعفر عن مسألة فأجابه ثم قال سفيان فما تقول أنت يا أمير المؤمنين فيما أنفقت من مال الله ومال أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بغير إذنهم قد قال عمر في حجة حجها وقد أنفق ستة عشر دينارا هو ومن معه: ما أرانا إلا وقد أجحفنا ببيت المال. وعن ابن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: « رب متخوض في مال الله ومال رسول الله فيما شاءت نفسه له النار غدا»  
فقال أبو عبيدة الكاتب: أمير المؤمنين يستقبل بمثل هذا؟! فقال له سفيان: اسكت، فإنما أهلك فرعون هامان، وهامان فرعون. ثم خرج سفيان.
فقال أبو عبيدة الكاتب: ألا تأمر بقتل هذا الرجل فوالله ما أعلم أحدا أحق بالقتل منه؟ 
فقال أبو جعفر أسكت فوالله ما بقى على الأرض أحد اليوم يستحيا منه غير هذا ومالك بن انس.
ولما وقعت الحرب بين مصر والحبشة، وتوالت الهزائم على مصر لوقوع الخلاف بين قواد جيوشها، ضاق صدر الخديوي إسماعيل لذلك، فركب يوما مع شريف باشا وهو محرج، فأراد أن يفرج عن نفسه فقال لشريف باشا: ماذا تصنع حينما تلم بك ملمة تريد أن تدفعها؟ 
فقال يا أفندينا: إن الله عودني إذا حاق بي شيء من هذا أن ألجأ إلى صحيح البخاري، يقرؤه لي علماء أطهار الأنفاس، فيفرج الله عني.
فكلم الخديوي شيخ الأزهر وكان الشيخ العمروسي، فجمع له من صلحاء العلماء جما أخذوا يتلون في البخاري أمام القبلة القديمة في الأزهر، ومع ذلك ظلت أخبار الهزائم تتوالى، فذهب الخديوي ومعه شريف باشا إلى العلماء، وقال لهم: محنقا إما أن هذا الذي تقرءونه ليس بصحيح البخاري أو أنكم لستم العلماء الذين نعهدهم من رجال السلف الصالح، فإن الله لم يدفع بكم ولا بتلاوتكم شيئا.
فوجم العلماء لذلك، وابتدره شيخ من آخر الصف، وقال له: منك يا إسماعيل فإنا روينا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم» وانصرف الخديوي ومعه شريف باشا ولم ينبسا بكلمة. 
وأخذ العلماء يلومون القائل ويؤنبونه، فبينما هم كذلك إذا بشريف باشا قد عاد يسأل: أين الشيخ القائل للخديوي ما قال؟ 
فقال: أنا. فأخذه وقام، وانقلب العلماء بعد أن كانوا يلومون الشيخ يودعونه وداع من لا يأملون أن يرجع، وسار شريف باشا بالشيخ إلى أن دخلا على الخديوي في قصره، فإذا به قاعد في البهو وأمامه كرسي أجلس عليه الشيخ، وقال: أعد يا أستاذ ما قلته لي في الأزهر، فأعاد الشيخ كلمته، وردد الحديث وشرحه. 
فقال له الخديوي: وماذا صنعنا حتى ينزل بنا هذا البلاء؟ فأخذ الشيخ يعدد له بعض المنكرات التي تجرى في الدولة بلا إنكار ثم قال فكيف تنتظر النصر من السماء؟! 
فقال الخديوي: وماذا نصنع وقد عاشرنا الأجانب وهذه مدنيتهم؟ قال الشيخ إذن فما ذنب البخاري؟ وما حيلة العلماء؟ .. ففكر الخديوي مليا وأطرق طويلا ثم قال صدقت. وأمر فرتبت له في الرزنامجة ثلاثون جنيها.
ما أكرم هذه النفوس التي كانت صغيرة في عيون أنفسها كبيرة عند الله والناس، وما أجل هذا التاريخ الذي ظفر بهؤلاء الأفذاذ من روائع الرجال .. نضر الله هذه الوجوه النبيلة الكريمة، وجزاها عن الإسلام والمسلمين خيرا، فما عرف تاريخ الإنسانية أتقى ولا أنقى منها.

المصادر
إحياء علوم الدين    ، الغزالي
صورة حياة التابعين، د/ عبد الرحمن رأفت الباشا
الأتقياء الأخفياء، د/ سعيد عبد العظيم
صلاح الأمة في علو الهمة، د/ سيد العفاني
آفات العلم، د/ محمد سعيد رسلان
د/ خالد سعد النجار
[email protected]
 

 

خالد سعد النجار

كاتب وباحث مصري متميز

  • 0
  • 0
  • 5,377

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً